الرابع من يوليو.. يوم وُلدت أمريكا

لم تشكل وثيقة إعلان استقلال أمريكا عن بريطانيا بداية أو نهاية حرب، لكنها كانت شهادة ميلاد الولايات المتحدة.
ففي الرابع من يوليو/تموز 1776، اجتمع ممثلو 13 مستعمرة أمريكية للتصديق على وثيقة الاستقلال.
كان الكونغرس قد صوت في الثاني من الشهر نفسه لصالح الاستقلال، وبعد يومين صدق المندوبون من المستعمرات الـ13 على إعلان الاستقلال التي صاغها توماس جيفرسون، وفقا لموقع هيستوري البريطاني.
ومنذ ذلك التاريخ، يتم الاحتفال بالرابع من يوليو/تموز باعتباره ولادة الاستقلال الأمريكي، باحتفالات تتراوح بين الألعاب النارية والمسيرات والحفلات الموسيقية وصولا إلى التجمعات العائلية وحفلات الشواء غير الرسمية.
حرب الاستقلال:
بدأت حرب الاستقلال في أبريل/نيسان 1775، بعد سنوات مضطربة أقر فيها البرلمان البريطاني ضرائب وتدابير اعتبرها الأمريكيون تعسفية، فسادت حالة غليان في هذه المستعمرات.
وكان سكان مستعمرة ماساتشوستس، التي تعرف آنذاك باسم نيو انغلاند أو إنجلترا الجديدة في طليعة الرافضين لقرارات البرلمان.
تسارعت الأحداث عقب ذلك. وكلف ممثلو المستعمرات القائد العسكري المتقاعد جورج واشنطن بتشكيل جيش يمثل المستعمرات الـ13 التي اعتبرت لاحقا الولايات المؤسسة.
ومع نزول الجيش الأمريكي الجديد، حاصر بوسطن وطرد البريطانيين منها، ثم دخل في معارك ضدهم بمختلف أنحاء القارة من كندا شمالا إلى ساوث كارولاينا جنوبا.
واستمرت المعارك العسكرية بعد إعلان الاستقلال لنحو خمسة أعوام، وتحالف الأمريكيون مع فرنسا وإسبانيا وبعض قبائل السكان الأصليين، وتغلبوا على البريطانيين في الشمال قبل أن تتركز المعارك في الجنوب ويحقق الأمريكيون النصر.
وجرت آخر معركة، وتحديدا في أكتوبر/تشرين الأول 1781، في يورك تاون بولاية فرجينيا.
وبعد عامين على هذا الانتصار، أي في الثالث من سبتمبر/أيلول عام 1783، وقعت بريطانيا والولايات المتحدة في باريس معاهدة سلام اعترفت فيها حكومة بريطانيا بالاستقلال الأمريكي.
وثيقة الاستقلال:
بحلول منتصف عام 1776، تزايدت المشاعر المعادية لبريطانيا وبات العديد من سكان المستعمرات يؤيدون الاستقلال.
وفي 7 يونيو/ حزيران من العام نفسه، عندما اجتمع الكونغرس في مبنى ولاية بنسلفانيا (لاحقًا قاعة الاستقلال) في فيلادلفيا، قدم مندوب فرجينيا ريتشارد هنري لي اقتراحًا يدعو إلى استقلال المستعمرات.
ووسط الجدل المحتدم، أرجأ الكونغرس التصويت على قرار لي، لكنه شكل لجنة من خمسة أعضاء – تضم توماس جيفرسون من فرجينيا وجون آدامز من ماساتشوستس وروجر شيرمان من ولاية كونيتيكت وبنجامين فرانكلين من بنسلفانيا وروبرت آر ليفينجستون من نيويورك - لصياغة بيان رسمي يبرر دوافع الأمريكيين في حربهم ضد بريطانيا.
احتفالات وتقاليد
في سنوات ما قبل الثورة، أقام المستعمرون احتفالات سنوية بعيد ميلاد الملك، والتي تضمنت تقاليد قرع الأجراس وإشعال النيران والمواكب وإلقاء الخطابات.
وعلى النقيض من ذلك، في صيف 1776 احتفل بعض المستعمرين بميلاد الاستقلال من خلال إقامة جنازات وهمية للملك جورج الثالث كطريقة ترمز إلى نهاية سيطرة النظام الملكي البريطاني على أمريكا وانتصار الحرية.
وعادة ما ترافق الاحتفالات بما في ذلك الحفلات الموسيقية والألعاب النارية والعروض وطلقات المدافع والبنادق مع القراءات العامة الأولى لإعلان الاستقلال.
وقد أقامت فيلادلفيا أول احتفال سنوي بعيد الاستقلال في 4 يوليو/تموز 1777، في وقت كان فيه الكونغرس لا يزال منشغلا بالحرب الدائرة.
وبعد حرب الاستقلال، واصل الأمريكيون الاحتفال بيوم الاستقلال كل عام، وفي احتفالات سمحت للقادة السياسيين في الدولة الجديدة بمخاطبة المواطنين وخلق شعور بالوحدة.
وبحلول العقد الأخير من القرن الثامن عشر، بدأ الحزبان السياسيان الرئيسيان - الحزب الفيدرالي والجمهوريون الديمقراطيون - في إقامة احتفالات منفصلة بالرابع من يوليو في العديد من المدن الكبرى.
الألعاب النارية
كان أول استخدام للألعاب النارية عام 200 قبل الميلاد، وبدأ تقليد إطلاق الألعاب النارية في 4 يوليو/ تموز في فيلادلفيا عام 1777، خلال أول احتفال منظم بعيد الاستقلال، مع إطلاق مدفع سفينة 13 طلقة تحية تكريما للمستعمرات الـ 13.
عطلة فيدرالية
أصبح تقليد الاحتفال بعيد الاستقلال أكثر انتشارًا بعد حرب 1812، التي واجهت فيها الولايات المتحدة بريطانيا العظمى مرة أخرى.
وفي عام 1870 أقر الكونغرس الأمريكي الرابع من يوليو/تموز عطلة فيدرالية؛ وفي عام 1941، تم توسيع الحكم لمنح عطلة مدفوعة الأجر لجميع الموظفين الفيدراليين.
وعلى مر السنين، انخفضت الأهمية السياسية للعطلة، لكن يوم الاستقلال ظل عيدًا وطنيًا مهمًا ورمزًا للوطنية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjI5IA==
جزيرة ام اند امز