رغم اتفاقات الانسحاب.. 5 أسباب لبقاء القوات الأمريكية في العراق

يبقى الوجود العسكري الأمريكي في العراق موضوعًا معقدًا ومتعدد الأبعاد، يتداخل فيه الأمن والسياسة والاعتبارات الإقليمية والدولية.
ورغم الاتفاقات التي تم التوصل إليها بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي بحلول سبتمبر/أيلول 2025، إلا أن هناك عدة أسباب تجعل بقاء القوات الأمريكية في العراق محتملًا لفترة طويلة، وربما إلى أجل غير مسمى، بحسب موقع "ريسبونسبول ستيت كرافت".
أول هذه الأسباب هي أن التهديد الأمني الذي يشكله تنظيم "داعش" لم يختفِ تمامًا، بل تحوّل إلى خلايا نائمة وعناصر مارقة تنشط بين الحين والآخر.
يضاف إلى ذلك أن القوات العراقية، رغم التطور الملحوظ الذي حققته، لا تزال تعتمد بشكل كبير على الدعم الفني والاستخباراتي الأمريكي ، خاصة في مجال العمليات الجوية ومكافحة الإرهاب.
هذا الدعم يشكل ضرورة للحفاظ على الاستقرار ومنع عودة "داعش" بقوة، وهو ما يجعل استمرار التعاون العسكري مهمًا في المرحلة الحالية.
والسبب الثاني هو أن المشهد السياسي العراقي يعاني من انقسامات عميقة بين الفصائل المختلف.
ففي الوقت الذي تطالب فيه بعض الفصائل الشيعية، خاصة الموالية لإيران، بانسحاب كامل وفوري للقوات الأجنبية، يرى آخرون من السنة والأكراد ضرورة استمرار الوجود الأمريكي كعامل توازن ضد النفوذ الإيراني المتزايد، وضمان استقرار البلاد في ظل الأوضاع الإقليمية المضطربة.
هذا الانقسام السياسي يعكس مخاوف حقيقية من فراغ أمني قد يؤدي إلى تصعيد العنف أو تدخلات خارجية غير مرغوب فيها، وفق التقرير ذاته.
السبب الثالث هو أن هناك عوامل إقليمية ودولية تلعب دورًا مهمًا في إبقاء القوات الأمريكية في العراق. فالوجود الأمريكي "يشكل رادعًا ضد التهديدات الإيرانية والتدخلات الإقليمية، لا سيما في ظل التوترات المستمرة بين واشنطن وطهران".
كما أن استمرار التعاون الأمني مع الولايات المتحدة يُعد جزءًا من استراتيجية العراق للحفاظ على توازن القوى في المنطقة، وهو أمر لا يمكن تجاهله في ظل الصراعات الإقليمية المتشابكة.
الأمر الرابع هو أن القدرات الذاتية للجيش العراقي لا تزال تعاني من فجوات كبيرة في مجالات حيوية مثل الدفاع الجوي، والطيران العسكري، والاستخبارات، ما يجعل من الصعب على العراق الاعتماد الكامل على قواته الوطنية في مواجهة التحديات الأمنية المعقدة.
هذه الفجوات تدفع إلى ضرورة استمرار الدعم العسكري الخارجي، سواء كان في شكل تدريب أو دعم لوجستي أو استخباراتي.
الأمر الخامس هو أنه رغم الاتفاقات الرسمية التي تنص على انسحاب تدريجي للقوات الأجنبية، فإن بنود هذه الاتفاقات تسمح بإبقاء بعض القوات لأغراض الدعم الفني والاستخباراتي، مما يفتح الباب أمام استمرار وجود عسكري محدود في العراق. وهذا يعكس واقعًا عمليًا يتطلبه الوضع الأمني والسياسي الراهن.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTE2IA== جزيرة ام اند امز