"أرض الإنسانية" تضمد جراح شام وعمر.. الإمارات تأسر قلوب العالم

تتوجه قلوب وأنظار العالم إلى دولة الإمارات "أرض الإنسانية"، التي تضمد الجراح وتبعث الأمل في نفوس العالم.

وترتفع أكف الضراعة إلى الله بأن يتم شفاء الطفلة السورية شام وشقيقها عمر، وأن يوفق الإمارات لدعم الإنسانية، بعد مبادرتها لعلاج الطفلة التي جاءت بمثابة الأمل الذي لاح في نفق مظلم، بعد أن أضحت حياة الطفة مهددة بالخطر، بعد انتشالها من أسفل أنقاض الزلزال، لتضفي أملا جديدا للطفلة وأسرتها وللإنسانية بشكل عام.

• بتوجيهات الشيخة فاطمة.. "شام" وشقيقها "عمر" يتلقيان العلاج بالإمارات (فيديو وصور)
• فاطمة بنت مبارك توجه بعلاج عدد من مصابي زلزال سوريا بمستشفيات الإمارات

ووصلت الطفلة السورية "شام" وشقيقها "عمر" إلى أبوظبي لتلقي العلاج اللازم، بتوجيهات من الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية للهلال الأحمر الإماراتي "أم الإمارات".

يأتي ذلك في إطار اهتمامها بتوفير العلاج والرعاية الصحية للمصابين ذوي الحالات الحرجة الذين تضرروا جراء الزلزال المدمر في سوريا وتركيا.

مبادرة إنسانية جديدة من الإمارات، بعثت الأمل في نفوس العالم، بإنقاذ حياة الطفلة التي أسرت قلوب العالم وأثارت قصتها تعاطف الملايين عند إنقاذها من تحت أنقاض منزلها الذي هدم خلال الزلزال الذي ضرب بلادها.

مبادرة تشكل محطة جديدة في الملحمة الإنسانية التي قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لدعم ومساعدة تركيا وسوريا، للتخفيف من آثار الزلزال الذي ضرب البلدين 6 فبراير/شباط الماضي.

إنقاذ شام وعمر

وبتوجيهات من الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية للهلال الأحمر الإماراتي "أم الإمارات"، وصلت الطفلة السورية "شام" وشقيقها "عمر" إلى أبوظبي لتلقي العلاج اللازم.

وبناء على توجيهات الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي تقتضي سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة، قام الهلال الأحمر الإمارتي بالتعاون مع مستشفى برجيل بتشكيل فريق طبي متخصص لـ"شام" وشقيقها وتوفير العلاج العاجل لهما في مدينة برجيل الطبية، حيث تم التعاون لإعداد طائرة طبية خاصة قامت بنقل الطفلة شام (9 سنوات) والطفل عمر (15 سنة) إلى أبوظبي.

وكان في استقبال الطفلين كل من الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة، وحمود الجنيبي الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي، وسلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية، ود.شمشير فاياليل المؤسس ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة "في بي أس للرعاية الصحية" في دولة الإمارات.

وبعد وصول الطفلين إلى مستشفى برجيل تم القيام بإجراء العمليات الجراحية اللازمة بقيادة الدكتور مايكل أوغلو، حيث كانت حياة الطفلة "شام" مهددة بالوفاة نتيجة غرغرينا تفشت في الجزء السفلي من الجسم، وكذلك تم إنقاذ شقيقها "عمر".

وأكد الدكتور أوغلو أن الفريق الطبي بذل أقصى جهده للحفاظ على حياتهما، وأن حالة الطفلة "شام" استدعت إجراءات جراحية خاصة بسبب سوء حالتها، ووصولها إلى مراحل حرجة كانت تستدعي تدخلاً علاجيا سريعاً.

 في أيد أمينة

وثمن بشار عليق أحد أفراد عائلة "شام" الذي رافقها إلى أبوظبي، بهذه اللفته الإنسانية الكريمة.

وقال: "إننا ممتنون لقيادة دولة الإمارات، والشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" على هذا العمل النبيل الذي قاموا به من أجل شام وعمر، حيث قال لنا الأطباء في إسطنبول إن شام بحاجة إلى إجراء عمليات بتر تمثل 100% من حجم الساق بسبب الإصابات التي ألمت بهما، وبسبب عدم تلقيها العلاج اللازم في الوقت المناسب، لكن والدها رفض بشدة".

وأردف "شعرنا بالسعادة بعد ذلك عندما تقرر لنا السفر إلى دولة الإمارات بطائرة خاصة تحمل طاقما طبيا متخصصا مما جعلنا نشعر أننا بأيد أمينة، وأن حالتنا ستكون أفضل مما هي عليه بكثير".

وأشاد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بمبادرة دولة الإمارات الإنسانية وبالدور الإنساني العظيم الذي تقدمه الشيخة فاطمة بنت مبارك للمتأثرين صحياً من الزلزال في سوريا وتركيا.

وفي هذا الصدد غردت الإعلامية السورية سلام الفيل، قائلة: "حفظ الله أم الإمارات وأدام عليها الصحة والعافية.. الشكر والامتنان على اهتمامك ورعايتك اللامحدودة شكرا لكل هذا العطاء لكل هذا الحب والخير".

ومن السعودية، غردت دانة العنزي مشيدة بجهود الإمارات الإنسانية، قائلة: "شكراً لدولة الامارات وكان الله بعون الطفلة شام وأخوها عمر".

الإعلامي الإماراتي منذر المزكي الشامسي علق بدوره على تلك اللفتة، قائلا "الإنسانية رتبة عظيمة يصل إليها أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء..  خبر سار من أرض الخير والإنسانية: أم الإمارات الله يحفظها تضمد جراح الطفلة شام وشقيقها عمر موجهةً بتلقيهما العلاج في دولة الإمارات".

في السياق نفسه، قالت الإعلامية المصرية نشوة الرويني "حفظ الله أم الإمارات وبارك لها في كل خطوة. الحمدلله على نعمة قيادة تتنفس إنسانية".

قصة أسرت قلوب العالم

وكانت الطفلة "شام" أسرت قلوب العالم بصبرها وثباتها خلال محاولة إنقاذها بعد أن بقيت 40 ساعة تحت الأنقاض بعد انهيار منزلها وسقوط السقف على ساقيها.

وأسرت قصتها قلوب الملايين حول العالم، عندما ظهرت في مقطع فيديو وهي تحت الأنقاض تغني لبلادها، حيث ظهرت فيه ممددة تحت الأنقاض، تتحدث مع عناصر الإنقاذ، وتطلب عبوة ماء، وتقترح عليهم طريقة إنقاذها، وترتل القرآن وتدندن معهم وهي صامدة رغم صغر سنها أغنية تحمل اسمها: "يا شام أنتي شامنا. بيكِ بنينا أحلامنا".

وأثارت شام تعاطف الملايين حول العالم مجددا، بعد إنقاذها واكتشاف إصابتها بمرض "هرس الأطراف" بسبب قضائها 40 ساعة تحت الأنقاض، ليتم نقلها إلى تركيا، ثم إلى دولة الإمارات وسط ترقب لحالتها الصحية.

وزاد التعاطف الإنساني معها لوفاة والدتها وشقيقتها، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق واسعة من سوريا وتركيا، وأسفر عن مقتل نحو 50 ألف شخص.

ريادة إنسانية

يأتي هذا فيما تتواصل جهود دولة الإمارات لدعم ومساعدة تركيا وسوريا، للتخفيف من آثار الزلزال الذي ضرب البلدين، 6 فبراير/شباط الماضي، مجسدة أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.

جهود رسمت عبرها دولة الإمارات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلتها في صدارة دول العالم الداعمة للشعبين التركي والسوري، بحجم تبرعات هو الأضخم حتى الآن، إذ تجاوز 100 مليون دولار، وجسر إنساني هو الأكبر أيضا حتى الآن تم تسيير 184 طائرة منه حتى الآن، حملت 5177 طن مساعدات إغاثية وما زال الدعم متواصلا.

ويواصل الهلال الأحمر الإماراتي جهوده المستمرة لدعم القطاع الطبي في سوريا ضمن عملية “الفارس الشهم 2 ” في مرحلة التعافي وإعادة التأهيل.

وضمن أحدث جهوده في هذا الصدد، تم قبل يومين تسليم مشفى التوليد والأطفال في اللاذقية شحنة من الأغذية ومستلزمات الأطفال مما يسهم في التخفيف عن الضغط على القطاع الصحي بعد الزلزال الذي تعرضت له سوريا.

يأتي هذا فيما زار وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، الأحد الماضي، المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة غازي عنتاب التركية والذي أقيم ضمن عملية "الفارس الشهم 2" التي تقودها قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع.

واطلع وزير الصحة التركي خلال الزيارة على أقسام المستشفى وإمكاناته وكوادره الطبية والتمريضية والفنية والإدارية، وأشاد بمستوى الخدمات الطبية والعلاجية المتميزة التي يقدمها للمصابين والمرضى جراء الزلازل التي تأثرت بها عدد من القرى والمدن التركية.

تأتي هذه الجهود الإنسانية الشاملة والمتكاملة ضمن دبلوماسية العطاء الإماراتية واستراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، الأمر الذي يتوجها بحق عاصمة للإنسانية.

كما تأتي تلك الجهود سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات، في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وحرصاً على استدامة أعمال الخير والأعمال الإنسانية التي كان يحرص على ديمومتها.

وسيراً على درب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مسيرة الخير، وفاء لسيرته واستلهاماً لحكمته، لتحتل دولة الإمارات لسنوات عدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي.

مساعدات ومبادرات تتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 51 عاماً منذ تأسيس دولة الإمارات، ونجحت في أن تصنع فارقا في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع بتتويج دولة الإمارات عاصمة عالمية لعمل الخير.

وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيس دولة الإمارات أكثر من 320 مليار درهم شملت 201 دولة، من بينها مساعدات قدمتها دولة الإمارات بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بلغت أكثر من 98 مليار درهم حتى عام 2000.

ووفقاً لبيانات حديثة صادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية فقد بلغ إجمالي قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الفترة منذ بداية عام 2021 وحتى منتصف أغسطس/آب الماضي نحو 13 مليار درهم.

وضمت قائمة الدول التي شملتها المساعدات عدداً من الدول العربية والآسيوية والأفريقية والغربية، في ترجمة واضحة لشمولية الدعم الإماراتي للمشاريع والاحتياجات الإنسانية حول العالم، والتي لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية أو العرق أو اللون أو الطائفة أو الديانة.