الإمارات والسعودية.. مواقف موحدة في مواجهة التحديات
علاقات البلدين التي ارتقت لمستوى الشراكة الاستراتيجية تمثل ركنا أساسيا من أركان الأمن الجماعي بمجلس التعاون لدول الخليج والقومي العربي
تستند العلاقات بين الإمارات والسعودية إلى أسس راسخة من التاريخ المشترك، والرؤى والمواقف والتوجهات المتسقة تجاه قضايا المنطقة والعالم، وتصب في دعم المصالح المشتركة وتعزيزها.
- محمد بن زايد مرحبا بولي العهد السعودي: ضيف عزيز وكريم بين أهله
- علاقات السعودية والإمارات.. استثنائية ضاربة بعمق التاريخ
وتمثل علاقات البلدين التي ارتقت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية ركناً أساسياً من أركان الأمن الجماعي في مجلس التعاون لدول الخليج، والقومي العربي، وإضافة إلى منظومة الأمن والاستقرار بالمنطقة.
ويحظى البلدان بمكانة عالمية مرموقة بفعل ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة، ومعتدلة ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف والتعصب والإرهاب والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.
وشهدت العلاقات بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تطوراً هائلاً في جميع المجالات، وذلك بدعم وتوجيه قيادات البلدين.
ويرجع الفضل في تأسيس العلاقات المتينة إلى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود "طيب الله ثراهما"، اللذين حرصا على نهج التنسيق والتعاون المستمر، واستمرت في تميزها بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
نقلة نوعية في العلاقات
وحققت العلاقات الثنائية نقلة نوعية بسبب حرص قيادات البلدين على تعزيزها من خلال تأسيس لجنة عليا مشتركة في مايو/أيار 2014 برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، وعملت اللجنة على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمنا واستقرارا لمواجهة التحديات بالمنطقة، وذلك في إطار كيان قوي متماسك بما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وفي مايو/أيار عام 2016، وقع البلدان على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بينهما يهدف للتشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة، حيث نصت الاتفاقية على أن يجتمع المجلس بشكل دوري، وذلك بالتناوب بين البلدين.
وفي ترجمة سريعة لنتائج إنشاء المجلس التنسيقي جاء انعقاد "خلوة العزم" التي التأمت على مرحلتين الأولى في 21 فبراير/شباط 2017 بأبوظبي بمشاركة أكثر من 150 مسؤولاً حكومياً وعدد من الخبراء في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة في البلدين والتي بحثت سبل تفعيل بنود الاتفاقية الموقعة بينهما بإنشاء المجلس.
ووضع خارطة طريق له على المدى الطويل ليكون النموذج الأمثل للتعاون والتكامل بين الدول، ولتعكس حرص البلدين على توطيد العلاقات الأخوية بينهما والرغبة في تكثيف التعاون الثنائي عبر التشاور والتنسيق المستمر في المجالات ذات الأولوية.
وانعقدت المرحلة الثانية من "خلوة العزم" في 13 أبريل/نيسان 2017 بالرياض، وناقشت آليات تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين، وإيجاد حلول مبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية وذلك من خلال عدد من المواضيع أهمها البنية التحتية والإسكان، والشراكات الخارجية، والإنتاج والصناعة، والزراعة والمياه، والخدمات والأسواق المالية، والقطاع اللوجستي والنفط والغاز والبتروكيماويات والشباب والتطوير الحكومي والخدمات الحكومية وريادة الأعمال والسياحة والطاقة المتجددة، والاتحاد الجمركي والسوق المشتركة.
وفي يونيو/حزيران 2018 رفعت الإمارات والسعودية مستوى العلاقات الثنائية بينهما إلى مراحل غير مسبوقة اشتملت على رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً ضمن "استراتيجية العزم" التي عمل عليها 350 مسؤولا من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية.
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMjA2IA== جزيرة ام اند امز