إن يورجن كلوب على صواب، فبطولة دوري الأمم الأوروبية هي بطولة بلا منطق أو معنى لنجوم كرة القدم.
إن يورجن كلوب على صواب، فبطولة دوري الأمم الأوروبية هي بطولة بلا منطق أو معنى لنجوم كرة القدم.
ولكن تلك المباريات لا تزال تشعرك أنها وديات، فلا يوجد جانب سلبي للهزيمة، وما تبرير إيقاف الموسم 3 مرات بعد كأس عالم خلال الدور الأول فقط
الاعتذار عن عدم خوض الوديات كان منطقياً لأن الأندية تستهدف إراحة لاعبيها، ولكن ذلك لم يعد متاحاً الآن، لأن هناك مباريات رسمية على المحك.
إن هناك العديد من البطولات في تاريخ كرة القدم التي انتهى بها الأمر بشكل غامض وسط أسئلة بلا إجابات عنها، أذكر لك: كأس واتني وكأس الألفية وبطولة "تروفي" وكأس تكساكو وكأس سكرين سوبر سبورت.
كنت أستمتع للغاية بحضور مباريات المركز الثالث لكأس الاتحاد الإنجليزي في بداية السبعينيات، والتي كانت تسبق المباريات النهائية، وذهب صديق لي في مرة لمشاهدة لقاء إيفرتون وستوك في ملعب سيلهورست بارك قبل نهائي البطولة بساعات قليلة فلم يجد إلا 5030 متفرجاً، قال لي إنه شعر كأنه يجلس في اجتماع مجهول.
خسرت إنجلترا أمام إسبانيا مباراتها الأولى في دوري الأمم الأوروبية، والآن تلتقي كرواتيا بعد 3 أشهر من مواجهتهما في نصف نهائي كأس العالم، إن أي شخص سيذهب لمشاهدة لقاء كرواتيا وإنجلترا يوم الجمعة في ملعب هنيك رييكا، سيشعر أيضاً أنه في اجتماع مغلق، لأن جماهير كرواتيا محرومة من حضور المباريات، وجماهير إنجلترا حذرت من السفر، ومن ثم ستكون نسخة ودية من نصف نهائي المونديال.
أنا على يقين أن كلوب لو يشاهد من منزله المباراة سيقول إن الموسم قد تم إيقافه بلا مبرر للمرة الثانية خلال شهر، بأكثر بطولة لا معنى لها في تاريخ كرة القدم.
إن دوري أمم أوروبا ربما تكون ذات قيمة لبعض الدول، دولة مثل سان مارينو لديها فرصة للعب المباريات أمام فرق في مثل مستواها، وبالتالي لا تتعرض لخسائر كارثية، بلاد مثل إسكتلندا ستجدها فرصة لمحاكاة مباريات ملحق التأهل لليورو، وستجعل تلك المباريات مدربي المنتخبات الوطنية يحصلون على أموال إضافية.
رد رئيس الاتحاد الألماني على كلوب رافضاً وصفه للبطولة بأنها ليست ذات معنى، مؤكداً أن اليويفا استحدثها لينهي ظاهرة الوديات الدولية التي ليس لها معنى.
ولكن تلك المباريات لا تزال تشعرك أنها وديات، فلا يوجد جانب سلبي للهزيمة، وما تبرير إيقاف الموسم 3 مرات بعد كأس العالم خلال الدور الأول فقط.
لم يمر إلا 89 يوماً على لقاء كرواتيا وإنجلترا في كأس العالم وخلال تلك الفترة القصيرة وجد اللاعبون أنفسهم يلعبون في خمس بطولات، كأس عالم ودوري محلي وبطولة أندية أوروبية وكأس محلي ودوري أمم أوروبا، وبعدها سيكون لديهم أسبوعان أو 3 للاستراحة من عناء موسم العشرة أشهر.
ولو نجح منتخب ما في دوري الأمم الأوروبية، سيكون أمامه بطولة صغرى على اللقب الصيف المقبل لتحديد بطل الدوري، ثم يبدأ الموسم مباشرة بتصفيات اليورو ثم النهائيات الصيف التالي.
والسؤال الآن: مَن تستهدف هذه البطولة بعيداً عن المنتخبات الصغرى وعدد من الأفراد الذين يفضلون مشاهدة المنتخبات على الأندية؟
وكما أشار كلوب فإن مدربي المنتخبات الآن سيتجاهلون بكل سهولة مطالب مدربي الأندية بشأن إراحة اللاعبين من أجل الفوز بتلك البطولة الرسمية.
إن المستفيد الأكبر من تلك البطولة هو الاتحادات الوطنية التي ستجني الكثير من الأموال من حقوق البث التلفزيوني، وبالتالي ستتدافع بقوة من أجل ضم اللاعبين من أنديتهم.
ولكن متى ستبدأ الأندية الكبرى في المطالبة بعدم انضمام لاعبيها للمنتخبات لأن عضلاتهم بدأت في الشكوى، لأن الإصابات تعني فقدان تلك الأندية عشرات الملايين في الموسم.
نقلاً عن صحيفة "ميرور" الإنجليزية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة