تقديرا لجهود الإمارات.. 30 يناير يوما عالميا للأمراض المدارية المهملة
اعتمدت جمعية الصحة العالمية في دورتها الـ74، يوم 30 يناير يوماً عالمياً رسمياً "للأمراض المدارية المهملة"، وقررت إضافته للتقويم الرسمي للفعاليات العالمية لمنظمة الصحة العالمية.
وتم إطلاق اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة بشكل غير رسمي عام 2020 لتحفيز مجتمع الصحة العالمي على التعاون بشأن الجهود الملحة للقضاء على الأمراض المدارية المهملة وإشراك أفراد المجتمع في تلك الجهود.
وتؤثر هذه الأمراض على أكثر من 1.7 مليار شخص، أغلبهم من الذين يعيشون في فقر مدقع، وفي المجتمعات النائية، ويفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية مثل المياه النظيفة، كما تكبد هذه الأمراض الاقتصادات النامية مليارات الدولارات كل عام.
وقال أحمد الجرمن، الممثل الدائم لدولة الإمارات لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، إن هذا الإجماع على الاعتراف باليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة يعكس التعاون الوثيق بين مختلف الشركاء بما فيهم منظمة الصحة العالمية، ويعبر عن استعداد المجتمع الدولي لتحدي هذه الأمراض الشائعة.
وأضاف: "نحن فخورون اليوم بجهود دولة الإمارات في ريادة العمل المثمر للتوصل معاً إلى اتفاق مشترك وإجراء تقييم سنوي للتقدم المحرز على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي من قبل جميع الأطراف المعنيين للتغلب على الأمراض المدارية المهملة وإنهاء معاناة ملايين الأشخاص حول العالم".
وازدادت أهمية هذا اليوم في عام 2021، حيث شاركت ما يزيد عن 360 منظمة من 61 دولة في شراكات أسهمت في استقطاب الأنظار إلى الأمراض المدارية المهملة وإطلاق خارطة الطريق الجديدة لمنظمة الصحة العالمية لمدة 10 سنوات لمكافحة الأمراض المدارية المهملة.
كما تمت إنارة أكثر من 65 معلماً في 43 مدينة و26 دولة، وقدم عدد من القيادات والأفراد من جميع أنحاء العالم الدعم لهذه القضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وسيسهم الاعتراف الرسمي باليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة في دفع عجلة التقدم في مجال مكافحة هذه الأمراض من خلال استقطاب مزيد من الاهتمام وزيادة الإرادة السياسية والعامة، وتعزيز الجهود العالمية.
وتصدرت دولة الإمارات الجهود الدبلوماسية لضمان الاعتراف الرسمي باليوم، وكان لديوان ولي عهد أبوظبي دوراً ريادياً في بناء الشراكات ودعم المبادرات المخصصة لليوم.
كما شاركت عدة دول أعضاء في منظمة الصحة العالمية بفعالية في دعم اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة، ليتم اعتماد القرار، الذي اقترحته دولة الإمارات بالتعاون مع عُمان والبرازيل.
وقال الدكتور موليسيل نتولي ماليسيلا، مدير إدارة مكافحة الأمراض المدارية المهملة بمنظمة الصحة العالمية إن اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة بمثابة تقدير للجهود الدؤوبة التي بذلتها دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع الدول الأعضاء والشركاء الآخرين لتشجيع المجتمعات وتحفيزها على مكافحة هذه الأمراض الموهنة.
وعبّر عن ثقته في أن هذا الاعتماد سيحفز الأشخاص من مختلف القطاعات على التعاون في تنفيذ خارطة الطريق الجديدة، التي تهدف إلى إنقاذ أكثر من مليار شخص من هذه الأمراض بحلول عام 2030.
وتستمر الجهود المبذولة لدعم اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة وتواصل مسيرة دولة الإمارات وريادتها فيما يتعلق بقضايا الصحة العالمية، وهي جزء من برنامج بلوغ الميل الأخير، الذي يعد مجموعة من البرامج التي تعمل على القضاء على الأمراض مدفوعة بالالتزام الشخصي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
وقالت ثوكو إلفيك بولي، المدير التنفيذي لمنظمة "الاتحاد لمكافحة الأمراض المدارية المهملة": "إن قرار الدول الأعضاء البالغ عددهم 194 دولة في جمعية الصحة العالمية بالاعتراف رسمياً باليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة يوم 30 يناير/كانون الثاني هو دفعة هائلة في مكافحة الأمراض المدارية المهملة.
وتوجهت بالشكر الجزيل للشيخ محمد بن زايد ولحكومة دولة الإمارات على دعمهم الكبير، بالتعاون مع البرازيل وعمان، على جهودهم في حشد الدول الأعضاء والشركاء نيابة عن 1.7 مليار شخص وعلى التزامهم الراسخ بالقضاء على أمراض.
وتم إحراز تقدم كبير منذ إعلان لندن التاريخي لعام 2012 بشأن الأمراض المدارية المهملة، والذي وحد كلمة الشركاء من مختلف القطاعات والدول والمؤسسات من أجل زيادة الاستثمار والجهود لمكافحة الأمراض المدارية المهملة.
وكانت النتيجة مبشرة حيث لم يعد مئات الملايين من الناس بحاجة إلى علاج للأمراض المدارية المهملة في حين قضت عدة دول على أمراض كانت تنتشر منذ آلاف السنين.
وبالرغم من هذا التقدم المحرز، لا تزال هناك تحديات هائلة، حيث يتأثر واحد من كل خمسة أشخاص في العالم بهذه الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
وتسبب الأمراض المدارية المهملة آلاف الوفيات التي يمكن الوقاية منها كل عام وتسبب إعاقات تؤدي إلى استمرار دورة الفقر من خلال حرمان ملايين البالغين من فرص العمل وإبقاء الأطفال خارج المدرسة.
وجاءت جائحة "كوفيد-19" لتعرقل الجهود المبذولة نحو التقدم، حيث زادت من تعقيد تأثير الأمراض المدارية المهملة على المجتمعات في العام الماضي.
وتضم مبادرة بلوغ الميل الأخير مجموعة من البرامج الصحية العالمية التي تعمل على التخلص من الأمراض المعدية، وتستند إلى التزام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمواصلة دعم هذه الجهود.
وتوفر المبادرة العلاج والرعاية الوقائية في المجتمعات التي تفتقر إلى إمكانية الحصول على الخدمات الصحية ذات الجودة العالية، مع التركيز خاصة على بلوغ الميل الأخير في القضاء على الأمراض.
وتمثل رسالة "بلوغ الميل الأخير" التزام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها وتؤثر على أفقر سكان العالم والمجتمعات الأكثر هشاشة فيه، إضافة إلى مساعدة ملايين الأطفال والبالغين على عيش حياة صحية بكرامة.