الجوع يهدد أمريكا في "عيد الشكر"
استغرقت ريجينا ستاتس عشر دقائق فقط لالتقاط سلة طعام عيد الشكر من أمام شقتها الكائنة بحي برونكس في مدينة نيويورك الأمريكية.
وصلت طلبية "ريجينا" من مؤسسة "أجاثا هاوس" غير الربحية، المسؤولة عن توفير المؤن الغذائية، في الوقت المناسب، لكن خلال تلك الدقائق القليلة، دفعت عربة طعامها ببطء، لتحارب البرد والرياح العاتية، ويمثل هذا شكل حياتها خلال الشهور القليلة الماضية.
طبقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، "ستاتس" هي واحدة من 50 مليون أمريكي لن يكون لديهم ما يكفي من الطعام هذا العام، وذلك يرجع جزئيًا إلى جائحة كورونا.
وبحسب منظمة "فيدينك أمريكا"، وهي أكبر مجموعة إغاثة من الجوع في الولايات المتحدة، يعاني 56 مليون أمريكي من انعدام الأمن الغذائي.
وقالت "ستاتس": "ليس لدي ديك رومي.. لا أعلم حتى من أين سيأتي".
وأشارت إلى أنها تعيش على "صندوق البقاء"، وهو المال الذي تلقته بعد وفاة والد بناتها جراء إصابته بالسرطان منذ سنوات، وبعدما كان من المفترض أن يسدد هذا المال رسوم جامعاتهن، يستخدم الآن في سداد الفواتير.
هذا الأسبوع، تجهز المؤسسة سلال طعام عيد الشكر للعائلات التي بدونها لن تحصل على وجبة طعام، وتعد السلال بدقة لتحتوي على الفاكهة الطازجة، وديك رومي عيد الشكر، وحتى هدايا صغيرة، مثل: شموع، وإطارات صور، تكون موضوعة داخل العلبة.
وقالت جانيت جوزيف جرينواي، مؤسسة "أجاثا هاوس": "يجب أن نحاول تخيل أنفسنا بمكانهم، ما نريده لأنفسنا، ليس مجرد إعطائهم صندوق من الورق المقوى".
وأشارت "جرينواي" إلى أنهم شهدوا هذا العام زيادة بنسبة 100% في المعوزين منذ الجائحة، مع الكثير من الوجوه الجديدة.
وتابعت: "يأتي كثيرون منهم هنا لتلبية احتياجاتهم. ما بين إيجاراتهم وباقي الفواتير التي لم تتوقف، يجب عليهم الذهاب إلى مخازن مؤن الطعام".
وسيبدو عيد الشكر هذا مختلفًا للغاية بالنسبة لملايين الأمريكيين، وبالرغم من أن "ستاتس" تكافح لإحضار طعام تضعه على طاولتها بعيد الشكر، لكنها تشاركه مع جارتها العجوز، المحتاجة أيضًا.