بالصور.. 110 أعوام على إنشاء جامعة القاهرة
جذور فكرة إنشاء مؤسسات تعليمية مستقلة ترجع إلى عهد محمد علي باشا، في الفترة ما بين 1805- 1840، ومشروعه في بناء مصر الحديثة
لجامعة القاهرة تاريخ عريق يحكي مسيرة الشعب المصري الوطنية والتنويرية منذ تأسيس الدولة المصرية الحديثة على يد محمد علي وأسرته، مرورا بفترة الاحتلال وصعود الحركة الوطنية المصرية في أوائل القرن الـ20 إلى الاستقلال الوطني، وتغيرت أسماء الجامعة طوال 110 أعوام، منذ إنشائها في عام 1908، من الأهلية للمصرية لجامعة فؤاد الأول نهاية باسمها الحالي "جامعة القاهرة"، وبقي دورها الثقافي والتعليمي منارة للفكر الحر.
وترجع جذور فكرة إنشاء مؤسسات تعليمية مستقلة إلى عهد محمد علي باشا في الفترة ما بين 1805- 1840، ومشروعه الحديث في بناء مصر الحديثة على غرار أوروبا، حيث أسس مدارس على النظام الحديث تمثل معاهد وكليات علمية مثل مدرسة الطب عام1825، والطب البيطري عام 1828، والألسن عام 1835، وغيرها، فكانت بمثابة نواة لجامعة علمية حقيقية.
وفي بدايات القرن الـ20، ومع صعود الحركة الوطنية والفكرية المصرية، بدأ قادة العمل الوطني ورواد حركة التنوير والفكر الاجتماعي في مصر أمثال محمد عبده، ومصطفى كامل، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وسعد زغلول، بالتفكير في إنشاء جامعة تنهض بالبلاد في شتى مناحي الحياة، لتكون منارة للفكر الحر وأساسا للنهضة العلمية، ولكن هذه الرغبة وجدت معارضة شديدة من جانب سلطات الاحتلال البريطاني ممثلة في "اللورد كرومر"، حيث إن إنشاء جامعة مصرية حديثة سيسهم في تكوين جيل وطبقة مثقفة ستكون شوكة في حلق الاحتلال الإنجليزي.
وتم افتتاح الجامعة الأهلية في 21 ديسمبر 1908، وأقيمت حفلة كبيرة بقاعة مجلس شورى القوانين حضره الخديوي عباس الثاني، وبدأت الدراسة في الجامعة على هيئة محاضرات، ولما لم يكن قد خصص لها مقر دائم وقتذاك، فقد كانت المحاضرات تلقى في قاعات متفرقة كان يعلن عنها في الصحف اليومية كقاعة مجلس شورى القوانين، ونادي المدارس العليا، ودار الجريدة، حتى اتخذت الجامعة لها مكانا في سراي "نستور جناكليس" الذي تشغله الجامعة الأمريكية حاليا.
وواجهت الجامعة الوليدة صعوبات مالية خلال الحرب العالمية الأولى، مما أدى إلى انتقال مبناها إلى سراي محمد صدقي بميدان الأزهر بشارع الفلكي اقتصادا للنفقات، بعدها أرسلت بعض طلابها المتميزين إلى جامعات أوروبا للحصول على الدكتوراه، والعودة لتدريس العلوم الحديثة بها وكان على رأس هؤلاء المبعوثين طه حسين، ومنصور فهمي، وأحمد ضيف، كما أنشأت الجامعة مكتبة كبيرة للطلاب الدارسين.
ونتيجة لما حققته الجامعة الأهلية من إنجاز كبير فكرت الحكومة عام 1917 في إنشاء جامعة حكومية، وشكّلت لجنة متخصصة للإشراف على تأسيس الجامعة الجديدة، فضمت في عام 1923 المدارس العليا القائمة إلى الجامعة، وضمت مدرستي الحقوق والطب إلى الجامعة، ثم اندمجت بعد ذلك مع الجامعة الأهلية، وفي 11 مارس 1925 صدر مرسوم بقانون إنشاء الجامعة الحكومية باسم الجامعة المصرية، وكانت مكونة من كليات الآداب، والعلوم، والطب، والحقوق، وفي العام نفسه ضمت مدرسة الصيدلة لكلية الطب.
وفى عام 1928 بدأت الجامعة في إنشاء مقار دائمة لها في موقعها الحالي الذي حصلت عليه من الحكومة تعويضا عن الأرض التي تبرعت بها الأميرة فاطمة بنت الخديوي إسماعيل للجامعة، وفي أغسطس عام 1935 صدر المرسوم الملكي بقانون رقم 91 بإدماج مدارس الهندسة والزراعة والتجارة العليا والطب البيطري في الجامعة المصرية، ثم صدر مرسوم بإلحاق معهد الأحياء المائية بالجامعة المصرية في أكتوبر عام 1935.
وفي مايو عام 1940، تغير اسم الجامعة من المصرية إلى جامعة فؤاد الأول، بعدما صدر القانون رقم 27 بتغيير إسم الجامعة، ثم تغير اسمها للمرة الثالثة بعد قيام ثورة يوليو 1952، لتصبح جامعة القاهرة في سبتمبر عام 1953.
واستكمالا لدور جامعة القاهرة العلمي والتنويري أنشأت فروعا لها في محافظة الفيوم، وبني سويف، وجنوب الوادي، كما أقيم فرع للجامعة في الخرطوم، لتظل جامعة القاهرة بعد مرور 110 أعوام على إنشائها منارة العلم والنور في مصر والبلاد العربية.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA== جزيرة ام اند امز