وزير النقل البريطاني ينفي "اختباءه" بقطر بعد رفع أسعار تذاكر القطارات
وزير النقل البريطاني نفى اتهامات بالتنصل من المسؤولية وأصر على أنه لا يتهرب من عمله بالسفر إلى قطر يوم تطبيق أكبر ارتفاع في سعر التذاكر
نفى وزير النقل البريطاني، كريس جرايلينج، اتهامات بـ"التنصل من المسؤولية"، وأصر على أنه "لا يتهرب" من عمله بالسفر إلى قطر في اليوم الذي بدأ فيه تطبيق أكبر ارتفاع في أسعار تذاكر القطارات في المملكة المتحدة منذ عام 2013.
وفي تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أعرب الوزير عن أسفه لمستوى الزيادة في الأسعار، وتمنى لو "أنها لم ترتفع بهذا القدر".
وقال الوزير إنه "يحاول كسب فرص عمل لبريطانيا" من خلال الذهاب إلى الخليج وزيارة قطر، وهو تفسير غير منطقي تماما بالنظر إلى أن الإمارة الصغيرة تعاني من ظروف اقتصادية صعبة وتباطؤ النمو، ومؤشرات سلبية للاستثمارات الأجنبي بعد مقاطعة من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.
واتهم حزب "العمال" البريطاني جرايلينج "بالاختباء"، حيث اندلعت احتجاجات في 40 محطة قطار ضد ارتفاع الأجرة، بعد أن اكتشف العديد من الركاب أن تذاكرهم الموسمية (بين وجهتين لفترة محدد) سترتفع إلى أكثر من 100 جنيه إسترليني.
وقد أصرت الحكومة على أن زيارة السيد جرايلينج إلى قطر وتركيا كانت "مخططة مسبقا"، إلا أنها واجهت انتقادات أحزاب المعارضة، التي اعتبرت أن الزيارة تظهر تجاهل الوزير للركاب.
وفي حديثه إلى إذاعة "راديو 5 لايف" من الشرق الأوسط، قال جرايلينج -وهو عضو في مجلس إدارة شركتي "إبسوم" و"إيويل"- إنه لا يستطيع "إلغاء عقود من الترتيبات في صناعة السكك الحديدية".
وأضاف "ليس من العدل أن نقول لدافعي الضرائب الذين يستخدمون السكك الحديدية عليكم دفع تكلفة تشغيل الشبكة، وكل هذا في إطار توفير نظام أفضل للركاب".
وتابع: "يجب أن نعطي الموظفين زيادة في المرتبات، ونريد أن نرى هذه الصناعة تتماشى مع مؤشر أسعار المستهلك، لا يمكننا ضمان عدم حدوث ارتفاع في الأسعار".
ودافع عن غيابه عن المملكة المتحدة وقراره بالسفر الى الدولة الخليجية بزيارة تجارية تستغرق يومين تقوده لزيارة مدتها يوم إلى تركيا، قائلًا: "لا أعتذر عن محاولة كسب فرص عمل لبريطانيا".
وفي مقابلة سابقة مع إذاعة "إل بي سي" قال، إنه "تم الإعلان عن هذه الزيادة قبل شهر، وأجريت مقابلات إذاعية حول هذا الموضوع وأجبت على أسئلة في مجلس العموم، لذلك لا أعتقد أنني تهربت من المسألة ".
من جانبها قالت الحكومة: "لقد عرفنا أن (ارتفاع الأسعار) كانت ستحدث منذ فترة، وصدر رد كامل".
لكن وزير النقل العمالي في حكومة الظل أندي ماكدونالد، قال إن جرايلينج "اختبأ"، لأنه "غير قادر على الدفاع عن" رفع الأجرة، وكان "يرفض أيضا تفسير مبلغ 2 مليار جنيه استرليني كفالة إنقاذ دافعي الضرائب في ساحل فيرجن الشرقي"، مضيفا: "الركاب يستحقون أفضل من ذلك".
وأشار إلى أنه اضطر إلى إلغاء خططه للمشاركة في احتجاج على أسعار السكك الحديدية في ليدز بعد أن تعطل قطاره في محطة "كينجس كروس" بلندن.
وردا على سؤال حول الهدف من الزيارة قال المتحدث الرسمي باسم رئيسة الوزراء "هناك وزراء يزورون مجموعة كاملة من الدول لنشر الرسالة بأن بريطانيا مكان جيد جدا للاستثمار والقيام بأعمال تجارية. ومن الواضح أن كريس جرايلينج يلعب دورا هاما في هذا".
وقال متحدث باسم الحكومة إن طريقة حساب الأسعار "قيد المراجعة"، ووزارة النقل "تراقب بعناية كيف تتغير أسعار السكك الحديدية ومتوسط الإيرادات".
بينما قال زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي السير فينس كابل: "ركاب السكك الحديدية يرتجفون على الأرصفة غضبا على أكبر زيادة في الأجرة خلال سنوات، بينما كريس جرايلينج غادر لجولة خارجية.
وأضاف "من الصعب جدا أن نرى ما هو الدور المفيد الذي يمكن أن يؤديه في قطر وتركيا ولا يستطيع مسؤولونا التجاريون الممتازون إنجازه".
وقال ميك كاش، الأمين العام لاتحاد السكك الحديدية والنقل البحري، إن الركاب الذين يقومون بدفع المزيد من النقود مقابل السفر بالقطار "سوف يستخلصون استنتاجاتهم الخاصة" من قرار السيد جرايلينج بالقيام بـ"رحلة إلى قطر المشمسة.
وجرايلينج هو واحد من بين عدد من الوزراء الذين وردت أسماؤهم في تكهنات صحفية نهاية الأسبوع حول تعديل وزاري محتمل.
ومنذ يونيو/حزيران الماضي، تفرض الدول الأربعة الداعية لمكافحات الإرهاب السعودية والإمارات ومصر والبحرين مقاطعة دبلوماسية واقتصادية على قطر لدعم الإرهاب والجماعات المتطرفة.
aXA6IDMuMTQ3Ljg5LjUwIA== جزيرة ام اند امز