عاصفة مغناطيسية تضرب الأرض وتخلق تغيرات جوية غير مسبوقة
في الحادي عشر من مايو/ أيار، أضاء عرض مذهل للأضواء الشمالية السماء حتى أقصى الجنوب في جنوب الولايات المتحدة.
لكن بينما كان مراقبو النجوم يستمتعون بالعرض، كان هناك شيء غير عادي يحدث على الأرض، فقد أخطأ جرار يتم توجيهه بنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) في الغرب الأوسط هدفه.
فما هو القاسم المشترك بين هذين الحدثين؟ لقد تأثر كلاهما بعاصفة جيومغناطيسية قوية، وفقا للبحث الذي قاده سكوت إنجلاند من جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، والمنشور بدورية "جيوفيزيكال ريسيرش ليترز".
ولفهم ما توصل له الباحثون، فكر في الغلاف الجوي العلوي للأرض على أنه طريق سريع مزدحم، حيث تتجول الجسيمات المشحونة مثل السيارات، وأثناء العاصفة الشمسية، يحدث ازدحام مروري هائل، مما يؤدي إلى اصطدام الجسيمات بغلافنا الجوي، وهذا يخلق الأضواء الساطعة للشفق القطبي، لكنه يسبب أيضا اضطرابات يمكن أن تعبث بتكنولوجيتنا، مثل أنظمة تحديد المواقع العالمية والأقمار الصناعية.
وفي الحادي عشر من مايو/ أيار، كانت هذه العاصفة قوية لدرجة أنها تسببت في رؤية نادرة للشفق القطبي في أماكن لا تراها عادةً، كما دفعت الغلاف الجوي بالقرب من القطبين إلى التسخين والتمدد، وقد أدى هذا التوسع إلى تحريك الهواء في أنماط دوامية، مما أدى إلى خلق تأثيرات كبيرة بما يكفي للتدخل في أنظمة الملاحة.
وكما يمكن أن يؤدي الازدحام المروري إلى تأخير رحلتك اليومية، فإن هذه التغيرات الجوية يمكن أن تعطل الإشارات التي توجه أنظمة تحديد المواقع العالمية لدينا، مما قد يؤدي إلى مشاكل في العالم الحقيقي، مثل ذلك الجرار الضال.
ومع اقترابنا من ذروة الدورة الشمسية في عام 2025، قد تصبح هذه العواصف أكثر تواترا، وفهمها أمر بالغ الأهمية لحماية تكنولوجيتنا من الاضطرابات المحتملة.
aXA6IDEzLjU5LjEyNy42MyA= جزيرة ام اند امز