شبح شرخ في دعم أوروبا.. أوكرانيا على بعد خطوة من «الخذلان»؟
خفت اهتمام أوروبا تدريجيا بحرب أوكرانيا فيما توجهت البوصلة بشكل كامل إلى غزة، ما يضع دعم القارة العجوز على محك شرخ في الأفق.
وتتجه الأنظار إلى القمة الأوروبية لتكون لحظة هامة بالنسبة لأوكرانيا، حيث يبحث زعماء الدول الأعضاء الـ27 إعطاء الضوء الأخضر لمزيد من التمويل لكييف وفتح باب المفاوضات لمنحها عضوية التكتل وهي الملفات التي باتت موضع تساؤل بسبب المجر.
وحتى قبل الحرب في أوكرانيا، كان رئيس الوزراء المجري الشعبوي فيكتور أوربان سببا للمشكلات في القارة العجوز مع قدرته على عرقلة قرارات التكتل حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وتتطلب معظم القرارات الكبيرة موافقة جميع الدول الأعضاء، بمعنى آخر فإن كل دولة عضو تتمتع بحق النقض (الفيتو) لتعطيل قرارات مثل إرسال مليارات اليورو إلى دولة مزقتها الحرب أو السماح لدولة ما بالانضمام إلى التكتل.
ونظريا، لا ينبغي استخدام حق النقض إلا إذا كان لدى الدولة اعتراض فعلي على السياسة الرئيسية للاتحاد الأوروبي، لكنه أصبح يستخدم على نحو متزايد من جانب القادة للحصول على الأشياء التي يريدونها في مجالات أخرى.
وفي حالة أوربان، فإنه عادة ما يكون الهدف الإفراج عن أموال الاتحاد التي تحجبها بروكسل عن المجر بسبب سياسات بودابست من ذلك "تقويض سيادة القانون".
وهذا ما يحدث حاليا إذ يبحث مسؤولو الاتحاد الإفراج عن مليارات اليوروهات المجمدة بسبب الفساد ومن المحتمل حل هذه القضية ليتمكن التكتل من دعم أوكرانيا وإطلاق مسيرتها في الانضمام.
أسوأ المخاوف
تواجه أوكرانيا شتاءً قاسياً بعد فشل الرئيس فولوديمير زيلينسكي في إقناع الجمهوريين بالكونغرس الأمريكي بالتحرك سريعا لتقديم مساعدات جديدة.
وبالنسبة لبعض المسؤولين في أوكرانيا والغرب، فإن هذه الأزمات هي أحدث دليل على أن أسوأ مخاوفهم قد تحقق وهو "الإرهاق الأوكراني".
وفي تصريحات لـ"سي إن إن"، قال أحد كبار مستشاري زيلينسكي إن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي يرتبط ارتباطًا مباشرًا بعضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وبالتالي فإن أي تردد من جانب حلفائها الأوروبيين سيكون "إشارة سيئة ستشجع روسيا على المضي قدمًا".
وقال مسؤول كبير في الحلف إن هذه الأزمات جزء من اتجاه طويل المدى نحو أسوأ النتائج وهو فقدان الغرب للتركيز على أوكرانيا.
وأضاف: "لمزيد من الأدلة ما عليك سوى إلقاء نظرة على المناقشات التي تجري في واشنطن الآن بشأن تمويل أوكرانيا. وما عليك إلا أن تتخيل كيف ستتطور تلك المناقشات في عام الانتخابات الرئاسية"، مشيرا إلى أن "ما هو سيئ لأوكرانيا مفيد لروسيا، والمسؤولون الروس يدركون ذلك".
ورغم التوقعات بإعلان الاتحاد الأوروبي تقديم المزيد من الأموال إلى أوكرانيا واستمرار محادثات انضمامها إلى التكتل، إلا أنه من الصعب الهروب من الشعور بأن حلفاء أوكرانيا في الغرب وحتى في أوروبا فقدوا اهتمامهم بالحرب التي كانت على رأس أولوياتهم