قيادة النقل الأمريكية تكشف لـ"العين الإخبارية" آخر تطورات تحالف الدفاع الجوي للشرق الأوسط

كشفت الجنرال جاكلين فان أوفوست، قائدة قيادة النقل الأمريكية (USTRANSCOM)، والقيادية بسلاح الجو، تفاصيل جديدة في مشروع تحالف الدفاع الجوي للشرق الأوسط المعروف اختصارا بـMEAD أو The Middle East Air Defense Alliance.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية"، قالت أوفوست إن قيادة القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية قامت بمشاركة بيانات الرصد الجوية مع العديد من الشركاء الإقليميين حتى يتمكنوا من رؤية التهديدات المختلفة.
وأوضحت أنه حتى تلك الدول التي ليس لديها نظام باتريوت، تقوم بمشاركة صور الرادار، أما الدول التي لديها أنظمة باتريوت فهي تشارك بياناتها مع الدول الأخرى، بحيث يكون لدى الجميع صورة شاملة لمنطقة الخليج كلها وما يحدث فيها.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس، أن بلاده تعمل حاليًا مع شركاء إقليميين من أجل بناء تحالف عسكري جوي تقوده الولايات المتحدة سيحمل اسم ميد MEAD، أي تحالف الدفاع الجوي في الشرق الأوسط، سيساعد في الدفاع عن الدول ضد الصواريخ، وصواريخ كروز، والطائرات دون طيار.
وردا على سؤال لـ"العين الإخبارية" حول التقدم المحرز في مشروع تحالف الدفاع الجوي للشرق الأوسط، قالت القائدة العسكرية الأمريكية إن داخل مركز العمليات في المنطقة لدينا ضباط اتصال مشتركون يجلسون معا من الدول المختلفة، فضلا عن خطوط ساخنة حتى نتمكن من ضمان انتباه الجميع إلى التهديد أثناء تطوره، وإدراك التهديد وتفهمه.

ونبهت أوفوست، والتي كانت تشغل منصب مديرة الأركان في المقر الرئيسي لسلاح الجو الأمريكي ونائبة مدير الأركان المشتركة ونائبة مدير الشؤون السياسية والعسكرية لشؤون الناتو، إلى أنه من المهم جدا أن يكون في الشرق الأوسط، هياكل متعددة الأطراف لجمع نقاط القوة في الدول المختلفة وتقنياتها وابتكاراتها معا لزيادة الأمن الإقليمي، ومواجهة أي عدوان سافر، سواء من إيران أو من غيرها، لردع أي هجمات على البنية التحتية الحيوية في الشرق الأوسط، أو على السفن بشكل يهدد التدفق الحر للتجارة في جميع أنحاء الخليج.
وأشارت إلى أن الخطوة التالية لمشروع تحالف الدفاع الجوي بالشرق الأوسط، هي الأنظمة الدفاعية الفعلية، سواء كانت دفاعات سفن ذاتية القيادة متعددة الطبقات كبيرة أو صغيرة، أو دفاعات الصواريخ الباليستية، قصيرة المدى، متوسطة المدى، أو بعيدة المدى.

ولفتت إلى أن قدرة المنطقة على توحيد قدراتها الدفاعية الجوية تتيح مساحة أكبر للدول التي يجب أن تطلق النار وهزيمة أي تهديد، مؤكدة أنه كلما اجتمعت الدول أكثر وربطت قدراتها وتقاسمت البيانات وتبادلتها وتشاركت الصورة المشتركة للتهديدات، زادت قيمة الردع.
ومطلع الشهر الجاري، قامت الجنرال أوفوست، بزيارة إلى الشرق الأوسط، شملت عدة دول تضمنت المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر.
وكانت القائدة العسكرية الأمريكية، قد قالت في إحاطة هاتفية، مؤخرا، إن العلاقات مع دول الشرق الأوسط مهمة للغاية، حيث تعمل واشنطن على مواجهة إيران ووكلائها، وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، وإبطاء عمل روسيا لتوسيع وجودها العسكري في المنطقة وزيادة زعزعة الأمن الإقليمي.
وحول الزيارة، أوضحت أنها أتاحت لها العديد من الفرص لمناقشة سبل تعزيز الأمن الإقليمي، مشددة على أن القدرة على التحرك بشكل أسرع وأكثر كفاءة تتطلب تعاونا اكبر عبر مجموعة كاملة من العمليات والتغلب على التحديات التي يفرضها الخصوم، سواء كان ذلك عبر الابتكار التكنولوجي والابتكار في المفاهيم.

وأكدت أن أكبر ما يقلقها في الشرق الأوسط هو "التهديدات الإيرانية"، مشيرة إلى أن "السياسة العدوانية لطهران في زعزعة استقرار المنطقة، تتطلب التعاون الجماعي"، موضحة أنه خلال زيارتها الأخيرة كانت تشجع في مباحثاتها مع قادة المنطقة، الشراكات المتعددة الأطراف المختلفة للوصول إلى دفاع جوي وصاروخي متكامل للدفاع ضدّ تلك الطائرات بدون طيار التي تنتجها وتطلقها إيران، فضلا عن التعاون الإقليمي لمواجهة أي تهديدات للصواريخ الباليستية، مشيرة إلى أن "امتلاك قدرة دفاعية جوية وصاروخية متكاملة أمر بالغ الأهمية في الوقت الراهن".
وكشفت القائدة العسكرية الأمريكية عن وجود بنية بحرية متكاملة لرصد التهديدات البحرية في منطقة الخليج، مشددة على ضرورة المحافظة على التدفق الحر للسلع الاقتصادية في جميع أنحاء الخليج؛ لأن ذلك أمر بالغ الأهمية بالنسبة للدول ومعيشتها واقتصادها، والاقتصاد العالمي أيضا.