"الأشياء تتداعى" تتصدر الأعمال المطروحة في عام الثقافة الأفريقية بمصر
رواية "الأشياء تتداعى" للروائي النيجيري تشينوا أتشيبي، تدور حول رجل يكافح ضد الإرث المهين الذي تركه له والده.
فتح تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي الباب مجدداً لتسليط الضوء على الأدب الأفريقي، والاهتمام إجمالاً بالثقافة الأفريقية، وعلى صعيد الترجمة يتطلع مثقفون مصريون لنشر ترجمات تذكّر بالأثر الذي تركته أعمال أفريقية مهمة على الإبداع الروائي العربي، ومنها أعمال الروائي النيجيري تشينوا أتشيبي، التي تصور انهيار الحياة القبلية التقليدية في وجه الوجود الاستعماري البريطاني في بلاده.
وكانت المحصلة أن خرج "أتشيبي" برواية مدهشة وفارقة، هي رواية "الأشياء تتداعى"، التي احتفت بها الأوساط الصحفية العالمية، ممتدحة أسلوب صاحبها الذي يُعد نموذجاً رائعاً للطامحين، ومؤخراً استعاد الأدباء المصريون شغفهم بالرواية التي ظهرت قبل سنوات بترجمة للدكتور أنجيل بطرس سمعان، أستاذ الأدب الإنجليزي، وأعيدت طباعتها في مكتبة الأسرة.
وتتصدر رواية "الأشياء تتداعى" الأعمال التي من المقرر طرحها في إطار عام الثقافة الأفريقية في مصر، وكانت قد صدرت في طبعة شعبية أخرى عن هيئة قصور الثقافة.
تدور أحداث الرواية حول رجل يكافح ضد الإرث المهين الذي تركه له والده، والذي كان مديوناً ولا يعرف إلا حب العزف على آلة الفلوت.
كما تتناول القصة التعقيدات والتناقضات التي نشأت منذ وصول البعثات التبشيرية إلى قرية أموفويا، كما تعرض الرواية ألوان الصراع الثقافي، خاصة الذي ظهر بين تقاليد قبائل الأغبو والعقيدة المسيحية، ومن خلال القصة يستعرض أتشيبي بعضاً من الحكايات الشعبية، والتي تنبع من نشأته على مثل هذه الحكايات.
وظهرت الرواية في صدارة القائمة التي أعدتها مكتبة بوكلوبن العالمية لأفضل 100 كتاب في كل العصور، إلى جوار أعمال بورخيس ووليم فوكنر وشكسبير وديستوفسكي وأنطون تشيكوف.
ولد أتشيبي في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1930، في نيجيريا، وهو أشهر من خرج من قبيلة الإغبو النيجيرية، ويعتبر أول روائي أفريقي بارز يكتب بالإنجليزية، وتتناول كتاباته المخلفات المأساوية للإمبريالية البريطانية على المجتمعات الأفريقية.
درس "أتشيبي" الأدب الإنجليزي في جامعة آبادان النيجيرية، ثم عمل فور تخرجه مذيعاً بالإذاعة المحلية، كما عمل أستاذاً للأدب الأفريقي في جامعة ماساشوستس الأمريكية، وحصل على 25 دكتوراه فخرية من جامعات مختلفة.
يقول أتشيبي بعد سؤال عن الكتابة، في حوار لمجلة باريس ريفيو الفرنسية: "كبرت وبدأت القراءة عن المغامرات، ولم أكن أعرف حينها أنني من المفترض أن أكون في جانب أولئك الهمج الذين واجههم الرجل الأبيض الطيب، أنحزت إلى البيض بشكل غريزي، فقد كانوا رائعين.. كانوا متميزين، كانوا أذكياء، أما الآخرين فلم يكونوا.. بل كانوا أغبياء، قبيحين. حينها، عرفت خطر عدم امتلاك قصصك الخاصة، هنالك مثل أفريقي يقول (حتى تجد الأسود مؤرخيها، سيظل تاريخ الصيد يمجد دائماً الصياد).
يضيف: "لم يخطر لي ذاك المثل على بال سوى بعدها بكثير عندما أدركت مغزاه، كان علي أن أكون كاتباً، أن أكون أنا ذلك المؤرخ". كانت هذه
انشغل أتشيبي خلال رحلته بالأفريقي، بالرجل الأسود الذي فُرضت عليه تصورات واعتقادات ظالمة، وأن الرجل الأبيض أفضل منه، وأذكى، وأجمل، كان الرجل الأسود لا يمتلك مرآته الخاصة التي بإمكانه أن يتطلع لنفسه من خلالها، بل كانت دائماً مرآة الرجل الأبيض، إلى أن جاء أتشيبي ليقوم بذلك الدور، ويؤدي هذه المهمة العظيمة بنجاح، وأن يمنح أفريقيا مرآتها، كي تتضح الصورة أمامها بجلاء، وتتطور، بمرور السنوات، رؤيتها للأشياء، وتكتسب صوتها الخاص، ويصبح هناك أدب أفريقي قائم ومعروف ولديه نغمته الخاصة، يعرفه العالم، ويقرأه، ويترجمه باستمرار لمتابعة كل ما هو جديد عن هذا العالم الذي لم يعد مجهولاً بالنسبة لهم، بفضل أدباء يعتبر تشينوا أتشيبي من أهمهم وأبرزهم وأوسعهم تأثيراً.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE5MiA= جزيرة ام اند امز