النساء والأقليات .. كيف تعامل ترامب وكلينتون معهم؟
في يوم حسم سباق الرئاسة إلى البيت الأبيض، تبدو أصوات النساء والأقليات في أمريكا مؤثرة بالنسبة لكلينتون وترامب.
للنساء والأقليات العرقية تأثير في حسم نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، خاصة وأن الحملات الانتخابية للمرشحين ركزت في خطتها على كسب أصوات النساء والأقليات في الانتخابات التي تجري الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني.
النساء
تصطف السيدات الأمريكيات وراء المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، خاصة ومع تكرار التصريحات المسيئة للمرأة من جانب منافسها الجمهوري دونالد ترامب طوال فترة حملته، حيث أوضح الأخير دعمه القوي للرجال، بعد توجيه بعض النساء له تهم بالتحرش الجنسي.
وأعلن ترامب في برنامجه الانتخابي أن الـ100 يوم الأولي كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، سيتم رفع قضايا ضد السيدات التي وجهت له تهم الاعتداء الجنسي، مؤكدًا أنهن كاذبات، لتتسع الفجوة بين نسبة تصويت الرجال والنساء لصالح ترامب.
واعتبرت حملة كلينتون أن هذا الأمر لصالح المرشحة الديمقراطية، وأن النساء تبحث عمن يحققن لهن التغيير في ظروف الحياة، مرجحين أن نسبة تصويت المرأة يصب في صالح كلينتون بنسبة أكثر من 40 ولاية من أصل 50 ولاية، خاصة وأنها ستكون أول امرأة تدخل المكتب البيضاوي الخاص بالرئيس في البيت الأبيض.
وعلى الجهة الأخرى، تركز حملة ترامب بدءا من الانتخابات التمهيدية الأولى على الرجال حاملي الشهادات المتوسطة والذين عانوا من أوضاع اقتصادية سيئة في سنوات حكم أوباما، نظراً لتأكد أعضاء الحملة من خسارة ترامب لأصوات النساء في الاقتراع.
وأشارت شبكة "سي إن إن" الإخبارية إلى أن قطاع كبير من السيدات بولاية تكساس، كره سماع اسم ترامب لكثرة فضائحه المتتالية واستخدامه ألفاظ وتعبيرات غير لائقة عند حديثه عن النساء، فضلاً عن لقائه مع شبكة "فوكس نيوز" للتعليق على الفيديو الأخير الذي كشف فضيحة جنسية جديدة له، ليشبه تناوله للحلوى بعلاقته بالمرأة، ما أثار غضب السيدات وقتها.
وبالرغم من أن سيدات الطبقة المتوسطة داعمات للحزب الجمهوري، إلا أن سلوك ترامب جعلهن يتوجهن إلى كلينتون، لتعلن شارلين كولنز عضو بمجلس تكساس الفيدرالي للنساء الجمهوريات دعمهن لكلينتون.
وتعد ولاية فيرجينيا ولاية هامة لتحديد سير الانتخابات، خاصة لتباين وجهات نظر الناخبين بشكل عام والسيدات بشكل خاص، وتشكل النساء 51% من إجمالي سكان الولاية، ليظهر تفوق كلينتون على ترامب في أغلب استطلاعات الرأي هناك بواقع 23 نقطة مئوية في استطلاع أغسطس/آب الماضي.
ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فأن 47% من السيدات يفضلن كلينتون الرئيس المقبل في مقابل 46% من السيدات يؤيدن ترامب، كما أعلنت أقدم ناخبة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية "أستيل شولتز" تأييدها لكلينتون.
وفي محاولة أخيرة من المرشح الجمهوري،خرجت زوجته ميلانيا ترامب، الأسبوع الماضي بولاية بنسلفانيا بمفردها دون وجود ترامب، لإقناع الناخبات بالتصويت له، موجهة عبارات بسيطة ومباشرة تستهدف السيدات وخاصة ربات المنزل لكسب أصواتهن بالانتخابات.
الأقليات المؤثرة
في الانتخابات المبكرة التي أجريت قبل الجولة النهائية من الانتخابات، نجح الصوت اللاتيني في دعم كلينتون أمام ترامب، حيث صوت أكثر من 40 مليون أمريكي في هذه الجولة.
وطبقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فازت كلينتون بأصوات أكثر من 200 ألف ناخب في مدينة ميامي وحدها، موضحة أن الانتخابات الحالية تشهد مشاركة أكبر للأقليات، وشارك الأمريكيون من أصل لاتيني بأكثر من 67% من نسبة الناخبين، وظهر دعمهم للجانب الديمقراطي نظرًا لتصريحات ترامب المعادية لهم والإجراءات المتشددة في عملية الهجرة غير الشرعية منذ بداية الحملة، حيث يمثلون 17% من إجمالي سكان أمريكا.
وتوقعت صحيفة "واشنطن بوست" مشاركة الأمريكيين أصحاب البشرة السمراء بنسبة 92%، حيث يمثل الأمريكيون من أًصول إفريقية 14.3% من إجمالي عدد السكان، وتبلغ نسبة تأييدهم للحزب الديمقراطي 76%، خاصة بعد تصريحات ترامب العنصرية الرافضة لأصحاب البشرة السمراء والمهاجرين لأمريكا، ليحصل على تأييد 16% بالرغم من محاولاته الأخيرة لمغازلة السود بعبارة "تضحياتكم من أجل أمريكا ممتازة".
ولم تتوقف تصريحات ترامب المثيرة للجدل، حيث أعلن في بداية حملته منع المسلمين من دخول البلاد في حال فوزه بالانتخابات، ليعلن الأمريكيين من أصول مسلمة دعمهم لكلينتون بنسبة 70% مقابل 11% يؤيدون ترامب، حيث يشكل المسلمون 1% من اجمالي عدد السكان أمريكا.
aXA6IDE4LjE5MS42Mi42OCA= جزيرة ام اند امز