نحن نعيش في نعيم ونعمة اسمها "الإمارات العربية المتحدة"، هذا الوطن الوارف الظلال، والذي سخرت قيادته كل ما لديها من أجل نمائه، وازدهاره، وبلوغه أعلى المراتب، ليكون في مصاف الدول المتقدمة عالمياً.
ولم تألُ الحكومة جهداً إلا وبذلته في سبيل سعادة المواطنين وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.
كما أن قيادتنا الرشيدة تسعى في كل مناسبة لتؤكد على قيم الإمارات، وعلى اعتنائها بالطاقات الحيوية والمؤثرة، وإيلائها كل تكريم واهتمام وتقدير، حيث بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في حفل تكريم الفائزين بجائزة أبوظبي في دورتها الحادية عشرة أن الاحتفاء اليوم هو احتفاء "بقيم العطاء والإيثار، وتعبير عن تقدير كل جهد يرسخ قيم الإمارات".
وكذلك فيما يخص جوائز حكومة دبي للتميز، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إننا اليوم "نريد أن ننتقل إلى مرحلة جديدة عنوانها التميز القائم على النتائج".
إنَّ السؤال الذي يرادوني ويدور في خلدي؛ ما هي العلامات التي تدلنا على المديرين والقيادات الإدارية التي تشربت عقولها وقلوبها هذه الرؤية وتلك القيم والأصول الأخلاقية والمعرفية المصبوغة بصباغ وطني دامغ؟
ما معايير اختيار المدير أو القائد الإداري لفريق عمله؟ وكيف يتعامل مع الموظف المتميز؟
كيف يتعامل المدير مع الموظف القوي والمنتمي.. هل يعزز من نقاط قوته لصالح العمل ولصالح وطنه ويمده بالدعم والتحفيز في خدمة مصالح ومقاصد هذه الجهة أو تلك في تناغم ساحر لرفعة الوطن وسعادة مواطنيه، أم يتعامل معه كمنافس له قد يخل بموقعه الإداري ويزيحه عن منصبه وبالتالي لا بدّ من طمس ظهوره واستهلاك طاقته وإدخاله المحرقة الوظيفية حتى يصل الموظف للتعب والإعياء والاستغاثة بالخروج دون رجعة؟
الإدارة والقيادة الإدارية تتطلب أعلى درجات المسؤولية والاستشراف والشفافية والأمانة.
والموظف المخلص والمتميز أمانة.. وهو منبع الطاقة والإنجاز والعطاء والتغيير التحويلي.
ولكن!
كثير من هؤلاء الموظفين المتميزين والمخلصين الذين يعملون لا لنيل مكاسب أو مناصب بل فقط حباً بالعمل ووطنهم وقادتهم وانتماء ووفاء لمجتمعهم وقيمه الأصيلة وتقديراً للنعمة التي يستظلون فيها.
هؤلاء ستجدهم في كل دائرة حكومية أو مؤسسة أو جهة ما.
هؤلاء حالهم كحال الجندي المجهول، يعمل بصمت وإخلاص، يطبق التعليمات والإجراءات، متشرب لروح القانون، يتابع بقلبه قبل عينه هموم المواطنين والناس.. يحاول مساعدتهم.. نجدتهم.. الاستجابة المثلى لهم.
لم يطلب منه ذلك مديره ولا رئيسه في العمل.. بل على العكس ربما لو رصده لوبخه وحاول تكسير عود إرادته.. ولكنه يعمل.. ولكنها تعمل!
هؤلاء بيننا؟!
نعم بيننا، مثل الجنود.. لأنهم يعملون بانتظام كل وقتهم، لا يكلون ولا يملون، ولا ينتظرون الثناء ولا المديح، ولأن صفتهم النبيلة كجنود الوطن هي التضحية وبذل الجهد والوقت في خدمة وطنهم ومواطنيهم.
هؤلاء بيننا كالفرسان..
ويحق لهم لقب الفرسان، لأن الفارس النبيل لا يقترب من الغنائم بعد انتهاء المعارك ولا يكون همُّه الغنائم بل همُّه أن تضع الحرب أوزارها وقد حقق مقاصده النبيلة في الدفاع عن القيم والمثل العليا ونفع أمته ووطنه.
هؤلاء فرسان الإدارة المجهولون ...!
لا أضواء تطاردهم ولا مواقع وظيفية أعلى يسعون إليها ولا مغانم ومكاسب تنتظرهم جزاء أفعالهم الصامتة..
ولكنهم يعملون!
ولكنهم يقبلون على الناس ويقضون حوائجهم
ولكنهم دقيقون ومخلصون وطيبون ومبتسمون
مهتمون بالناس وكأنهم من خاصتهم
مهتمون بمؤسساتهم وكأنها ملكهم
أتدرون لماذا؟
لأنهم خرجوا من بيوت الانتماء والولاء، لأن لهم آباء عرفوا كيف يغرسون فيهم روح الوطن لتنمو وتزهر في قلوبهم
لأنهم هم أيضاً قد تشربوا الإيمان والأعراف حتى صارت منابع القوة فيهم
لأنهم أحبوا قادتهم بصمت، وطبقوا أوامرهم وتعليماتهم بالفعل والقول.
هؤلاء بيننا..
في كل يوم نصادفهم..
في كل يوم يظهرون لنا، في معاملاتنا وخدماتنا ومراجعاتنا..
ابحثوا عنهم.. هم جواهر منثورة هنا وهناك..
جواهر نبيلة وفرسان نبلاء يستحقون مواقعهم التي تليق بوفائهم النبيل وقيمهم الأصيلة المتجذرة وانتمائهم العميق ووطنيتهم الشامخة من شموخ وطنه
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة