تأجيل محادثات تجارية بين الصين وأمريكا.. ماذا حدث في اللحظات الأخيرة؟
الاجتماع كان سيستعرض وضع اتفاق المرحلة الأولى الموقع في يناير 2020، والذي يمهد لتوقيع المرحلة الثانية من الاتفاق التجاري بين البلدين.
أفادت مصادر مطلعة على ملف المحادثات التجارية الصينية الأمريكية، بإرجاء المفاوضات المقررة اليوم السبت، لاستعراض وضع الاتفاق الموقع في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقالت وكالة الأنباء المالية بلومبرج إنه لم يحدد أي موعد لهذا اللقاء الجديد.
وكشف مصدر وثيق الصلة بالمحادثات عن سبب التأجيل، وهو راجع إلى استمرار اجتماعات كبار قادة الحزب الشيوعي في بلدة بيداهي الواقعة على الساحل الشمالي الشرقي للصين.
ولا يجري إطلاقا إعلان مواعيد مؤتمر الحزب السري على وجه التحديد، والذي عادة ما يُعقد في أغسطس/ آب.
وأضاف أن التأجيل لا يعكس أي مشكلة جوهرية فيما يتعلق باتفاق التجارة، مضيفا: "لم يجر التوصل إلى موعد جديد بعد".
ولم يرد مكتب الممثل التجاري الأمريكي على استفسار من رويترز بشأن خطط المراجعة.
وكان الاتفاق وقع في يناير/كانون الثاني وسط ضجة إعلامية كبيرة بين بكين وواشنطن، تعهدت بموجبه الصين بشراء منتجات وخدمات أمريكية بقيمة 200 مليار إضافية، لخفض العجز في الميزان التجاري بين البلدين كما يريد الرئيس دونالد ترامب.
وتشمل هذه السلع السيارات والآلات الصناعية والمعادن والحبوب والقطن واللحوم والنفط والخدمات المالية.
لكن هذه المشتريات لم تتم خصوصا بسبب وباء كوفيد-19 الذي أدى إلى توقف المبادلات الدولية.
وأفادت معطيات نشرها "معهد بترسون للاقتصاد الدولي" أن أقل من نصف المشتريات (46%) جرت حتى نهاية يونيو/حزيران.
وفي الوقت نفسه، شهدت العلاقات بين البلدين مزيداً من التوتر بشأن مصدر فيروس كورونا المستجد والوضع في هونج كونج وتطبيق "تيك توك" الذي يتهمه ترامب بالتجسس لحساب بكين.
وقبل إعلان تأجيل المحادثات، أكدت بكين الجمعة أنه "على الجانبين العمل معا لتعزيز التعاون وتجاوز الصعوبات".
ويفترض أن يفتح الاتفاق المسمى "المرحلة الأولى"، الطريق "للمرحلة الثانية" التي تعني مزيدا من المبادلات التجارية بين البلدين.
الصين والنفط الأمريكي
وفي الوقت الذي يستعد فيه أكبر اقتصادين في العالم لمراجعة اتفاق أُبرم في يناير كانون الثاني بعد حرب تجارية طويلة، قال متعاملون وسماسرة شحن أمريكيون ومستوردون صينيون إن شحنات النفط الخام من الولايات المتحدة إلى الصين سترتفع بشكل كبير خلال الأسابيع المقبلة.
وقالوا إن شركات نفط صينية مملوكة للدولة حجزت بشكل مؤقت ناقلات لحمل ما لا يقل عن 20 مليون برميل من الخام الأمريكي لشهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، وهي خطوات قد تهدئ المخاوف الأمريكية من كون مشتريات الصين عند مستوى منخفض بشكل كبير عن تعهدات الشراء بموجب اتفاق التجارة المرحلة الأولى.
كانت الصين تحتل مكانة أكبر مشتر للخام الأمريكي، إذ تلقت ما قيمته 5.42 مليار دولار في 2018 قبل أن يوقف توتر تجاري التدفقات بشكل شبه كامل.
تعهدت الصين في يناير/كانون الثاني بشراء منتجات في قطاع الطاقة بقيمة 18.5 مليون دولار، بما في ذلك النفط الخام والغاز الطبيعي فوق مستواها في 2017، مما ينطوي على قيمة إجمالية بنحو 25 مليار دولار هذا العام.
وأفادت بيانات من مكتب تعداد الولايات المتحدة بأن مشتريات الصين من الخام الأمريكي حتى 30 يونيو/حزيران بلغت 2.06 مليار دولار، وهو ما يبرز التراجع الناجم عن جائحة كوفيد-19 والتأثير المحدود لاتفاق المرحلة الأولى.
لكن المصادر قالت إن هناك قفزة في الآونة الأخيرة في مشتريات شركة النفط والغاز الصينية المملوكة للدولة بتروتشاينا وكبرى شركات التكرير لديها سينوبك.
ووفقا لبيانات رفينيتيف أيكون، فإنه من المقرر بالفعل أن يصل الصين في أغسطس/آب إمداد شهري غير مسبوق يبلغ 32 مليون برميل من النفط الأمريكي.
aXA6IDE4LjIyMy4xNTguMTMyIA==
جزيرة ام اند امز