خبير أمريكي: أردوغان يشتت الأتراك بافتعال صراعات إقليمية
تركيا منخرطة في عدة نزاعات مسلحة، حيث اجتاحت شمالي سوريا، متسببة في مقتل الآلاف، فضلًا عن غزو ليبا واستهداف الأكراد والأرمن
قال خبير الشؤون الخارجية والمستشار البارز بوزارة الخارجية الأمريكية سابقًا ديفيد فيليبس إن الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه تركيا دفع الرئيس رجب طيب أردوغان إلى تأجيج صراعات إقليمية بغية تشتيت انتباه شعبه عن سوء إدارته.
وأضاف فيليبس، وهو مدير مركز حقوق الإنسان بجامعة كولومبيا في مقال بصحيفة "أحوال التركية"، أن أنقرة منخرطة اليوم في عدة نزاعات مسلحة؛ حيث اجتاحت شمالي سوريا، متسببة في مقتل الآلاف، فضلًا عن استهداف الأكراد والأرمن، وطرد مئات الآلاف من منازلهم في عفرين إلى جانب المتواجدين شرقي نهر الفرات.
وفي إقليم كردستان العراق، أشار الخبير الأمريكي إلى أن الإيزيديين في سنجار والمسيحيين في زاخو كانوا ضحية القصف والاحتلال التركي، فضلًا عن أن هؤلاء الإيزيديين، الذين بالكاد نجوا من الإبادة الجماعية على يد تنظيم داعش، يواجهون الآن اضطهاد وكلاء تركيا المتطرفين.
ولفت الخبير إلى السفن الحربية التركية التي تبحر شرقي المتوسط لعرقلة الاتفاقية بين مصر واليونان بشأن منطقة اقتصادية حصرية لإنتاج الغاز الطبيعي، فضلًا عن الاشتباكات الوهمية التي تحدث بين الطائرات الحربية اليونانية والتركية، إذ يتحجج أردوغان بمعاهدة لوزان لعام 1923 التي رسمت الحدود التركية الحالية.
وتحدث فيليبس أيضًا عن تشجيع تركيا مؤخرًا لأذربيجان لشن هجمات ضد أرمينيا، حيث تهدد أذربيجان بتجديد الصراع بشأن ناجورنو كاراباخ، مع إمداد تركيا لها بالصواريخ والطائرات دون طيار، ناهيك بالتدخل التركي في ليبيا، الذي يهدد بخطر التصعيد بين أنقرة والقاهرة.
- قانون وسائل التواصل الاجتماعي بتركيا.. مراقبة وملاحقة
- أردوغان يعرض تركيا لهزة اقتصادية عنيفة بهذا الإجراء.. ماذا فعل الرئيس؟
وقال المستشار الأمريكي السابق إنه في حين أن جميع بلدان خط المواجهة معرضة لخطر عدائية تركيا، تعتبر ليبيا هي مختبر النفوذ الخارجي الخبيث لها؛ حيث نشرت أنقرة خلال الشهور الأولى من العام الجاري ما يصل لـ3800 من المرتزقة السوريين هناك، الذين يمثل بعضهم بقايا تنظيمي القاعدة وداعش، ويشتهرون بارتكابهم جرائم حرب.
وأضاف أن هناك أوقات تتطلع فيها الدول إلى الولايات المتحدة من أجل القيادة، منتقدًا عدم وجود سياسة أمريكية بشأن ليبيا، الأمر الذي فتح المجال أمام تدخل قوى مغرضة تخدم مصالحها الخاصة.
وأشار فيليبس إلى أنه من المفهوم عدم رغبة الولايات المتحدة في التورط بصراع جديد في الشرق الأوسط، لكن لا مشكلة من تلك المشاكل يصعب حلها حال استخدمت الولايات المتحدة نفوذها الدبلوماسي لمعالجتها.
وأوضح فيليبس أن أردوغان داعية حرب وسيواصل أعماله العدائية حتى اتخاذ الولايات المتحدة إجراء عقابيا، ورغم أن كثير من الضرر قد وقع بالفعل، لم يفت آوان تحقيق الاستقرار لتلك الصراعات.