الجزائر.. أكثر من مليون عاطل عن العمل ربعهم جامعيون
أكثر من 12 مليون عامل في الجزائر مقابل 1 مليون و378 مليون شخص عاطل عن العمل، ما يمثل نسبة 11.1%.
قدّم الديوان الجزائري للإحصائيات أرقاماً جديدة وتفصيلية عن واقع البطالة في الجزائر مع نهاية أبريل/نيسان الماضي، إذ بلغ عدد العاطلين عن العمل في الجزائر مليوناً و378 مليون شخص، ما يمثل نسبة 11.1%.
وبالمقارنة مع أرقام 2017، فقد أظهرت إحصائيات الديوان الحكومي تراجعا طفيفا بنسبة 0.6% بعد أن وصلت إلى مليون و440 ألف عاطل.
- "النقد الدولي" يحذر الجزائر من زيادة التضخم بسبب السياسة الاقتصادية
- الجزائر.. التضخم السنوي يرتفع 4.6%
في مقابل ذلك، أشارت الإحصائية إلى العدد الإجمالي للعاملين في الجزائر، والذي وصل إلى 12 مليونا و298 ألف شخص، مقابل 12 مليونا و426 ألفا في سبتمبر/أيلول الماضي، في وقت أظهرت إحصائيات جديدة أن عدد سكان الجزائر تجاوز 42 مليون نسمة في الأشهر الأولى من 2018.
وكشفت الإحصائية الحكومية المتعلقة بواقع البطالة في الجزائر أن "رُبع" العاطلين في الجزائر من "حاملي الشهادات الجامعية"، إذ وصلت نسبة البطالة في أوساط الجامعيين مقارنة بالنسبة الإجمالية 24.9%، مقابل 25.7% من خريجي معاهد التكوين المهني.
فيما ارتفعت نسبة البطالة في أوساط الأشخاص الذين لا يملكون أي شهادة تعليمية إلى 49.4%، بعد أن بلغ غددهم 680 ألفا.
وعلى غرار السنوات الماضية، وصلت نسبة البطالة في أوساط الشباب من 16 إلى 24 عاما 26.4% مقابل 28.3% شهر سبتمبر/أيلول الماضي، ما يمثل تراجعا بنسبة 1.9%.
ورغم تراجعها، إلا أن كثيرا من الخبراء والمختصين يعتبرون أن نسبة البطالة خاصة وسط الشباب في الفئة العمرية من 16 إلى 24 سنة تعتبر "مخيفة جدا" وتستدعي انتباه الجهات الرسمية، ودق جرس الخطر.
وفي الشق المتعلق بنسبة البطالة، خلصت الإحصائية الحكومية إلى أن 6 من أصل "10" مصنفون ضمن العاطلين عن العمل منذ فترة طويلة؛ أي ما نسبته 59.2%، رغم قيامهم بمختلف الإجراءات المعمول بها في البحث عن الوظيفة منذ أكثر من سنة.
وفيما يتعلق بسوق العمل في الجزائر، أظهرت الأرقام الرسمية ارتفاع الأيدي العاملة في أساط الرجال بـ180 ألفا ما بين سبتمبر/أيلول 2017 وأبريل/نيسان الماضي، في حين بقيت مستقرة في أوساط النساء اللاتي يمثلن 17.9% من العدد الإجمالي للعاملين في الجزائر.
- صندوق النقد يرفع "مستوى التشاؤم" بشأن الاقتصاد الجزائري
- ارتفاع نسبة الشيخوخة في الجزائر إلى 9% من مجموع السكان
ويصنف القانون الجزائري "العاطل" بأنه "كل شخص بلغ السن القانوني ما بين 16 إلى 59 عاما، والذين صرحوا بأنهم قادرون على العمل ويبحثون عن العمل في فترة المسح".
ومع كل إحصائية رسمية، يشكك كثير من خيراء الاقتصاد في الأرقام الحكومية التي تقدمها عن واقع البطالة في الجزائر، ويرى البعض أن النسبة تفوق 20%، ويرجعون ارتفاعها إلى الإجراءات الحكومية الخاصة بسوق العمل، خاصة فئة الشباب المسجلين في عقود ما قبل التشغيل، والذين يتقاضون راتبا لا يتعدى 15000 دينار جزائري (127 دولارا أمريكيا)، وهم المتخرجون حديثا من الجامعات الجزائرية ويرتبطون بعقود عمل مؤقتة لثلاث سنوات.
وفي حديثه مع "العين الإخبارية"، قال الخبير الاقتصادي علاوة خلوط إن "الجهات الحكومية تصنف أصحاب عقود ما قبل التشغيل ضمن العاملين، في حين أن القانون الجزائري يحدد الأجر القاعدي بـ18 ألفا (152 دولارا أمريكيا)، والراتب الذي يتقاضاه الآلاف من الشباب في إطار صيغة التشغيل (ما قبل التشغيل) يصنفه القانون الجزائري منحة وليس راتبا، وبالتالي فإن هؤلاء الآلاف وفقا للقانون الجزائري أيضا يعتبرون عاطلين عن العمل، وهذا ما يؤكد أن نسبة البطالة الحقيقية في الجزائر أكبر بكثير من المعلن عنها من قِبل الحكومة الجزائرية".
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjEwOCA= جزيرة ام اند امز