إعانات البطالة في أمريكا.. أرقام تكشف مدى الأزمة بأكبر اقتصاد عالمي
وسط التحديات العالمية الراهنة، تزداد وتيرة الاقتصاد الأمريكي سوءاً، ومن بين المؤشرات التي تؤكد ذلك؛ إعانات البطالة المتصاعدة.
اليوم، القوة الأكبر دوليًا باتت تخشى الدخول في حقبة الركود التضخمي، وهذا انعكس بطبيعة الحال على مواطنيها الذين أصبحوا يواجهون يوميًا شبح التسريح من العمل.
إعانات البطالة قرب أعلى مستوياتها في 6 أشهر
وقد ارتفع عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات بطالة بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي؛ لتظل قرب أعلى مستوياتها في 6 أشهر. في حين تباطأ الطلب على العمالة وارتفع عدد المسرحين من عملهم إلى أعلى مستوى منذ 16 شهرًا في يونيو؛ إذ أدى رفع الفائدة إلى تأجيج المخاوف من ركود اقتصادي.
وانخفضت فرص العمل في الولايات المتحدة إلى 11.25 مليون في مايو/أيار من 11.68 مليون في أبريل/نيسان على الرغم من وجود ما يقرب من وظيفتين شاغرتين لكل شخص عاطل عن العمل؛ وفق تقرير حديث صادر عن وزارة العمل الأمريكية.
وسرحت شركة تسلا مئات العاملين في الولايات المتحدة. فيما زاد خفض الوظائف بنسبة 29% إلى 77515 في الربع الثاني من العام بالمقارنة بالفترة من يناير إلى مارس؛ مما يشير إلى أن سوق العمل الملتهب قد يكون هادئًا.
وكشفت بيانات وزارة العمل الأمريكية ارتفاع عدد طلبات إعانة البطالة الأولية 4 آلاف طلب إلى 235 ألفًا في الأسبوع المنتهي في الثاني من يوليو، مقارنة مع توقعات بلغت 230 ألفًا، وذلك مقارنة مع مستوى الأسبوع السابق البالغ 231 ألفًا.
كما ارتفع متوسط عدد طلبات إعانة البطالة في الأربعة أسابيع الماضية (وهو المعيار الأكثر دقة لقياس أداء سوق العمل) بمقدار 750 طلبًا -عن متوسط الأسبوع السابق البالغ 231.75 ألف- ليصل إلى 232.5 ألف.
واليوم، بلغ عدد المستفيدين من تأمين البطالة في الولايات الأمريكية نحو 1.375 مليون مواطن بالأسبوع المنتهي في 2 يوليو، مقارنة بـ1.324 مليون أمريكي في الأسبوع السابق.
إضافة وظائف بأكثر من المتوقع في يونيو
وأضاف الاقتصاد الأمريكي وظائف بأكثر من توقعات المحللين خلال يونيو، مع استقرار معدل البطالة قرب أدنى مستوياته في خمسة عقود.
ووفقًا لبيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، أضاف الاقتصاد في الولايات المتحدة 372 ألف وظيفة خلال يونيو، بعد بيانات مايو المعدلة إلى 384 ألفًا، مقارنة مع التوقعات البالغة 265 ألفًا، بينما استقر معدل البطالة عند 3.6% خلال نفس الفترة، بما يتماشى مع التوقعات وذلك مع إضافة 268 ألف من جداول الرواتب في يونيو مقابل 390 ألف في مايو.
ويعتبر الاحتياطي الفيدرالي معدل البطالة بنسبة 4% أو أقل بمثابة توظيف كامل. ويراقب البنك المركزي الأمريكي عن كثب جميع بيانات العمالة لقياس مدى تحمل سوق العمل تجاه ارتفاع أسعار الفائدة.
واستقر عدد ساعات العمل عند 34.5 ساعة خلال يونيو، بينما ارتفع متوسط الأجر في الساعة بمقدار 10 سنتات أو 0.3% عن مايو إلى 32.08 دولار.
واستمر نمو التوظيف في قطاع الخدمات المهنية والتجارية الذي أضاف وظائف بمقدار 74 ألفًا خلال يونيو، كما أضاف قطاع الترفيه والضيافة 67 ألفًا، إلى جانب 57 ألفًا لقطاع الرعاية الصحية، و36 ألفًا في قطاع النقل والتخزين، بينما أضاف قطاع التصنيع 29 ألفًا.
وتدعم هذه البيانات التوقعات باتجاه الاحتياطي الفيدرالي للاستمرار في تشديد السياسة النقدية في ظل قوة الاقتصاد الأمريكي، حيث يترقب المستثمرون زيادة إضافية لسعر الفائدة خلال اجتماع البنك هذا الشهر.
وظل التضخم في الولايات المتحدة يرتفع باستمرار إلى أعلى مستوياته منذ أربعة عقود منذ أواخر العام الماضي، مع نمو مؤشر أسعار المستهلك الذي يتم مراقبته عن كثب بمعدل سنوي قدره 8.6% اعتبارًا من مايو. ويبلغ هدف الاحتياطي الفيدرالي للتضخم 2% سنويًا وقد تعهد برفع أسعار الفائدة بقدر ما هو ضروري لتحقيق ذلك.