تحذير أممي من خطورة تدفق 8 ملايين طن بلاستيك سنويا إلى المحيطات
تم إصدار التقرير السادس لتوقعات البيئة العالمية على هامش انعقاد المنتدى البيئي الأعلى مستوى في العالم بنيروبي الكينية
حذر تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة، الثلاثاء، من الأضرار بالغة الخطورة للتلوث التي تلحق بالكوكب وتعرض صحة الناس للخطر بشكل متزايد ما لم يتم اتخاذ إجراء عاجل.
ودعا التقرير إلى اتخاذ إجراءات للحد من تدفق 8 ملايين طن من التلوث البلاستيكي الذي ينتهي به المطاف في المحيطات كل عام، وعلى الرغم من أن القضية قد حظيت باهتمام متزايد في السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يوجد حتى الآن أي اتفاق عالمي على معالجة القمامة البحرية.
ويعتبر التقييم الأكثر شمولية ودقة حول حالة البيئة والذي أنجزته الأمم المتحدة في السنوات الخمس الأخيرة.
وحث التقرير، الذي ألفه 250 عالما من أكثر من 70 دولة، على زيادة حماية البيئة أو أن المدن والمناطق في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا قد تشهد ملايين الوفيات المبكرة بحلول منتصف القرن.
كما حذر من أن الملوثات في نظم المياه العذبة لدينا ستشهد مقاومة مضادة للميكروبات تصبح السبب الرئيسي للوفاة بحلول عام 2050 ويؤثر اضطراب الغدد الصماء على خصوبة الذكر والأنثى، وكذلك النمو العصبي للطفل.
وسلط التقرير الضوء على حقيقة أن العالم يمتلك العلم والتكنولوجيا والتمويل الذي يحتاجه للتحرك نحو مسار تنمية أكثر استدامة، على الرغم من أنه لا يزال ينقص الدعم الكافي من قبل قادة القطاع العام والقطاع التجاري والسياسي الذين يتشبثون بنماذج الإنتاج والتطوير التي عفا عليها الزمن.
وقد تم إصدار التقرير السادس لتوقعات البيئة العالمية حينما كان يجتمع وزراء البيئة من جميع أنحاء العالم في نيروبي للمشاركة في المنتدى البيئي الأعلى مستوى في العالم.
ومن المتوقع أن تتناول المفاوضات في الدورة الرابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة القضايا الحرجة مثل وقف النفايات الغذائية، وتعزيز انتشار التنقل بالطاقة الكهربائية، ومعالجة أزمة التلوث البلاستيكي في محيطاتنا، من بين العديد من التحديات الملحة الأخرى.
وقالت جويس مسويا، المديرة التنفيذية للأمم المتحدة للبيئة بالنيابة ’’إن العلم واضح، إن صحة الإنسان وازدهاره يرتبطان بشكل مباشر بحالة البيئة التي نعيش فيها، هذا التقرير هو نظرة للبشرية. نحن في مفترق طرق. هل نواصل طريقنا الحالي ، الذي سيؤدي إلى مستقبل كئيب للبشرية، أم أننا نمضي إلى مسار تنمية أكثر استدامة؟ هذا هو الخيار الذي يجب على قادتنا السياسيين القيام به الآن.
خيارات السياسة المبتكرة
يعتمد إيجاد كوكب سليم وأناس أصحاء على طريقة جديدة من التفكير، حيث يتم تغيير نموذج ’’النمو الآن، والتنظيف فيما بعد ‘‘ إلى اقتصاد تكاد تنعدم فيه النفايات بحلول عام 2050.
وفقًا لتوقعات البيئة العالمية، فإن الاستثمار الأخضر لـنحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي للبلدان يمكن أن يحقق نمواً طويل الأجل مرتفعًا كما توقعنا حاليًا ولكن مع تأثيرات أقل من تغير المناخ وندرة المياه وفقدان النظم الإيكولوجية.
وفي الوقت الحالي، لا يسير العالم على المسار الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 أو عام 2050، وهناك حاجة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لأن أي تأخير في العمل المناخي يزيد من تكلفة تحقيق أهداف اتفاق باريس، أو إعاقة التقدم الذي أحرزناه، وفي وقت ما، سيكون الأمر مستحيلا.
ودعا التقرير إلى تبني نظام غذائي أقل كثافة لاستخدام اللحوم، والحد من هدر الغذاء في كل من البلدان المتقدمة والنامية، قد يقلل من الحاجة إلى زيادة إنتاج الغذاء بنسبة 50 ٪ لإطعام 9-10 مليار شخص على هذا الكوكب في عام 2050.
وأشار التقرير أنه في الوقت الحاضر أن هناك 33% من الأغذية الصالحة للأكل في العالم يتم هدرها، و 56% من النفايات تحدث في البلدان الصناعية.
بينما يحدث التحضر على مستوى غير مسبوق على مستوى العالم، يشير التقرير إلى أنه يمكن أن يوفر فرصة لزيادة رفاهية المواطنين مع تقليل آثارهم البيئية من خلال تحسين الإدارة وتخطيط استخدام الأراضي والبنية التحتية الخضراء، علاوة على ذلك، فإن الاستثمار الاستراتيجي في المناطق الريفية من شأنه أن يقلل هجرة الأشخاص.
ويلاحظ العلماء التطورات في جمع الإحصاءات البيئية، وخاصة البيانات الجغرافية المكانية، ويسلطون الضوء على أن هناك إمكانات هائلة لتطوير المعرفة باستخدام البيانات الضخمة والتعاون الأقوى في جمع البيانات بين الشركاء من القطاعين العام والخاص.
وفقا لمؤلفي التقرير، يمكن أن تكون تدخلات السياسة التي تعالج الأنظمة بالكامل -مثل الطاقة والغذاء والنفايات- بدلاً من القضايا الفردية، مثل تلوث المياه، أكثر فاعلية بكثير، على سبيل المثال، المناخ المستقر والهواء النقي هما أمران مترابطان؛ وقد تكلف إجراءات التخفيف من آثار المناخ لتحقيق أهداف اتفاق باريس حوالي 22 تريليون دولار أمريكي، لكن الفوائد الصحية العائدة على المجتمع من انخفاض تلوث الهواء يمكن أن تصل إلى 54 تريليون دولار أمريكي إضافية.
وقال جوييتا غوبتا، وبول إكينز، الرئيسان المشاركان للطبعة السادسة من توقعات البيئة العالمية: ’’يوضح التقرير أن السياسات والتقنيات موجودة بالفعل لصياغة مسارات جديدة للتنمية التي تتجنب هذه المخاطر وتؤدي إلى تعزيز الصحة والازدهار لجميع الشعوب‘‘، ’’إن ما ينقصنا حاليًا هو الإرادة السياسية لتنفيذ السياسات والتقنيات بسرعة ووتيرة كافية".