مصدر عراقي لـ«العين الإخبارية»: القوات الأمريكية تحصن «عين الأسد»
في ظل التوترات بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، بدأت القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة عين الأسد غربي العراق، تحصين القاعدة.
وتعد قاعدة عين الأسد التي تقع في محافظة الأنبار غربي العراق أكبر قاعدة عسكرية لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وكانت عرضة للهجمات بالطائرات المسيرة من قبل المليشيات الشيعية المسلحة المرتبطة بإيران.
وفي ظل هذا التوتر وتهديد تلك المليشيات بمساندة حزب الله اللبناني الذي يتعرض لضربات إسرائيلية منذ أيام، كشف مصدر عسكري رفيع المستوى في قيادة العمليات المشتركة العراقية، اليوم الإثنين، إن القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار غرب العراق بدأت منذ أسبوع، زيادة عدد منظومات الدفاع الجوية في قاعدة عين الأسد تحسباً لهجمات تشنها جماعات مسلحة مدعومة من إيران.
وقال المصدر العسكري لـ"العين الإخبارية"، إن "القوات الأمريكية التي تقود التحالف الدولي في العراق قامت الليلة الماضية بسلسلة إجراءات أمنية وعسكرية من بينها زيادة عدد منظومات الدفاع الجوي في قاعدة عين الأسد كإجراء وقائي ضد هجمات محتملة تشنها جماعة عراقية مدعومة من إيران".
وأضاف المصدر الذي فضل عدم كشف هويته لحساسية الملف، "كما قامت القوات الأمريكية بتكثف تدريباتها على المدفعية الثقيلة ومنظومات الدفاع الجوي في قاعدة عين الأسد تحسباً لأي تصعيد عسكري مع تزايد التوتر على الجبهة الشمالية بين إسرائيل ومليشيات حزب الله اللبناني".
ولم يستبعد المصدر العسكري العراقي أن تدخل الجماعات الشيعية المسلحة الموالية لطهران هذه الحرب بعد إطلاق عدد من المسيرات باتجاه إسرائيل، مضيفا "نتخوف من رد إسرائيلي يستهدف المنشآت العسكرية والأمنية حتى للقوات العراقية".
المصدر أشار إلى أن "القوات الأمريكية وسعت المستشفى الميداني في قاعدة عين الأسد كجزء من تدريباتها على كيفية التعامل مع سقوط الضحايا في حال وقوع هجوم"، لافتاً إلى أن "القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة عين الأسد غرب الأنبار شرعت منذ نحو أسبوع بما يسمى بحزمة التدريب الثالثة وهي الأكبر منذ سنوات".
وأعلنت المليشيات المسلحة مساء الأحد، انطلاق سرب كبير من المسيّرات من العراق تجاه الأراضي الإسرائيلية، ما يظهر أن الساحة العراقية، ستكون حاضرة وساخنة في قادم الأيام، وأدى إلى استنفار القوات الأمريكية في العراق وسوريا.
التوترات تعيق الانسحاب
وفي سياق متصل، كشف تقرير لوكالة "فناك" الهولندية، أن الإدارة الأمريكية لا ترغب بإنهاء تواجد قواتها في العراق بظل التوترات الحالية في المنطقة.
وذكرت الوكالة في تقرير، أن "بعض قادة الإطار التنسيقي الشيعي الحاكم يسعون إلى موازنة النفوذ الإيراني في العراق من خلال تعزيز علاقاتهم القوية مع الولايات المتحدة".
وأضاف التقرير، أن "حكومة محمد شياع السوداني أعطت الأولوية لتنظيم العلاقة مع واشنطن وتأمين دعمها على حساب العلاقة مع طهران"، مشيراً إلى أن "الإدارة الأمريكية غير راغبة بإنهاء وجودها العسكري في العراق بظل التوترات الحالية التي تجري في المنطقة".
الحشد "خارج السلطة"
وفي سياق متصل، قال المحلل السياسي "محمد نعناع"، لـ"العين الإخبارية"، إن الفصائل المسلحة وبما فيها الحشد الشعبي (قوات شيعية مرتبطة بإيران) خارج سلطة الدولة ولا ترتبط برئيس الوزراء سواء كان محمد شياع السوداني أو غيره من الناحية الواقعية".
موضحا "في القانون، الحشد الشعبي مرتبط برئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، لكن هذا حبر على ورق ولا يمكن تطبيقه"، منوهاً أن "قرار الحشد تعبوي وبيده قادته وهذا واقع حال".