بوش وهجمات 11 سبتمبر.. خلية أزمة في فصل فارغ
تجمدت نظراته وتقلصت عضلات وجهه وظلت حركة يديه ثابتة لثوان قبل أن يتحول الفصل الذي كان يتواجد فيه بمدرسة بساراسوتا إلى "خلية أزمة".
كانت تلك اللحظة التي تلقى فيها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش نبأ تعرض الولايات المتحدة لهجوم في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وفق مقطع مصور يوثق اللحظة الصعبة في ولاية الرئيس الحادي والأربعين.
ويظهر في الفيديو كبير موظفي البيت الأبيض حينها، أندرو كارد، وهو يقاطع بوش الذي كان بصحبة طلاب مدرسة "إيما إي بوكر" الابتدائية في ساراسوتا بولاية فلوريدا، لإبلاغه بوقوع الهجوم الأول.
كان بوش في ذلك اليوم في فلوريدا للحديث عن التعليم، وقبل وقت قصير من بدء كلامه أمام أطفال في السابعة من العمر، أخبره موظف البيت الأبيض أن طائرة مروحية صغيرة تحطمت في البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي.
صحيفة "التايمز" البريطانية، عادت بدورها إلى اللحظات التي سبقت وتلت إخبار الرئيس الأسبق بأن "أمريكا تتعرض للهجوم"، مشيرة إلى أنه كان في حالة غضب شديد عند سماعه الخبر.
غضب تلا تلك الثواني القليلة وهو يستمع إلى كبير موظفي البيت الأبيض حينها، وهو يقاطعه لإبلاغه بوقوع الهجوم الأول، قبل أن يتحول الفصل الدراسي إلى خلية أزمة عقب إخلائه.
ولكن بوش "فقد أعصابه" خلال الرحلة الثانية على متن طائرة الرئاسة في ذلك اليوم، عندما قيل له إنه لن يعود إلى واشنطن، وهو الذي كان مصرا على عودة طائرته إلى العاصمة.
لكن، ووسط تواتر الأنباء حول الهجمات الإرهابية، اتجه الطيارون بناء على نصيحة كبار موظفيه وجهاز المخابرات، إلى قاعدة عسكرية في لويزيانا.
في الأثناء، وردت أخبار عن ضرب طائرتين برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بالإضافة إلى تعرض مقر وزارة الدفاع البنتاجون للهجوم، فيما أجبرت الرحلة رقم 93 التي كانت متجهة إلى واشنطن على تغيير مسارها ليسقطها خاطفوها بحقل في بنسلفانيا.
وعلقت تقارير إعلامية عن تلك اللحظات العصيبة التي مر بها بوش يومها، معتبرين أنه "كان في منصبه منذ ثمانية أشهر، ولكن ذلك كان اليوم الذي أصبح فيه رئيسا".
ونقلت عن كارد قوله وهو يروي تفاصيل تلك اللحظات: "مشيت نحو الرئيس من الخلف، انحنيت وهمست في أذنه اليمنى: اصطدمت طائرة ثانية بالبرج الثاني. أمريكا تتعرض للهجوم".
وفي الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر، لا تزال صورة كارد وهو ينحني ليهمس في أذن بوش راسخة بالأذهان، ليس فقط كتوثيق للحظات لا تنسى بالتاريخ الحديث، بل لأن صدى القرارات التي ساعد الرجل في اتخاذها تتردد في كل مكان حتى اليوم، وتعيد استعراض أحداث مأساوية خلفت مقتل نحو 3 آلاف شخص.
aXA6IDMuMTQzLjIzNy4xNDAg جزيرة ام اند امز