الإمارات وأمريكا تبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة
وزير الاقتصاد الإماراتي يتفق مع وزير التجارة الأمريكي على متابعة ملف الرسوم المفروضة على صادرات الإمارات من الألومنيوم إلى أمريكا.
أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية متانة العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين البلدين، والتي ترتكز على نموذج متميز يخدم المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة بين الجانبين، وهو ما يجسده النمو المتواصل في أرقام التجارة البينية والتدفقات الاستثمارية الضخمة في الاتجاهين.
جاء ذلك خلال اجتماع سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد الإماراتي مع ويلبور روس، وزير التجارة الأمريكي، على هامش أعمال قمة "اختر أمريكا للاستثمار 2019".
وذلك بحضور يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وعبدالله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، وسعود النويس الملحق التجاري بسفارة دولة الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية، ومروان بن جاسم السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق".
وأكد سلطان بن سعيد المنصوري أن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية تقوم على أسس متينة قوامها الصداقة والاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة.
وتابع أنها تشهد نمواً متواصلاً وتنطوي على آفاق واسعة للتعاون في مختلف المجالات التجارية والاستثمارية بما يلبي التطلعات التنموية للبلدين.
وأشار إلى أن استثمارات الإمارات في الولايات المتحدة تعد الأكبر بين الدول العربية المستثمرة في أمريكا.
وبحث الجانبان خلال اللقاء أطر تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وسبل الارتقاء بآفاق التعاون الثنائي بينهما بالتركيز على الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
كما بحثا إيجاد حلول سريعة لأي تحديات أو قضايا قد تطرأ نتيجة المتغيرات السريعة على الساحة الاقتصادية العالمية، وتوفير البيئة المحفزة والإجراءات الميسرة لنمو الأنشطة التجارية المتبادلة في مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك.
وناقش الجانبان خلال الاجتماع المستوى الراهن للعلاقات الاقتصادية والتجارية، ومجالات تطويرها وتنميتها خلال المرحلة المقبلة في ظل الفرص الاستثمارية الواعدة المطروحة في أسواق الطرفين، وبالاستفادة من اتفاقيات التعاون والشراكة الموقعة في العديد من القطاعات الحيوية.
كما تم استعراض عدد من التحديات والقضايا التجارية والاستثمارية، التي طرأت أخيراً على أجندة التعاون الاقتصادي المشترك، ومناقشة سبل تجاوزها للوصول بآفاق التعاون الثنائي إلى مستويات أكثر تميزاً.
وبحث الجانبان على وجه الخصوص الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية على واردات الحديد والألومنيوم المتجهة إلى أسواقها، حيث تعد الإمارات من أهم مصدري الألومنيوم إلى الولايات المتحدة.
وركز الجانبان على بحث الوسائل الكفيلة بتجنب الأثر السلبي لتلك الإجراءات والرسوم الجديدة على صادرات دولة الإمارات من الألومنيوم إلى الولايات المتحدة، حيث أبدى الوزير الأمريكي اهتمامه بمتابعة الأمر مع الجهات المعنية في الحكومة الأمريكية بهذا الشأن.
وأكد المنصوري قوة العلاقات الثنائية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، خصوصاً على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، حيث تشكل الإمارات أحد أهم وأكبر الأسواق للصادرات الأمريكية في المنطقة، فيما تشكل الولايات المتحدة رابع أكبر شريك تجاري للدولة.
وأعرب عن الاهتمام الحكومي بمواصلة هذا الزخم الذي تشهده العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين بما يحقق أهدافهما التنموية وينسجم مع الأجندة الاقتصادية لكل منهما.
وأكد حرص الدولة على تيسير حركة التجارة والاستفادة من الإمكانات الواسعة التي تتميز بها البيئة الاقتصادية والاستثمارية لدولة الإمارات.
وأضاف المنصوري أنه بالنظر إلى أرقام التبادل التجاري بين البلدين، نجد أنها تضاعفت خلال العقد الماضي، حيث سجلت التجارة الخارجية غير النفطية نحو 24.5 مليار دولار (90 مليار درهم) خلال عام 2018.
ولفت إلى أنه على النطاق الجغرافي تمتد التبادلات التجارية للدولة مع كل الولايات الأمريكية تقريباً، خصوصاً واشنطن وكاليفورنيا وتكساس وفلوريدا ونيويورك.
وأوضح المنصوري اهتمام الشركات الإماراتية بتوسع استثماراتها في مختلف الولايات الأمريكية، لافتاً إلى أن الرصيد التراكمي للاستثمارات الإماراتية المباشرة في السوق الأمريكية يزيد على 26.6 مليار دولار، وهو ما يسهم بشكل مباشر في توفير الآلاف من فرص العمل في الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن استثمارات الشركات الإماراتية تتسم بالتنوع والجودة والخبرة، فيما ترتكز العلاقات التجارية الثنائية على قطاعات حيوية مثل الطيران والرعاية الصحية والتكنولوجيا والتشييد والبناء، إذ تعد شركات الطيران الإماراتية من بين أكبر مشتري طائرات "بوينج" الأمريكية في العالم.
وأكد المنصوري وجود العديد من الفرص الواعدة لاستثمارها خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل الخطوات المدروسة التي تقوم بها دولة الإمارات للتحول إلى اقتصاد معرفي قائم على الابتكار، والرغبة في تطوير إمكانات الدولة في هذا الصدد.
وأضاف أن هذا التحول يطرح العديد من الفرص أمام الشركات الأمريكية للتوسع في السوق الإماراتية، خصوصاً الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات حديثة النشأة والقائمة على الابتكار والأفكار المبدعة.
واتفق الجانبان على أهمية اللقاءات الرسمية وزيارات الوفود والبعثات التجارية المتبادلة والمشاركة الفاعلة في الفعاليات والمعارض التي يستضيفها البلدان على غرار قمة اختر أمريكا للاستثمار.
وتشارك الإمارات في قمة اختر أمريكا للاستثمار، بأكبر وفد استثماري من الشرق الأوسط، كما يحظى إكسبو 2020 دبي بمشاركة أمريكية واسعة، وكذلك فعالية اكتشف أمريكا، وملتقى الاستثمار السنوي.
وذلك إلى جانب اللقاءات المشتركة كالحوار الاقتصادي الإماراتي الأمريكي الذي ستنطلق فعالياته في 20 يونيو/حزيران الجاري بالولايات المتحدة.
من جانبه، أكد وزير التجارة الأمريكي، ويلبور روس، خلال الاجتماع على أهمية العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين، والحرص على تعزيز أطر الشراكة القائمة بما يحقق المنفعة المتبادلة، بما يخدم الأهداف التنموية للبلدين التي تربطهما علاقات وطيدة في مختلف القطاعات.
وتابع أن الإمارات شريك تجاري واستثماري مهم للولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أهمية الاجتماعات واللقاءات الدورية بين الجانبين للاطلاع بشكل متواصل على أبرز الفرص التجارية والاستثمارية، ومناقشة مختلف التحديات لإيجاد الحلول الأنسب لتجاوزها.
aXA6IDMuMTM3LjE5MC42IA==
جزيرة ام اند امز