النظام القطري اليوم في مأزق لكن الخروج منه ليس مستحيلاً، فطريقه بيّن كما هو حال الحلال والحرام.
عندما تقول السعودية والإمارات والبحرين ومصر أمام العالم ومن أعلى منابره ما قالته خلال الدورة الـ73 للأمم المتحدة عن قطر فإن هذا يعني باختصار أن الحال معها وصل حداً لا يطاق وأنه لم يعد أمام النظام القطري -لو أراد إغلاق هذا الملف- سوى الخضوع للشروط التي تم وضعها والتي أساسها وأبرزها التوقف عن دعم وتمويل الإرهاب، أما إن اختار مواصلة السير في طريق الخطأ فإن الموقف منه سيظل كما هو لن يتغير وسيكون هو الخاسر الأكبر والأوحد من كل هذا الذي تسبب فيه.
ما كان لافتاً حقاً هو أن كل المسؤولين بالدول الأربع قالوا ما قالوه عن قطر وهم متألمون، وهذا يعني أن الموقف من قطر سببه الأخطاء التي وقع فيها النظام الحاكم فيها، ويعني أيضاً أن بالإمكان حل كل المشكلات لو أن هذا النظام استوعب ما يحدث جيداً وراجع نفسه وجعل أولويته الارتقاء بالشعب القطري بدل الذي ظل يفعله طوال العشرين أو الثلاثين سنة الماضية، والذي كلف قطر الكثير وأخسر الشعب القطري الكثير.
بالإمكان حل كل المشكلات لو أن هذا النظام استوعب ما يحدث جيداً وراجع نفسه وجعل أولويته الارتقاء بالشعب القطري بدل الذي ظل يفعله طوال العشرين أو الثلاثين سنة الماضية والذي كلف قطر الكثير وأخسر الشعب القطري الكثير
ما حصل خلال الفترة التي هي عمر بروز الخلاف مع قطر إلى السطح إثر اتخاذ الدول الأربع قرارها الصعب بإعلان مقاطعتها لقطر ووضع حزمة الشروط لو أنها أرادت أن تعود العلاقات إلى سابق عهدها، ما حدث خلال هذه الفترة هو أن النظام القطري سعى إلى إقناع الشعب القطري بأن هذه الدول في حالة غيرة منه وأنها تريد له السوء وأنها تسعى إلى عمل انقلاب ينتج قيادة وحكومة موالية لها تحركها كيفما شاءت وتسيطر على ثروة قطر. ورغم أن أغلب الشعب القطري لم تنطلِ عليه الحيلة فإن البعض وقع في أسرها وظل يردد هذا الكلام، وهو ما يسهل تبينه بمتابعة التصريحات والأقوال المتكررة للإعلاميين القطريين الذين ليس لهم إلا السير في هذا الدرب وإلا لقوا ما لقيه آخرون اتخذوا قراراً أكد احترامهم لأنفسهم بالتعبير عن قناعاتهم.
في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لخص معالي وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة المشكلة مع قطر في قوله «إنه في الوقت الذي ينبغي فيه العمل لإيجاد آليات مشتركة تضمن الأمن الجماعي في الشرق الأوسط فإننا نجد مصدراً آخر يعرقل هذه الجهود ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو قطر، التي لا تزال تصر على سياساتها وممارساتها التي تتناقض مع مفهوم الأمن الجماعي، في ظل نهج خطير يقوم على نشر الإرهاب وتغذيته ومحاولة إسقاط أنظمة الحكم الوطنية والسعي لتدميرها وإغراقها في الفوضى». وهذا هو نفسه الذي قالته السعودية والإمارات ومصر في كلماتها وإن بعبارات مختلفة، ما جعل من لا يزال حائراً يعرف حجم الألم الذي تسبب فيه النظام القطري وحجم معاناة الدول الأربع التي اضطرت إلى اتخاذ هذا القرار الذي تأخر بسبب حرصها على عدم إيذاء الشعب القطري الذي هو أيضاً ضحية ذلك النظام.
في الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة تبين مدى قوة موقف الدول الأربع وتبين الدور السالب الذي قام به النظام القطري وأدى إلى حصول كل الذي حصل، وتبين أيضاً أن ملايين الدولارات التي صرفها ذلك النظام على شركات العلاقات العامة أملاً في تحسين صورته وصفحته وموقفه ضاعت في الهواء، أما السبب فهو لأنه لا يصح إلا الصحيح، والصحيح هو موقف الدول الأربع التي تحارب الإرهاب بكل ما تستطيع وليس موقف قطر التي يدعم نظامها الإرهاب ويموله ويتستر على الإرهابيين ويحميهم ويستضيفهم في الدوحة.
النظام القطري اليوم في مأزق لكن الخروج منه ليس مستحيلاً، فطريقه بيّن كما هو حال الحلال والحرام.
نقلا عن "الوطن البحرينية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة