محلل إيراني: قادة طهران وصلوا لمناصبهم عبر الانتهاكات الحقوقية
وزير العدل الإيراني علي رضا آوايي لعب دورا رئيسيا في تنفيذ مذبحة 1988 في حق آلاف من المعارضين السياسيين، وهناك أيضا "قاضي الموت".
ترتعب إيران من فكرة الانتقادات الغربية التي تطال سجلها الحقوقي، لكن هذا لم يأت من فراغ، فقد وصل قادة إيرانيون بارزون إلى مناصبهم بمساعدة تلك الانتهاكات الحقوقية التي ساعدت في بروز نجمهم الوحشي، حسب خبير بالشأن الإيراني.
قال تسفي خان، محلل الشؤون الإيرانية بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إن 12 قياديا إيرانيا بارزا لعبوا دورا رئيسيا في تعزيز هيكلة عمليات القمع، مشيرا إلى أن هؤلاء الـ12 من منتهكي حقوق الإنسان يمثلون كثيرا من مؤسسات بارزة استحدثتها طهران لتنفيذ أيدلوجيتها الثورية.
- إذاعة فرنسية: النظام الإيراني سيواجه "ثورة" خلال أيام جراء العقوبات
- أحزاب ومنظمات إيرانية تندد بانتهاك حقوق الإنسان في الداخل
ورأى خان، خلال مقال له منشور عبر موقع "ذا هيل" الأمريكي، أن هذا يعكس تاريخ استمرارية السياسة الإيرانية منذ 1979، حيث إن معظم الـ12 ارتكبوا انتهاكات حقوقية بالغة قبل وقت طويل ساعدتهم في الوصول إلى مناصبهم الحالية، فقد برز نجمهم بسبب تلك الانتهاكات داخل البيروقراطية الإيرانية.
واستشهد خان بوزير العدل الإيراني علي رضا آوايي، قائلا إنه لعب دورا رئيسيا في تنفيذ مذبحة 1988 في حق آلاف من المعارضين السياسيين، لافتا إلى أن هناك القاضي أبو القاسم سلفاتي المعروف بـ"قاضي الموت"، بسبب إعدام عشرات من السجناء السياسيين بعد محاكمات قصيرة بلا إجراءات قانونية.
وأشار المحلل بالشؤون الإيرانية إلى أن وزير الاتصالات الإيراني محمد آذرى جهرمي، عمل سابقا في وزارة الاستخبارات، والآن يطبق خبرته تلك لمراقبة وحظر استخدام الإنترنت في إيران.
كما أوضح أن هناك مسؤولين بارزين آخرين يقودون مؤسسات حاولت قمع آخر جولة من التظاهرات باستخدام القوة، مستشهدا بدور قائد الشرطة الإيرانية، العميد حسين اشتري، في ترأس عمليات قتل عشرات من المتظاهرين واعتقال الآلاف.
وقال خان إن هناك وزراء آخرين عملوا على قمع التعبير عن الآراء التي تتعارض مع عقيدة نظام الملالي، مستشهدا بوزير العلوم الإيراني منصور غلامي، الذي يدير منظومة التعليم العالي، التي تقوم على إسكات الطلاب والأساتذة الذين يختلفون مع النظرة العالمية لطهران.
وأشار المحلل، خلال مقاله، إلى أن إيران حساسة تجاه الانتقادات الدولية بشأن سجلها الحقوقي، فمن وجهة نظر طهران، يسعى الغرب إلى هزيمة البلاد عسكريا واختراقها بقيم أجنبية تخرب ثقافة وعقيدة الثورة الإيرانية.
وبعبارة أخرى، ينظر الملالي لصراعهم مع الغرب على أنه صراع على قلوب وعقول العالم الإسلامي، وأوضح المحلل هنا أنه، عبر توثيق العنف والقمع الذي تنتهجه طهران لقمع المعارضين، يمكن للولايات المتحدة تقويض دعاية النظام التي تصور البلاد على أنها مجتمع معافى فخور بمذهبه.
وقال إن الإدارة الأمريكية انتقدت مرارا وتكرارا إيران بسبب عمليات قمع المعارضين، لكن يمكنها القيام بما هو أكثر من ذلك، مشيرا إلى أنه لمحاسبة إيران والتعبير عن التضامن مع الإيرانيين الساعين وراء الإصلاح، يجب على واشنطن مواصلة معاقبة أسوأ منتهكي حقوق الإنسان داخل نظام الملالي.
كما أوضح خان أنه عبر فضح أبرز المسؤولين الإيرانيين والتشهير بهم على سوء سلوكهم، سواء فيما مضى أو حاليا، يمكن لأمريكا رفع معنويات المحتجين وتحدي أيدلوجية نظام الملالي، وإرسال رسالة إلى حلفاء الولايات المتحدة بأن الإيرانيين يستحقون دعما قويا ومنسقا.
ورأى المحلل أن تحديد المخالفين سيبعث برسالة إلى الإيرانيين بأن أمريكا تشاركهم أهدافهم ومخاوفهم، كما أن الدعم الخارجي ربما سيلعب دورا مهما في تقوية عزيمة المتظاهرين.