"فشل متكرر".. ورقة بحثية تتوقع تطهير طهران أجهزة استخباراتها
توقعت ورقة بحثية إسرائيلية لجوء إيران إلى تطهير أجهزة الاستخبارات بعد نجاح عملاء إسرائيليين في سرقة وثائق مهمة.
الورقة البحثية التي أعدها أردافان خوشنود، المتخصص بالشأن الإيراني، ذكرت أن "محسن رضائي، المسؤول الإيراني البارز، أقر بأن عملاء إسرائيليين سرقوا وثائق نووية إيرانية سرية للغاية، خلال مداهمة في طهران عام 2018".
ووفق الورق البحثية التي نشرها مركز بيجين ـ السادات (بيسا) للبحوث الاستراتيجية، فإن رضائي طالب بتطهير مجتمع الاستخبارات والاستخبارات المضادة في إيران، وهو ما يمكن أن يسفر عنه هروب عملاء الاستخبارات الإيرانيين من البلاد أو تعرضهم للقتل في "حوادث".
وتابعت الورقة "الاستخبارات الإيرانية تعج بأوجه القصور؛ بعضها كان له عواقب وخيمة"، موضحة "في العام الماضي وحده، عانت إيران من إخفاقات عدة فيما يتعلق بالاستخبارات مثل الهجوم الذي استهدف منشأة نطنز النووية في يوليو/تموز عام 2020، وحادث اغتيال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبو محمد المصري الذي وقع على أرض إيرانية في أغسطس/آب عام 2020"، واغتيال العميد محسن فخري زاده قرب طهران في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020، ومؤخرًا هجوم أبريل/تموز 2021 الذي استهدف منشأة نطنز مجددًا".
وأشارت الورقة البحثية إلى أن "أحد أكثر الإخفاقات ضررًا التي وقعت في إيران كان مرتبطًا بالبرنامج النووي؛ ففي عام 2018، تمكن العملاء الإسرائيليون من مداهمة مستودع مؤمن بشكل جيد، وسرقة أكثر من 100 ألف وثيقة وصورة ومقطع فيديو، مرتبطة بالخطط النووية الإيرانية".
وقال الدكتور أردافان خوشنود إن "هذا كان إخفاقًا تامًا للاستخبارات الإيرانية، مضيفا: "هذه الوثائق مكنت إسرائيل والاستخبارات الأمريكية (في أغلب الظن) من تحديد المواقع الحساسة المرتبطة بالبرنامج النووي والبرنامج الصاروخي، ثم مهاجمة هذه المواقع عبر عدة انفجارات غامضة وقعت عام 2020".
وحتى اليوم، تنفي إيران باستمرار استهداف المستودع وسرقة أية وثائق مرتبطة بالبرنامج النووي.
لكن الورقة البحثية تقول إن النظام الإيراني قرر مؤخرا التعامل مع الواقع بدلا من إنكاره. وفي مقابلة مع وكالة "مهر" للأنباء في 14 أبريل/نيسان عام 2021، قال رضائي: "البلاد تشهد تلوثا أمنيا واسع النطاق، يتضح من حقيقة وجود ثلاث حوادث أمنية خلال أقل من عام: تفجيران اثنان، وحادثة اغتيال. وقبل ذلك، حاولوا سرقة بعض من وثائقنا النووية فائقة السرية".
لكن كانت التصريحات الفعلية التي أدلى بها رضائي مختلفة عن النسخة التي نشرتها "مهر"، فخلال الحوار الذي أجري أمام الكاميرا، لم يقل رضائي إن إسرائيل "حاولت" سرقة وثاق نووية فائقة السرية بل قال إنها "سرقت" الوثائق.
كما قال إن العملاء "نفذوا هذه العمليات بنجاح ثم غادروا"، وهو سطر لا يظهر في النسخة التي نشرتها "مهر".
وأوصي رضائي بـ"تطهير" مجتمع الاستخبارات الإيراني، وفق الورقة البحثية التي أضافت: "هذا يعني أنه سيكون هناك حالات فرار لضباط استخبارات إيرانيين، أو ربما حتى سلسلة "حوادث" تنهي حياة بعضهم".