بالصور.. أساتذة وعمال يبنون ما دمره داعش بجامعة الموصل
الأساتذة في جامعة الموصل شاركوا العمال الذين حضروا لإزالة الركام وللتجهيز لاستئناف الدراسة بجامعة الموصل.
انخرط الأساتذة وسط العمال الذين حضروا، الإثنين، لإزالة الركام وللتجهيز لاستئناف الدراسة بجامعة الموصل الشهيرة، والتي ألحق بها تنظيم داعش الدمار.
ونهب الإرهابيون الجامعة بعدما سيطروا على الموصل ثاني أكبر مدن العراق في 2014، وأضرموا النار في الكليات وفي مكتبة نفيسة بعد أيام من القتال مع القوات الحكومية، التي طردتهم من حرم الجامعة في يناير/ كانون الثاني.
وحرم الجامعة المترامي الأطراف مهجور في الغالب منذ ذلك الحين، بعدما عكف الجنود على إزالة الشراك المفخخة التي زرعها التنظيم.
والإثنين، انضم أساتذة الجامعة والموظفون الإداريون إلى عمال النظافة لإزالة الركام وتقييم الأضرار.
وقال أستاذ الأحياء، عطا الله فهد مخلف "نريد استئناف الدراسة قريباً، نرغب في عمل كل ما هو ممكن بعد كل هذا الدمار والحرب".
كان "مخلف" يعمل على جمع القطع الزجاجية التي نجت من حريق أشعله الإرهابيون في أحد المعامل ويضعها في صناديق لنقلها إلى قاعات الدراسة.
ولم يحدد المسؤولون موعداً لاستئناف الدراسة ولا تزال الكهرباء مقطوعة حتى الآن.
بيد أن هذا المشهد يشكل إحدى إمارات عودة الأوضاع إلى طبيعتها بشرق الموصل مع عودة النازحين إلى منازلهم وفتح المتاجر أبوابها من جديد.
ويتناقض هذا مع الحياة في غرب الموصل على بعد 700 متر فقط من الجامعة على الضفة الأخرى من نهر دجلة.
وكان يمكن سماع صوت نيران المدفعية، أمس الإثنين، من المدينة القديمة حيث لا يزال مقاتلو التنظيم متحصنين.
وقال "مخلف"، إن "المعدات المعملية دُمرت وسيكون من الصعب تبديلها داخل العراق، جرى إتلاف كتب لا تقدر بثمن. لكن بعض الأدوات نجت".
أفكار محظورة
أشعل الإرهابيون النار في الطابق السفلي من كليته، وفي إحدى القاعات صبوا القطران على 3 مقاعد لكنهم كانوا فيما يبدوا في عجلة من أمرهم لدرجة أنهم غادروا قبل أن يشعلوا النار بها.
وعلى سبورة بيضاء كانت لا تزال توجد مسائل رياضية كتبت قبل سنوات خلال أحد آخر الفصول الدراسية.
وكانت قاعة أخرى مكتظة بكتب الأحياء التي ما زالت في أغلفتها البلاستيكية وحالفها الحظ للنجاة من الدمار، برغم احتوائها على بعض الأفكار "المحظورة" مثل التطور.
وبعدما احترقت المكتبة أتى عبد العزيز، وهو أستاذ آخر بالجامعة، بعدد من الكتب والمواد التي قام بتحميلها من على الإنترنت.
وقال وهو واقف أمام قاعته الدراسية القديمة الخاوية إنهم إذا حصلوا على الكهرباء فيمكن أن يستأنفوا العمل، مضيفاً أن الأفران الكيميائية على ما يرام.
وفي مبنى إداري ألقى عمال النظافة بقطع الأثاث المحترقة من نافذة بالطابق الأول.
ولا يزال ممنوعاً دخول بعض المباني، نظرا لأن الجيش لم يكمل تطهيرها بعد من الشراك المفخخة.
ودمرت مبانٍ أخرى في ضربة جوية في 2016 ضد ما يشتبه بأنه معمل لإنتاج أسلحة كيماوية تابع لتنظيم داعش الإرهابي.
وخلال احتلال التنظيم أوقفت الحكومة العراقية تحويل الأموال إلى الموصل، خشية أن تقع في يد من الإرهابيين.
وقال "مخلف" إنه "نسيتنا الحكومة، لم نحصل على الرواتب لثلاث سنوات، لكن نحن نريد التدريس، الجامعة بيتي.. أنا كنت طالباً هنا وكنت واحداً من الطلبة الأوائل الذين أصبحوا أساتذة".