مصر تحذر اليونسكو من السقوط في فخ أجندة قطر الإرهابية
القاهرة أعربت عن أسفها الشديد لـ"تورط" المنظمة في منح الجائزة لمتهم بجرائم القتل العمد والتخريب، حسب بيان وزارة الخارجية المصرية.
أعربت مصر عن أسفها الشديد لـ"تورط" منظمة اليونسكو في منح جائزة لمتهم بجرائم القتل العمد والتخريب، محذرة من "مغبة تسييس اليونسكو والتورط في تنفيذ أجندة دول بعينها والانجراف بعيدا عن رسالتها الحضارية والثقافية".
قطر داعمة الإرهاب وراء الجائزة
التحذير المصري جاء على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبوزيد، الأحد، وذلك في معرض تعليقه على "اعتزام منظمة اليونسكو منح المدعو محمود أبوزيد الشهير بـ(شوكان) جائزة دولية لحرية الصحافة"، حسب بيانه.
وقال أبوزيد إن "اتصالات الوزارة المستمرة تشير إلى أن ترشيح المتهم شوكان لهذه الجائرة قد جاء بدافع من عدد من المنظمات غير الحكومية، من بينها منظمات تحركها دولة قطر المعروفة بمساندتها لجماعة الإخوان الإرهابية ومحاولتها المستمرة الدفاع عن تلك الجماعة".
وأشار إلى أنه "من غير المتصور أو المقبول أن تقع منظمة اليونسكو أسيرة لفخ التسييس والمحاباة والتورط في تنفيذ أجندة دول بعينها، والانجراف بعيدا عن ولايتها ورسالتها السامية كونها الواجهة الحضارية والنافدة الثقافية للعالم أجمع".
تسييس اليونسكو
أبوزيد في حديثه عن شوكان الذي يحاكم في القضية المعروفة إعلامياً في البلاد بـ"فض رابعة"، اعتبر أن "هذا المشهد المؤسف يعيد إلى الأذهان ما سبق أن أثير حول تسييس اليونسكو، والبيان الصادر عن وزير التعليم العالي ومندوب مصر الدائم لدى اليونسكو يوم 9 إبريل/ نيسان الجاري في هذا الشأن، والذي حذر من مغبة إقحام اليونسكو في موضوعات وقضايا سياسية تتنافى مع المبادئ والمقاصد التي أنشئت من أجلها، خاصة في ظل التساؤلات المتزايدة حول طبيعة التعاون القائم بين سكرتارية المنظمة وكيانات غير حكومية بعضها مدرج على قوائم المنظمات الإرهابية، دون موافقة الدول الأعضاء ودون التدقيق في هوية هذه الكيانات".
وأضاف أن "هذه التطورات تذكرنا أيضا بما شهدته عملية انتخاب مدير عام المنظمة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي من ممارسات لا تليق باسم ومكانة منظمة أممية تتخذ من مبادئ التربية والعلوم والثقافة منهجا وسبيلا".
يشار إلى أن وزارة الخارجية المصرية تقدمت بمذكرة رسمية إلى منظمة اليونسكو، أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لطلب التحقيق من صحة ما تم رصده من خروقات شابت عملية انتخاب المدير الجديد للمنظمة.
وقال أبوزيد، في بيان، آنذاك، إن بعثة مصر الدائمة لدى اليونسكو قدمت المذكرة إلى المديرة العامة الحالية للمنظمة، إيرينا بوكوفا، التي التقاها وزير الخارجية، سامح شكري.
ونقل شكري لبوكوفا ما تم رصده بشأن العملية الانتخابية، مطالباً بالتحقيق من الخروقات بشكل عاجل لتأثيرها المباشر على نزاهة العملية الانتخابية.
ووقتها أعلنت مصر أنها ستدعم فرنسا وستزكي لدى أصدقائها وشركائها الداعمين للترشيح المصري في اليونسكو على تحفيزهم لاتخاذ موقف مماثل لفوز فرنسا بالمنصب الخاص بمدير عام اليونسكو، للسيدة أدولاي أزولاي، وذلك ضد المرشح الخاسر القطري حمد الكواري.
ملف شوكان
واليوم أعرب أبوزيد عن "الأسف الشديد لتورط منظمة بمكانة ووضعية اليونسكو في تكريم شخص متهم بارتكاب أعمال إرهابية وجرائم جنائية، منها جرائم القتل العمد والشروع في القتل والتعدي على رجال الشرطة والمواطنين وإحراق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة"، في إشارة إلى شوكان.
وأضاف أبوزيد أن "وزارة الخارجية كلفت مندوب مصر الدائم لدى اليونسكو في باريس بتسليم سكرتارية المنظمة ملفا كاملا حول مجمل الاتهامات المنسوبة إلى المذكور، وهي تهم ذات طابع جنائي بحت ليست لها أي دافع سياسي بعكس ما يدعي البعض، ولا تمت بصلة بممارسته لمهنة الصحافة أو حرية التعبير، بل هي أبعد ما تكون عما يجب أن يتحلى به أي صحفي حر وشريف يحترم مهنته"، حسب بيانه.
ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن "منح المتهم شوكان الجائزة الدولية لحرية الصحافة، يمثل استخفافا بدولة القانون وما يتم اتخاذه من إجراءات قضائية ضد متهم بجرائم جنائية محضة"، منوها إلى أنه "لن يكون أمام مصر بدورها وثقلها الحضاري والثقافي إلا أن تدقق فيما هو مطروح من مقترحات وأفكار لإصلاح آليات العمل به".
وشدد على أن منظمة اليونسكو "تحتاج إلى مراجعة شاملة وجادة لأساليب عملها خلال المرحلة القادمة تحت الرئاسة الجديدة للمنظمة".