سيطرة الأوكرانيين على "إزيوم".. مرحلة جديدة بالحرب
دشن دخول الجيش الأوكراني مدينة إزيوم الاستراتيجية الواقعة في مقاطعة خاركيف شرقي البلاد، مرحلة جديدة في الحرب الدائرة منذ 6 أشهر.
خسارة إزيوم تشكل أسوأ سيناريو تواجه موسكو منذ انسحابها من كييف في مارس/آذار الماضي، فضلا عن استعادة القوات الأوكرانية أكثر من 3000 كيلومتر مربع من الأراضي؛ أكثر مما استولت عليه القوات الروسية في جميع عملياتها منذ أبريل/ نيسان، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ورغم صغر مساحة المدينة التي لا تتجاوز 43 كيلومتراً مربعاً، إلا أن أهميتها الاستراتيجية جعلت منها ساحة معركة شرسة منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، والتي انتهت بسيطرة روسيا على المدينة في الأول من أبريل/ نيسان، لتستخدمها كنقطة انطلاق لهجماتها على القوات الأوكرانية في إقليم دونباس.
لكن التجربة أثبتت أن السيطرة على البلدات والمدن، تكون هشة في بعض الأحيان.
كما لم يتضح على الفور مدى قوة سيطرة أوكرانيا على إزيوم والجهود التي قد تبذلها روسيا لمحاولة استعادتها.
لكن خسارة إيزيوم، وهو مركز سكك حديدية مهم استراتيجيًا تربطها شبكة سكك حديدية مع مدينة بلغورود في روسيا عبر مدينة كوبيانسك المجاورة، يمكن أن يمثل نقطة تحول في الحرب.
وتقع إزيوم عند نقطة مهمة على طرق إمداد حملة روسيا العسكرية بمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا،
وقال يفين، الضابط الأوكراني الذي شارك في تحرير إزيوم، في مقابلة عبر الهاتف مع الصحيفة الأمريكية: "وضع الروس مساء أمس علمًا أبيض بالقرب من محطة السكة الحديد. كان هناك قتال في الشوارع طوال الليل".
وتشكل تلك السكك الحديدية الواقعة بالمدينة، ممر موسكو اللوجستي الرئيسي الرابط بين روسيا وشرق أوكرانيا.
وإلى جانب السيطرة على إزيوم، استعادت القوات الأوكرانية كذلك السيطرة السبت الماضي، على كوبيانسك، ما يهدد بتعطيل كامل لخط الإمدادات الروسي شرق أوكرانيا وترك آلاف الجنود الروس محاصرين على خط المواجهة بدون إمدادات.
وقال روب لي، المحلل العسكري في معهد أبحاث السياسة الخارجية: "لا يزال هناك الكثير من الغموض المحيط بالهجوم، لكن الواضح أن القوات الأوكرانية خططت له ونفذته بشكل جيد".
وتابع "تبدو عملية مشتركة فعالة للغاية شاركت فيها الدبابات والمشاة الآلية وقوات العمليات الخاصة والدفاعات الجوية والمدفعية وأنظمة أخرى."
ويحذر مسؤولون أوكرانيون وغربيون من أن العمليات الهجومية لا تزال في أيامها الأولى، وأن الوضع متقلب وأن أي مكاسب أبعد من أن تكون آمنة.
كما حذر بعض المحللين العسكريين من أن التقدم السريع للأوكرانيين قد يتركهم في حالة من الإرهاق وعرضة لهجوم روسي مضاد.
الأكثر من ذلك، أن المواقع على الأرض لم يمكن التيقن منها بشكل كامل من مصادر مستقلة، بسبب تدهور الوضع الأمني، لذلك لا يمكن الجزم بمواقع الأطراف المختلفة.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg جزيرة ام اند امز