«سباق الدرونز».. جيش أمريكا يتدارك بـ«إنجازات متأخرة»

رغم أن الجيش الأمريكي حقق مؤخرًا عدة إنجازات في مجال المسيرات الصغيرة لكنها تظل مكاسب متأخرة بسنوات عن روسيا وأوكرانيا.
واحتفل الجيش الأمريكي ببعض إنجازاته في مجال حرب المسيرات، مثل إسقاط قنابل يدوية من طائرة رباعية المراوح، وتحقيق أول عملية اعتراض مسيرة لمسيرة أخرى.
وبحسب موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، فإنه مع ذلك، فإن هذه التكتيكات ليست جديدة حيث جرى استخدامها على نطاق واسع في حرب روسيا وأوكرانيا.
ورغم ما تعنيه هذه الإنجازات من تقدم إيجابي للجيش الأمريكي إلا أنها تكشف أيضًا الفجوات الصارخة في المهارات التي يحتاج إلى سدها ليكون مستعدًا لاستخدام المسيرات القتالية الصغيرة والرخيصة والرد عليها.
ولا يزال الجيش الأمريكي يعمل على نطاق واسع على تجهيز القوات بهذه المهارات بشكل كافٍ.
ولفت الموقع إلى المذكرة التي كتبها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث في يوليو/تموز الماضي وقال فيها إن "الوحدات الأمريكية غير مجهزة بالمسيرات الصغيرة القاتلة التي تتطلبها ساحة المعركة الحديثة".
إنجازات رغم التأخير
تشير التطورات الأخيرة إلى أن الجيش الأمريكي حقق إنجازات رغم تأخره يحاول اللحاق بالركب.
ففي يوليو/تموز الماضي، نشر حساب الجيش على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي مقطع فيديو حُذف الآن، يُظهر جنودًا أمريكيين يُسقطون قنبلة يدوية من طراز "إم 67" من مسيرة رباعية المراوح خلال مناورة في ألمانيا في حدث هو الأول من نوعه في الجيش.
لكن المنشور طرح السؤال التالي "هل سبق لك أن رأيت مسيرة تُسقط قنبلة يدوية؟".
وأثار ذلك موجة من الانتقادات على الإنترنت، حيث جرى استخدام هذا التكتيك على نطاق واسع خلال العقد الماضي سواء من جانب إرهابيي داعش خلال معركة الموصل بالعراق، أو من جانب روسيا وأوكرانيا في حربهما المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات.
ومؤخرا، احتفل الجيش الأمريكي بأول عملية تدمير لمسيرة خلال مناورة في فورت روكر بولاية ألاباما، حيث تم توجيه مسيرة رباعية المراوح مزودة بلغم "كلايمور" نحو مسيرة ثابتة الجناح قبل أن تنفجر العبوة الناسفة، مما أدى إلى تدمير هدفها.
اختبارات
يُعدّ قتال المسيرات سمة بارزة في حرب أوكرانيا مع تطور سريع في هذه التكتيكات ومع ذلك، يختبر الجيش الأمريكي الأساسيات الآن.
وفي تدريبات أخرى، واجه الجنود الأمريكيون في الميدان اتصالات فيديو معطلة بين المشغلين والمسيرات وقطع غيار مفقودة، ونقصا في المعدات المطلوبة، وأضرارا غير متوقعة ناجمة عن مخاطر بيئية، وهي مسائل يُواجهها الأوكرانيون والروس أيضًا، لكن سنوات الحرب أعدتهم بشكل أفضل للتعامل معها.
ويقر قادة الجيش الأمريكي بهذه التحديات مع توثيق الدروس المُستفادة على نطاقٍ واسع، لمشاركتها مع باقي القوات.
وأكد الجيش الأمريكي لموقع "بيزنس إنسايدر" أن التقدم في استخدام الأنظمة الجوية الصغيرة غير المأهولة مستمر، ويتجاوز أي إنجاز أو علامة فارقة.
وأضاف أن "النجاح في نشر ودمج واستخدام الأنظمة الجوية الصغيرة غير المأهولة في الميدان أمرٌ حيوي للحفاظ على التفوق التكنولوجي وحماية قواتنا".
وقال زاكاري كالينبورن، خبير المسيرات والحرب غير التقليدية، إن "الولايات المتحدة لم تكن بحاجة ماسة إلى إجراء تجارب على الأسلحة منخفضة المستوى".
واعتبر أن "هذا الأمر يحظى بتشجيع كبير في أوكرانيا، "لذلك تمكنوا من ابتكار كل هذه الأشياء الرائعة وبناء كل هذه الأنظمة المبتكرة والزهيدة من حيث الكلفة".
مخاوف
بحسب كالينبورن، فإن الولايات المتحدة ليست في صراعٍ يتطلب منها التركيز الكامل على تكنولوجيا المسيرات وشراء ملايين من الطائرات التي قد تصبح قديمةً عند الحاجة إليها في حين أن أوكرانيا تستثمر بكثافة في هذه التكنولوجيا بسبب افتقارها إلى العديد من القدرات المتاحة في الغرب.
ولكن في ظل المخاوف من احتمال نشوب صراع ضد خصم مثل الصين، فهناك حاجة ضرورية ليس فقط لتطوير مهارات حرب المسيرات الهجومية، بل أيضًا في قدرات مكافحة هذه الطائرات.
حاجة تأتي خاصة بعدما أشار تقرير حديث صادر عن مركز الأمن الأمريكي الجديد إلى أن القوات الأمريكية قد تتعرض للهزيمة أمام الصين في قتال المسيرات إذا لم تكن مجهزة بشكل كاف.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTUwIA== جزيرة ام اند امز