راية على دبابة روسية في أوكرانيا.. سر العلم الأحمر
على دبابات روسية يرفرف علم الاتحاد السوفيتي في راية حمراء قد تفصح عما لم تجرؤ البيانات الرسمية على قوله وتمنح الصراع بُعدا مختلفا.
فيديو متداول يظهر دبابات وآليات عسكرية روسية تتجه نحو العاصمة الأوكرانية كييف رافعة علم الاتحاد السوفيتي السابق المكون من خلفية حمراء مع مطرقة ومنجل ونجمة باللون الذهبي موضوعة في الزاوية العليا من جهة ناصية العلم.
راية تحل بدل علم الاتحاد الروسي لتفاقم المخاوف من خطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا، خصوصا عقب إعلان اعترافه بـ"استقلال" منطقتين يسيطر عليهما الانفصاليون شرقي الجارة وهما دونيتسك ولوهانسك.
اعترافٌ دفع نحو إحياء اتهامات غربية بأن الرجل يسعى لإحياء الاتحاد السوفيتي وإعادة النفوذ الروسي، لكن بوتين خرج ليحسم التكهنات ويؤكد أنه لا يسعى لإحياء "الإمبراطورية" الروسية.
إحياء الاتحاد السوفيتي
بوتين الذي قال ذات يوم إن "انهيار الاتحاد السوفيتي أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين" يقود اليوم "عملية عسكرية" على جارته الشرقية أوكرانيا؛ الدولة السوفيتية السابقة، في عملية يؤكد أنها لا تستهدف احتلال كييف وإنما تقتصر على حماية مناطق دونباس.
ورغم اهتمام موسكو بتوضيح ملابسات حربها على أوكرانيا إلا أنها "عبّرت في الوقت نفسه عن عدم اكتراثها بالتلويح الغربي بالعقوبات، بما فيها إعلان ألمانيا وقف المصادقة على خط نورد ستريم 2، في وقت فرضت فيه دول غربية عديدة عقوبات موسعة" عليها.
لامبالاة تدفع بالتساؤل حول المغزى الحقيقي من الحرب على أوكرانيا وما إن كان بوتين يسعى حقا لاستحداث "جدار عازل" يؤمن حدوده الشرقية من توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) أم أن الأمر يتجاوز ذلك إلى مشروع أكبر.
ومع أن مصطلح "الحرب الباردة" عاد بقوة إلى مشهد الصراع الروسي الأوكراني ودخول الغرب على الخط، إلا أن مراقبين يرون أن العودة إلى هذه الأجواء لم تكن سوى مرحلة في طريق السير بخطى ثابتة، ولو بطيئة، لاستعادة بعض مواقع النفوذ التي فقدتها موسكو عقب سقوط الاتحاد السوفيتي.
"مشروع" تطرق إليه وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، قبل أيام، وتحديدا غداة قرار روسيا الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين، معتبرا أن القرار يشكل خطوة جديدة للكرملين نحو "إحياء الاتحاد السوفيتي".
وردا على الاتهامات الأوكرانية والغربية، أكد الرئيس الروسي أن موسكو توقعت الادعاءات من قبل الغرب حول "المساعي لإعادة الإمبراطورية الروسية"، مشيرا إلى أن هذه المزاعم لا تتطابق مع الحقيقة على الإطلاق.
وقال بوتين، خلال لقاء جمعه مؤخرا مع الرئيس الأذري، إلهام علييف: "سأستفيد من زيارتكم لإخباركم بتطورات الأحداث في الاتجاه الأوكراني. كما تعلمون، اتخذت روسيا قرارا للاعتراف بسيادة الجمهوريتين الشعبيتين في دونباس. أود أن أؤكد أننا نرى وتوقعنا الادعاءات حول هذا الموضوع الذي يزعم أن روسيا تنوي إعادة الإمبراطورية في حدود العهد الإمبراطوري. هذا لا يتطابق مع الحقيقة على الإطلاق".
وأشار بوتين إلى أن روسيا اعترفت بتفكك الاتحاد السوفيتي بالوقائع الجيوسياسية الجديدة، وتعمل بشكل نشط على تعزيز التعاون مع الدول المستقلة التي ظهرت في المنطقة.
قبل 30 عاما
قبل 30 عاما، جرى إنزال العلم الأحمر للاتحاد السوفيتي من فوق مبنى الكرملين بالعاصمة موسكو، في حركة شكلت رمزا لطي صفحة الدولة السوفيتية بعد 69 عاما من وجودها.
وجرت مراسم إنزال العلم السوفيتي ورفع علم روسيا الاتحادية على سارية الكرملين في 25 ديسمبر/ كانون الأول 1991، قبل أن ينهي الرئيس السوفيتي الأخير ميخائيل جورباتشوف خطابا متلفزا توجه به إلى الشعب، وأعلن فيه انتهاء عمله كرئيس للاتحاد السوفيتي.
لكن وبعد انقضاء 3 عقود، يعود العلم السوفيتي ليرفرف على دبابات روسيا في أوكرانيا، معلنا بُعدا مختلفا للصراع والحرب الدائرة ويُحيي الجدل حول اتهامات لطالما لاحقت بوتين حتى قبل توليه الرئاسة.
فقبل سنوات، قال الكاتب سايمون ديسدَيل إن عودة رئيس الوزراء الروسي (آنذاك) فلاديمير بوتين المحتملة إلى سدة الرئاسة تشكل تحديا للقوى الغربية التي لا تبدو أنها مهيأة في الوقت الحاضر لمواجهة تحد من هذا النوع.
واعتبر الكاتب، في مقال له بصحيفة "الغارديان" البريطانية، أن "عودة بوتين للرئاسة تعني أنه سيظل في هذا المنصب حتى 2024 وسيكون هدفه الأساسي إقامة الإمبراطورية الروسية الثالثة بعد روسيا القيصرية والاتحاد السوفيتي"، فهل تتحقق التوقعات؟
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yMzEg جزيرة ام اند امز