هل يصبح القمح الأوكراني "لعنة" على أوروبا؟.. بولندا تتفادى الإغراق
بعد تعليقها منذ السبت 15 أبريل/نيسان 2023، توصلتا بولندا وأوكرانيا الثلاثاء إلى اتفاق بشأن استئناف عملية نقل الحبوب الأوكرانية.
وقال وزير الزراعة البولندي روبرت تيلوس في ختام لقاء مع مسؤولين أوكرانيين "لقد تمكنّا من وضع آليات تضمن عدم بقاء طنّ واحد من القمح في بولندا وأن تمرّ البضائع عبر بولندا" اعتباراً من السبت المقبل.
استئناف نقل الحبوب الأوكرانية
ومن المفترض أن يتم استئناف نقل الحبوب الأوكرانية عبر بولندا في الأيام المقبلة، بحسب الجانبين.
وقالت وزيرة التنمية الاقتصادية الأوكرانية يوليا سفيريدينكو للصحافيين "نعالج مشاكل زملائنا البولنديين بنفس الاهتمام الذي تعالج به بولندا مشاكلنا. لذلك علينا التحرّك بسرعة وبشكل بنّاء مع هذا الوضع المتأزم".
وأشار الوزير البولندي إلى أنّ نقل الحبوب الأوكرانية عبر بولندا سيتمّ مراقبته من خلال نظام تحديد المواقع العالمي(GPS).
وفي مسعى منها لحماية مزارعيها، قرّرت بولندا السبت الماضي حظر استيراد الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى من دون استشارة كييف أو المفوضية الأوروبية، ممّا عرضها لانتقادات من الجانبين.
ومن المفترض أن يستمر الحظر البولندي على واردات الحبوب الأوكرانية حتى 30 يونيو/حزيران المقبل. كما يحظر القرار البولندي واردات السكر والبيض واللحوم والحليب وسواها من منتجات الألبان والاجبان فضلاً عن الفواكه والخضراوات.
تجنب إغراق السوق البولندية.. وحماية المزارعين
وكان المزارعون في الدول المجاورة اشتكوا أيضاً من الحبوب الأوكرانية التي تغرق أسواق بلدانهم وتشكل تخمة في المنتجات أدت إلى انخفاض الأسعار وتسببت لهم بخسائر فادحة.
وكان وزير الزراعة البولندي روبرت تيلوس قد قال في وقت سابق من الأسبوع الجاري لنظرائه من بلجيكا وجمهورية التشيك ورومانيا وسلوفاكيا والمجر وهي كلها أعضاء في الاتحاد الأوروبي إن "زيادة واردات المنتجات الزراعية من أوكرانيا تسببت في اضطرابات خطرة في أسواق بلداننا وألحقت ضرراً كبيراً بالمنتجين وأدت إلى فوضى اجتماعية". وأضاف بأنه يتوجب على الاتحاد اتخاذ خطوات طارئة لمعالجة المسألة. وتابع تيلوس: "لا يمكننا القبول بوضع تقع فيه الأعباء كافة الناتجة من زيادة الواردات على كاهل المزارعين في بلداننا".
الحكومة البولندية سعت إلى إلقاء اللوم في هذا الوضع على الاتحاد الأوروبي. لكن بعض الاتحادات وشخصيات سياسية معارضة اتهمت الشركات المرتبطة بالحكومة في تسببها بالمشكلة من خلال شراء الحبوب الأوكرانية الزهيدة الثمن والمتدنية الجودة، ومن ثم بيعها إلى معامل لإنتاج الخبز والمعكرونة على أنها منتجات بولندية عالية الجودة.
وفي سياق متصل قال توماسز أوبزانسكي من اتحاد "التضامن" الخاص بالمزارعين أن حوالى 3 ملايين طناً من الحبوب التي كان من المقرر إرسالها إلى أفريقيا حصل عليها التجار فور وصولها إلى بولندا وزعم بأن بعض الشركات حققت مكاسب وأرباح طائلة من هذا الوضع.
ميتشاو كولودزيجاك، رئيس المزارعين المحتجين ومدير مجموعة "أغرو يونيا" AgroUnia قدر الخسائر التي تكبدها المزارعون بحوالى 10 مليارات زلوتي (2.3 مليار دولار).
والحبوب الأوكرانية المصدّرة إلى بلدان ثالثة تمرّ عبر الاتّحاد الأوروبي منذ أُغلق طريق التصدير التقليدي عبر البحر الأسود بسبب الحرب الروسية.
لكن خلافاً للخطط الأولية التي نصّت فقط على عبور هذه الحبوب، تراكمت مخزونات من هذه الحبوب في بولندا ممّا أدى إلى انخفاض الأسعار المحلّية وأثار احتجاجات المزارعين واستقالة وزير الزراعة البولندي السابق.
واتّخذت المجر وسلوفاكيا مؤخّراً خطوات مماثلة بمنع إدخال الحبوب الأوكرانية.