المنسق الأممي للمساعدات الإنسانية باليمن يعلن استقالته من منصبه إثر تزايد أخبار تحيزه الواضح تجاه مليشيا الحوثي الانقلابية.
أعلن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن جايمي ماكجولدريك استقالته، الأربعاء، على خلفية تداول أخبار حول انحيازه الواضح لمليشيا الحوثي الانقلابية في الأزمة اليمنية، بعد يومين من إعلان المنظمة الأممية مغادرة ممثلها الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد منصبه في البلاد التي دمرتها الحرب.
وفجر مغردون على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) مفاجأة من العيار الثقيل، إذ تم رصد صورة لأحد المبعوثين الخاصين بالمساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة أثناء حفل تكريم له، قامت به مليشيات الحوثي الانقلابية لشكره على ما يبدو بجهود قام بها لمساعدة مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
هذا المبعوث جايمي ماكجولدريك، منسق المساعدات الإنسانية في برنامج الأمم المتحدة للتنمية، الأيرلندي الجنسية، والذي له تاريخ طويل في العمل مع الجمعيات الخيرية والإغاثية، ظهرت لديه مواقف متحيزة بشكل واضح لصالح مليشيا الحوثي لدرجة أنه أسماهم، في بيان صادر عنه، بأنهم "سلطة أمر واقع"، رغم الاعتراف الواضح بقرار مجلس الأمن رقم 2216 بأن حركة مليشيا الحوثي "انقلاب" على الشرعية في البلاد.
وتظهر الصورة التي تم نشرها على موقع تويتر ماكجولدريك وهو يتسلم جائزة تكريمية من أحد الوجوه الحوثية، التي تم وضعها من قبل مليشيات الإرهاب الانقلابية، عبارة عن خنجر يمني، مما يشير إلى تواطئ مباشر بين ماكجولدريك ومليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وبدأ السيد ماكجولدريك مسيرته كمنتج أخبار وباحث مع عدد من شركات الإنتاج التلفزيوني، وقد عمل خلال حياته المهنية مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر وصندوق إنقاذ الطفولة (المملكة المتحدة).
وخلال الفترة من عام 1995 إلى 2009 شغل ماكجولدريك مناصب في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وتولى مسؤوليات متزايدة في المقر الرئيسي له، وعمل في العديد من البلدان منها طاجيكستان وسيراليون والضفة الغربية.
وبدأ ماكجولدريك، المعروف عنه سوء معاملته للعاملين في برامج الأمم المتحدة -ما أدى لاستياء المشاركين له في تنفيذ البرامج الأممية- بالعمل مع المنظمة الدولية للصليب الأحمر في الفترة بين 1995 إلى 2009، ثم انضم لمكتب الأمم المتحدة لتنظيم الشؤون الإغاثية OCHA التي تدرج داخلها بداية من وحدة دعم الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، ثم مدير وحدة إغاثة الشرق الأوسط ووسط آسيا التابع للأمم المتحدة، ومدير قسم آسيا والباسيفيكي للشؤون الإغاثية التابع للأمم المتحدة.
وقبل وصوله إلى اليمن كان ماكجولدريك يقوم بمهام المنسق المقيم في النيبال وقبلها في جورجيا.
وأصبح ماكجولدريك نائب المنسق الخاص بالجهود الإنسانية في باكستان عام 2006، ومنها عُين ليصبح المنسق الخاص بالمساعدات الإنسانية في اليمن منذ عام 2015، الفترة التي قام بها الحوثيون بنشر الإرهاب والذعر في اليمن.
ويظهر حساب ماكجولدريك على تويتر ظهورا إعلاميا كبيرا مع عدد من القيادات الحوثية، مما يشير إلى تنسيق في الظل بينه وبين الحوثيين، خاصة بعد مطالباته بعدة هدنات إنسانية استغلها الحوثيون لصالحهم.
جدير بالذكر أن ماكجولدريك خريج قسم الدراسات الاجتماعية والسياسية من جامعة جلاسجو بأسكتلندا، ولديه هوس خاص بقضايا وسياسات الشرق الأوسط.
الاتهامات بالانحياز لجهات أقر المجتمع الدولي تورطها في جرائم إنسانية ودولية لم يكن كافيا في سيرة ماكجولدريك ليلطخ سمعة العامل الأممي، إذ لاحقته تهم عديدة بمد صحفيين أجانب بمعلومات وتوصيات خارج نطاق عمله.
كذلك شابت تلك التوصيات تحيزات واضحة لجهة معينة من أطراف الصراع، وهي مليشيا الحوثي الإجرامية في اليمن.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yMTIg جزيرة ام اند امز