الأضخم.. لماذا رفعت أمريكا ميزانيتها العسكرية؟
رغم سحب واشنطن قواتها من أفغانستان وخفض وجودها بالعراق، وافق الكونجرس على أكبر مشروع قانون للإنفاق الدفاعي في التاريخ بلغت قيمته 768 مليار دولار.
ووفق موقع "فوكس" الأمريكي فإن هذا أكبر حتى من مشاريع قوانين الإنفاق الدفاعي التي تمت الموافقة عليها خلال سنوات حرب فيتنام وكوريا، مشيرًا إلى أن المرة الوحيدة التي قارب فيها مشروع القانون من النسبة الحالية عام 2011، مع زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق.
وأضاف الموقع الأمريكي أنه عندما انتهت الحرب الباردة مع روسيا في التسعينيات، أقر القادة العسكريون بأنه يمكن تخفيض الإنفاق إلى النصف مع استمرار الحفاظ على الأمن.
وتمكن الرئيس الأسبق جورج إتش دبليو بوش من تقليص التمويل بنسبة 9%، ثم خفض الرئيس الأسبق بيل كلينتون في البداية حوالي 8% (أو أكثر، وفقا للحسابات)؛ حيث سعوا لإعادة استثمار تلك الأموال في البلاد، لكن اصطدم بوش مع المشرعين الجمهوريين، وفشل في تغيير الميزانية العسكرية.
وبدأ تزايد الإنفاق الدفاعي نهاية التسعينيات، ثم قفز إلى مستويات أعلى خلال الأعوام التي تلت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وفي عام 2021، رغم مغادرة الولايات المتحدة في الغالب للعراق -حيث لايزال هناك 2500 جندي- وأفغانستان، لم تتحقق حتى مكاسب بسيطة للسلام.
ووصف بايدن الحرب في أفغانستان بأنها إسراف في الإنفاق، قائلا: "يجب أن يسمع الأمريكيون هذا، 300 مليون دولار في اليوم على مدار عقدين.. ما الذي خسرناه نتيجة لذلك فيما يتعلق بالفرص؟"، لكنه لم يتحدث عن كيف تتعامل الولايات المتحدة مع أمنها والعالم.
وتحمس بعض أعضاء الكونجرس بشأن تحويل الأموال إلى حزمة "البناء بشكل أفضل"، وحث بعض النواب بايدن في مايو/أيار على إعادة تعيين الأولويات بعد توفير ما يصل إلى 50 مليار دولار بسحب القوات من أفغانستان، لكن لماذا لم يحدث ذلك؟
طبقًا لـ"فوكس"، تتمثل الإجابة المختصرة في أن مؤسسة الأمن القومي الأمريكي تنظر إلى الصين باعتبارها التهديد الأكثر إلحاحا بالوقت الراهن.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن الجميع داخل واشنطن يتحدثون عن "منافسة القوى العظمى" أو "المنافسة الاستراتيجية" مع الصين، وبالنظر إلى ذلك التهديد، لا يتطلع أحد في السلطة إلى تقليص الميزانية العسكرية.
وقال الخبير بميزانيات شؤون الدفاع تود هاريسون بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "داخل مجتمع الأمن القومي في العاصمة، كل شيء يدور حول الصين".
ولم يظن الكونجرس أن بايدن ملتزم بما يكفي للتصدي للصين في طلبه الأصلي الخاص بميزانية الدفاع، لذا أضاف المشرعون حوالي 25 مليار دولار على الموازنة.
كما أضاف الكونجرس ملياري دولار لما حدده بايدن لمبادرة الردع بالمحيط الهادئ للتصدي للصين في المنطقة المحيطة بها، مما أوصل تلك الميزانية إلى 7.1 مليار دولار.
وأوضح الموقع أن المخاوف المتعلقة بقوة الصين البحرية تسببت في إضافة 4.7 مليار دولار لبناء السفن، وإضافة أكثر من 3.5 مليار دولار لبناء القواعد العسكرية بما يتجاوز ما طلبه بايدن.
كما كانت واشنطن قلقة بشكل خاص بشأن القدرات التكنولوجية الجديدة التي تتمتع بها الصين، واقترح بايدن تعزيز البحث والتطوير بنسبة 5%، غير أن الكونجرس رصد 5.7 مليار دولار إضافية، لترتفع بذلك المبالغ المخصصة للأبحاث والتطوير العسكري إلى 117.7 مليار دولار.
ويعتقد الساسة من مختلف التوجهات السياسية أن قوة واشنطن تتقلص، بينما توسع الصين نفوذها العالمي، فيما يرى خبراء بشؤون الدفاع أن الاستثمار في التعليم، والتكنولوجيا، وأمن سلاسل الإمداد سيحمي الأمريكيين من صراع القرن الـ21 أكثر بكثير من سباق التسلح.
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA== جزيرة ام اند امز