فيما يبدو استدعاء لتقليد قديم في أوقات الأزمات، تتجه إسرائيل لتشكيل حكومة وحدة تجمع السلطة والمعارضة وتحظى بدعم واسع بالكنيست.
إذ قال حزب الليكود قائد الائتلاف الحاكم، في بيان، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدعو زعيمي المعارضة يائير لابيد وبيني غانتس للانضمام إلى حكومة وحدة وطنية.
- نتنياهو يتوعد حماس في "اليوم الأسود": سنحول مناطقهم لجزر خربة
- 250 قتيلا إسرائيليا.. تل أبيب تعاين "الضرر" وترد بغارات على غزة
جاء ذلك بعد وقت قصير من دعوة لابيد نفسه لتشكيل مثل هذه الحكومة، إذ قال زعيم المعارضة إنه مستعد لتشكيل حكومة طوارئ لإدارة الحرب.
وأوضح "لقد التقيت للتو مع رئيس الوزراء نتنياهو وأبلغته أنه في ظل حالة الطوارئ الحالية، علينا وضع جميع الخلافات جانبا وتشكيل حكومة طوارئ محترفة ومحدودة، لإدارة الحملة الصعبة والمعقدة والمطولة التي نخوضها".
وهذه هي المرة الأولى في السنوات الأخيرة التي يعرب فيها لابيد عن استعداده لدخول الحكومة بقيادة نتنياهو.
وأضاف لابيد: "إسرائيل في حالة حرب ولن تكون حربا سهلة ولا قصيرة، ولها آثار استراتيجية لم نشهد مثلها منذ سنوات عديدة. هناك خطر كبير في أن تتحول إلى حرب متعددة الساحات".
وتابع "تحتاج دولة إسرائيل إلى قائد سياسي محترف يمتلك خبرة لقيادتها. وليس لدي أدنى شك في أن وزير الدفاع السابق بيني غانتس سينضم أيضا إلى مثل هذه الحكومة، فتشكيل حكومة طوارئ محترفة سيوضح لأعدائنا أن الأغلبية المطلقة من المواطنين الإسرائيليين تقف خلف جيش الدفاع الإسرائيلي والجهاز الأمني".
حرب طويلة
وحكومات الوحدة تقليد قديم في إسرائيل، يبرز في أوقات الأزمات الكبرى.
إذ يؤشر عرض تشكيل حكومة الطوارئ بإسرائيل على أن تل أبيب بصدد عملية عسكرية واسعة ضد "حماس" إن كان في داخل الأراضي الفلسطينية أو خارجها.
فقد ربط زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد ما بين قبول عرض حكومة الطوارئ الذي قدمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، السبت، وبين ما سماه "إدارة الحرب".
ومع ذلك فإن لابيد طالب باستبعاد زعيم حزب "القوة اليهودية" ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من حكومة الطوارئ.
فيما لم يقدم غانتس بدوره أي اشتراطات للانضمام إلى حكومة طوارئ.
وكان نتنياهو نفسه أشار في كلمة إلى الشعب الإسرائيلي، مساء السبت، بأن "هذه الحرب ستستغرق وقتا، وستكون صعبة".
وقال "إن ما حدث اليوم لم نشهده من قبل في إسرائيل.. إنني سأعمل على ألا يتكرر ذلك أبدا"، مضيفا "الجيش الإسرائيلي سيمارس كل قوته وسننتقم من حماس على هذا اليوم الأسود".
وأضاف نتنياهو "سنقوم بتدمير كل المواقع التي يتحصن بها عناصر حماس ويتسترون فيها ونجعلها أنقاضا، سنفعل بكل قوة وبكل مكان".
وتابع: "أتوجه إلى مواطني إسرائيل وأقول إننا نخوض هذه المعركة معا وإن الحرب ستستغرق فترة وستكون صعبة.. أمامنا أيام حافلة بالتحديات".
3 مراحل للقتال
وقبل ذلك، أشار نتنياهو إلى أن المعركة ستجرى على 3 مراحل وهي أولا ما سماه تطهير البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة من المسلحين الفلسطينيين، والمرحلة الثانية هي تدفيع "حماس الثمن" والثالثة هي منع توسع الحرب لعدة جبهات.
مجمل هذه التطورات تشي بأن إسرائيل مقبلة على حرب طويلة ليس من الواضح إذا ما كانت ستقتصر على سلاحي الجو والمدفعية أم أنها ستتوسع إلى عملية برية يدخل فيها الجيش الإسرائيلي إلى غزة للقضاء على "حماس".
لكن لن تطوي عملية "حماس" العسكرية الخلافات الداخلية في إسرائيل حول مشاريع قوانين "الإصلاح القضائي" التي أثارت جدلا واسعا في إسرائيل منذ بداية العام الجاري، لكنها تؤجلها.
ولم يتم الإعلان في إسرائيل عن أي تفاصيل عن خطوات عملية لتشكيل حكومة الطوارئ.
ويقول الكنيست الإسرائيلي إن المقصود بحكومة وحدة وطنية هي حكومة تستند بالأساس إلى ائتلاف واسع، يجلس فيها أيضا ممثلو الكتل المتخاصمة.
وأضاف الكنيست: "يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في حالات الطوارئ (مثل الحرب والكارثة الطبيعية أو الأزمة الاقتصادية) وهذا يحتاج بطبيعة الأمر إلى حشد قوات وطاقات شاملة في سبيل مواجهة هذا الوضع".
أبرز حكومات الوحدة بإسرائيل
- الحكومة الثالثة عشرة برئاسة ليفي إشكول (المعراخ) والتي شغلت فترة ولاية الكنيست السادسة.
في 1 يونيو/حزيران 1967 ضم إشكول كتلتي رافي وجاحَل للائتلاف الحكومي وأقام حكومة تكتل وطني، وانضم إلى الحكومة موشيه ديان (من حزب رافي) والذي شغل منصب وزير الدفاع فيها، فيما انضم مناحيم بيغين ويوسف سابير (من حزب جاحَل) كوزيرين دون حقيبة.
أما هدف تعيين ديان في منصب وزير الدفاع عشية حرب 1967، فكان تبديد مخاوف الجمهور إثر الحرب.
- الحكومة الرابعة عشرة (مارس/آذار حتى ديسمبر/كانون الأول 1969) برئاسة غولدا مئير، التي شغلت هي كذلك خلال فترة ولاية الكنيست السادسة.
شكلت غولدا مئير الحكومة بعد وفاة رئيس الحكومة ليفي إشكول، كانت هذه أيضا حكومة واسعة، وكانت تركيبتها شبيهة بتلك للحكومة التي سبقتها.
- الحكومة الخامسة عشرة (1969–1974) برئاسة غولدا مئير في فترة الكنيست السابعة.
انضم مناحيم بيغين إلى الحكومة كرئيس حزب جاحل. وفي هذه الفترة نشبت حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية، وبعد انتهائها انسحب وزراء جاحل من الحكومة.
- الحكومة الحادية والعشرون والحكومة الثانية والعشرون (1984–1986 -1986–1988)، في فترة الكنيست الحادية عشرة.
ترأس الحكومة الحادية والعشرين شمعون بيرس، فيما ترأس الحكومة الثانية والعشرين إسحاق شامير. اتفق الطرفان على هذا التناوب بعد أن شهدت انتخابات الكنيست مساواة تامة بين كتلة أحزاب اليمين وكتلة أحزاب اليسار.
وفي الحكومتين شغل إسحاق رابين منصب وزير الدفاع فيما شغل إسحاق موداعي (الليكود) منصب وزير المالية، وكان توزيع الوظائف على الحكومتين والخطوط العريضة لهما متماثلين في نفس الحكومتين.