إنذار أممي: خدمات غزة على وشك الانهيار وحياة السكان في خطر
مسؤول أممي حذر من أنه في حال لم يجرِ توريد الوقود على الفور لغزة، فسوف تتعرض حياة الناس للخطر.
حذرت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، من أن الخدمات الأساسية في قطاع غزة على وشك الانهيار، بسبب نقص وقود الطوارئ الذي يتوقع أن ينفد مطلع أغسطس/آب المقبل، جراء القيود الإسرائيلية.
وقال جيمي ماكغولدريك، المنسق الأممي الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن إمدادات وقود الطوارئ التي تقدّمها الأمم المتحدة للمنشآت الحيوية في قطاع غزة "تتعرّض للنضوب السريع".
وفي هذا الصدد، دعا ماكغولدريك، إسرائيل إلى وضع حدّ للقيود التي تحول دون استيراد الوقود، والمانحين إلى تقديم التمويل الفوري لتغطية وقود الطوارئ، الذي يُتوقع حاليًا أن ينفد مطلع الشهر المقبل.
ومنذ 16 يوليو/تموز الجاري، لا تزال السلطات الإسرائيلية تحظر دخول الوقود إلى قطاع غزة، في سياق القيود المشددة التي فرضتها على الواردات والصادرات بدعوى الرد على إطلاق الطائرات الورقية والبالونات المحمَّلة بمواد مشتعلة من غزة باتجاه إسرائيل.
غير أن وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قال، الأحد، إنه في حال استمر الهدوء في قطاع غزة فإنه سيعاد يوم الثلاثاء المقبل، فتح معبر كرم أبو سالم، وهو المنفذ الوحيد للبضائع والمواد إلى قطاع غزة.
وتوزّع الأمم المتحدة 950 ألف لتر من الوقود كل شهر على نحو 220 مستشفى وعيادة صحية، ومنشآت المياه، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، وخدمات جمع النفايات الصلبة.
وتضمن هذه الإمدادات المحافظة على المستوى الأدنى من الخدمات المنقذة للحياة في خضمّ النقص الحاد الذي تواجهه غزة في إمدادات الكهرباء.
وفي الوقت الراهن، يحصل نحو مليوني فلسطيني من سكان غزة، أكثر من نصفهم أطفال، على الكهرباء لفترة لا تتجاوز 4 ساعات في اليوم.
وتستهلك نحو 50 منشأة صحية ما يزيد على 60% من وقود الطوارئ.
وقد تسببت المستجدات الأخيرة بإغلاق سلطات الاحتلال معبر كرم أبو سالم في تفاقم الأزمة الإنسانية التي خلّفها 11 عاما من الحصار الإسرائيلي.
جيمي ماكغولدريك، أشار إلى أن مستشفى واحدا على الأقل اضطر إلى تعطيل أعماله لعدة ساعات، ويجري تقليص الخدمات في مستشفيات أخرى إلى حد كبير.
مستطردا "بالنظر إلى انقطاع الكهرباء بصورة متواصلة ولفترة تصل إلى 20 ساعة في اليوم، وفي حال لم يجرِ توريد الوقود على الفور، فسوف تتعرض حياة الناس للخطر".
من جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن مستشفى القدس الذي يقدم التدخلات الطبية المنقذة للحياة لـ150 ألف شخص في السنة، بما فيها العمليات الجراحية وعمليات الولادة والرعاية المكثفة، سوف يُجبَر على إغلاق أبوابه في غضون الأيام القادمة بسبب نقص الوقود.
وأشارت المنظمة العالمية إلى أنه من المحتمل أن ينفد الوقود من 4 مستشفيات أخرى على مدى الأيام الثلاثة المقبلة، ما يؤدي إلى تقليص الخدمات الطبية الأساسية المقدَّمة لسكان غزة إلى حد كبير.
وتم تأجيل ما يربو على 7000 عملية جراحية اختيارية خلال الشهور القليلة الماضية بسبب الأعداد الهائلة من المصابين وشحّ الموارد المتاحة للاستجابة للطلب على الخدمات الطبية.
وقالت الأمم المتحدة إن "أكثر من 2000 مريض يرقدون في مستشفيات غزة ويعتمدون على الأجهزة الكهربائية، بمن فيهم الأطفال حديثو الولادة في الحاضنات، يعدون الأشد عرضة للخطر في هذه الآونة".
وأضافت أنه "سوف يلحق الضرر المباشر بما يزيد على 1.27 مليون شخص بصورة مباشرة بسبب إغلاق المستشفيات وتقليص التدخلات الطبية الحيوية. وفضلا عن ذلك، يهدد تقليص عمل منشآت المياه والصرف الصحي بزيادة الأمراض المنقولة بالمياه وانتشارها.
وقال ماكغولدريك: "إلى حين إيجاد حلول تتسم بقدر أكبر من الاستدامة لأزمة الكهرباء في غزة، فمن شأن خطوتين أن تحولا دون مزيد من التدهور في غزة على المدى القصير: حيث ينبغي لإسرائيل أن تسمح بدخول الوقود وغيره من الإمدادات".
aXA6IDMuMTQ5LjIzOS43OSA= جزيرة ام اند امز