"الأنف الدامي".. استراتيجية واشنطن للهجوم على بيونج يانج
![مجسمان لترامب وزعيم كوريا الشمالية في كرنفال بألمانيا](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2018/2/21/109-155950-us-bloody-nose-cyber-attacks-nkorea_700x400.jpeg)
أمريكا تجهز خططا لشن هجمات إلكترونية على كوريا الشمالية في محاولة لإخضاع نظام بيونج يانج، وفقا لما ذكرته مصادر استخباراتية
تجهز الولايات المتحدة خططا لشن هجمات إلكترونية على كوريا الشمالية في محاولة لتركيع نظام كيم جونج-أون، وفقا لما ذكرته مصادر استخباراتية أمريكية.
وربما تركز خطط واشنطن المحتملة لشن سلسلة من هجمات "الأنف الدامي" ضد أهداف في كوريا الشمالية، بحسب ما كشفه تقرير لصحيفة "تلجراف" البريطانية، على الحرب الرقمية بدلا من الحرب التقليدية.
وأشارت الصحيفة إلى أن شن هجوم سيبراني يمكنه أن يشل اتصالات الإنترنت في بيونج يانج وقدرتها في السيطرة على جيشها، مسببا اضطرابا كبيرا ولكنه يجنب الخسائر في الأرواح.
ولفتت إلى أن هذا النوع من الهجمات ربما يقلل المخاوف من أن يؤدي هجوم تقليدي تشنه الولايات المتحدة ضد مواقع الصواريخ أو المنشآت النووية، إلى هجوم مضاد واسع النطاق من قبل كيم جونج أون.
وفي السياق نفسه، نقلت مجلة "فورين بوليسي" عن مصادر استخبارية أمريكية رفيعة المستوى قولها إن ثمة تدهوراً غير مسبوق داخل الوكالات المسؤولة عن التجسس والحرب الإلكترونية" التي تستهدف شبه الجزيرة الكورية.
وخلال الأشهر الستة الماضية، كانت الولايات المتحدة ترسي على نحو سري الأساس للهجمات السيبرانية التي سيتم توجيهها من خلال كوريا الجنوبية واليابان، حيث تمتلك الولايات المتحدة منشآت عسكرية واسعة النطاق.
وتشمل الاستعدادات تركيب كابلات ألياف ضوئية في المنطقة، وقواعد يتم التحكم بها عن بُعد، ومواقع تنصت حيث يحاول القراصنة أو المتسللون اختراق نسخة كوريا الشمالية من الإنترنت، التي تم عزلها عن بقية العالم.
وقال مسؤول آخر للمجلة إن جزءا كبيرا من قدرات التجسس الأمريكي والحرب السيبرانية تجري إعادة تركيزه على كوريا الشمالية، ويشمل ذلك تحليل إشارات الاستخبارات والصور الملتقطة جوا (بالأقمار الصناعية) والاستخبارات الجيوفضائية (المتعلقة بالجغرافيا المكانية).
وفي الوقت نفسه، تسعى الولايات المتحدة إلى تعيين أو انتداب محللين ذوي خبرة في مجالات أخرى مثل الحرب على المخدرات أو رصد قضايا الجغرافية السياسية في أفريقيا إلى مركز المهام الكوري الجديد في مقر وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) في لانجلي بولاية فرجينيا.
في المقابل، أفادت تقارير أن كوريا الشمالية أسست وحدة قرصنة قوامها 6 آلاف شخص ويُشتبه في أنها وراء عدد من الهجمات الإلكترونية على البنوك في الجارة الجنوبية، وشركات الإعلام والبنية التحتية التي تشمل محطات الطاقة النووية في السنوات الأخيرة.
فضلا عن جمع المعلومات الاستخباراتية عن التطورات العسكرية والعلمية والسياسية في الشمال، من المرجح أن يكلف خبراء الحرب السيبرانية الأمريكيين باختراق هيكل القيادة والسيطرة في النظام الكوري من أجل التدخل في قدرة بيونج يانج على التواصل مع الجيش وإطلاق الهجمات المضادة.
ويتزامن الكشف عن خطط الهجمات السيبرانية مع إعلان كوريا الشمالية أنها مستعدة للحوار والحرب، مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية الشتوية من نهايتها.
وجاء في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء المركزية الكورية المملوكة للدولة، أن الولايات المتحدة تقوض التقدم الأخير في العلاقات بين الكوريتين وتوجيه الرأي العالم العالمي والتأثير على الرأي العالمي باتجاه دعم الحرب مع الشمال.
كما انتقدت بيونج يانج المسؤولين الأمريكيين لاقتراحهم بأن الطريق العسكري ما زال خيارا في التعامل مع البرنامج النووي للنظام، على الرغم من أنها لم تشر إلى أي خطط إلكترونية.
وأعلنت الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، أن نائب رئيس البلاد مايك بنس، كان مستعدا للقاء وفد من كبار المسؤولين الكوريين الشماليين على هامش الألعاب الأولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية، لكنّ بيونج يانج ألغت هذا "الاجتماع القصير" في "اللحظة الأخيرة".
والجمعة الماضية، رفض أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي ومسؤول بارز بإدارة الرئيس ترامب المزاعم حول وضع استراتيجية "الأنف الدامي" لمعاقبة أو مواجهة كوريا الشمالية، من خلال توجيه ضربة عسكرية لبرنامجها النووي بدون إثارة حرب كاملة.
وظهر مصطلح "الأنف الدامي" في صحيفة "تلجراف" البريطانية في عددها الصادر في ديسمبر/كانون أول الماضي، حينما نقلت عن مصادر لم تسمها قولها إن البيت الأبيض عزز "بشكل كبير" استعداده للتوصل إلى حل عسكري لأن الدبلوماسية لم تنجح.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTUuMjI2IA== جزيرة ام اند امز