على طريقة أفلام هوليوود.. جندي أوكراني يهرب من الروس في «أريكة»
دائما ما يكون الواقع أغرب من الخيال وهذا ما حدث مع جندي أوكراني اعتبر أن قصته أكثر إثارة من أفلام هوليوود.
موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي نقل تقريرا نشره موقع "هورمادسكي" الإخباري الأوكراني عن الهروب الكبير والمثير للجندي الأوكراني أرتيم لوكيانينكو داخل أريكة لتجاوز 6 نقاط تفتيش أوكرانية في ظل احتدام الحرب.
وقال لوكيانينكو (25 عاما) وهو جندي في اللواء الميكانيكي 28، إنه خلال خريف عام 2022، اختبأ برفقة جنديين أوكرانيين آخرين لأكثر من شهر في قبو منزل بقرية برافدين بمنطقة خيرسون والتي كانت تحت سيطرة روسيا في ذلك الوقت.
وأوضح لوكيانينكو أنه تعرض للإصابة أثناء هجوم على المنطقة من قبل القوات الروسية وكان اللواء الأوكراني الذي يتبعه قد غادر بالفعل.
وكشف عن أن رجلا محليا يدعى أوليه بيلي يبلغ من العمر 56 عاما عثر عليه هو وصديقه الذي عرفه فقط باسم "سيرهي" خلال اختبائهما في منزل فارغ بشارعه فعرض عليهما الاختباء في قبو منزله حيث كان يختبئ جندي أوكراني آخر عرفه فقط باسم "زينيا".
وأضاف "اعترف لي سيرهي لاحقًا أنه يعتقد أنني لن أعيش طويلاً.. وقال إنني أعيش على الأدرينالين فقط لأنه كانت هناك كتلة دموية على رأسي".
داخل أريكة مطوية
وذكر لوكيانينكو أنه ظل مع سيرهي وزينيا في قبو بيلي لمدة شهر تقريبًا، حتى أمر الروس بيلي بالخروج من منزله وهنا كان على الرجل وعائلته أن يتوصلوا لطريقة لتهريب الجنود الثلاثة.
وتحت وطأة الخوف من إطلاق القوات الروسية النار عليهم، قرر بيلي وزوجته صوفيا تهريب الجنود إلى الخارج ونقلهم إلى منزل بناتهم المستأجر في قرية بيلوزيركا بمنطقة خيرسون.
ومن أجل تجاوز نقاط التفتيش الروسية الستة المنتشرة على طول الطريق، أراد بيلي وزوجته أن يختبئ زينيا داخل أريكة مطوية، ولوكيانينكو داخل الثلاجة، وأن يستخدم سيرهي وثائق شخص آخر ويجلس في مقعد الراكب في السيارة.
لكن زينيا أصيب بالذعر بعد دقائق من وجوده داخل الأريكة، فأخذ لوكيانينكو مكانه وبقي زينيا في الخلف.
حيلة البيض
ولإلهاء الروس في نقاط التفتيش، ألقت صوفيا زوجة بيلي، الخرق وستة بطات فوق الأريكة التي كان يختبئ فيها لوكيانينكو، في حين حمل سيرهي الذي ارتدى زي رجل عجوز بيضا فاسدا حتى تصبح رائحته كريهة للغاية ولا ترغب السلطات الروسية في التحقق من وثائقه عند نقاط التفتيش.
وقال لوكيانينكو "الشخص الذي فحص الوثائق فتح الباب، وشم رائحة سيرهي، لم يرغب في التحدث أكثر من ذلك".
وأوضح لوكيانينكو أن الخطة نجحت فوصل مع رفيقيه إلى منزل بنات بيلي الذي عاد مع زوجته إلى منزلهما، مشيرا إلى أنه بقي هو وسيرهي وزينيا أكثر من شهر قبل أن تنجح القوات الأوكرانية في تحرير المنطقة واستعادتهم.
وكشف لوكيانينكو عن أنه أمضى شهرًا في المستشفى، قبل أن يعود إلى الخطوط الأمامية للقتال، لافتا إلى إصابته بانهيار عصبي مما أنهكه جسديا وعقليا.
وكان لوكيانينكو قد تطوع للانضمام إلى القوات المسلحة الأوكرانية ووقع عقدًا مدته 3 سنوات، لكنه يأمل أن يجري تسريحه قريبًا.