ضوء أخضر «من المستشفى» ضد الحوثي.. ماذا بعد الضربات الغربية؟
ضوء أخضر أمريكي لشن ضربات على الحوثي صدر من المستشفى، في رد ينذر بنفاد الصبر الغربي ويرسم سيناريوهات لتداعيات كثيرة.
فما الذي أفاض تحديدا كأس أمريكا ودفع لإعطائها الضوء الأخضر لتنفيذ ضربات ضد الحوثي؟ وما السيناريوهات المحتملة لما بعد هذا الرد؟
استفهامات عديدة تطرح نفسها في ظل التطورات المتسارعة بالبحر الأحمر، هناك حيث شنت الولايات المتحدة وبريطانيا، فجر الجمعة، ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لمليشيات الحوثي باليمن.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ واشنطن ولندن وجّهتا "بنجاح" ضربات للمليشيات ردا على هجماتها على سفن في البحر الأحمر، فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن الضربات كانت "ضروريّة" و"متناسبة".
من المستشفى
شبكة "سي إن إن" الأمريكية كشفت كواليس الإعداد للضربات على مواقع للحوثيين، ونقلت عن مسؤول رفيع بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، قوله إن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بشن الضربات من المستشفى.
وأضاف أن أوستن تابع الضربات عبر الاتصالات الآمنة، حيث شارك في اجتماع مع رئيس هيئة الأركان المشتركة وقائد القيادة المركزية الأمريكية لمراقبة الهجوم "المعقد".
ومطلع الشهر الماضي، تم تشخيص أوستن (70 عاما) الذي خدم في الجيش طوال مسيرته المهنية ويُعرف عنه حمايته خصوصيته إلى حد كبير، بسرطان البروستات.
وخضع لعملية جراحية بتخدير كامل ونقل بعد ذلك إلى المستشفى في الأول من الشهر الجاري بسبب مضاعفات بعد التهاب في المسالك البولية وما زال يخضع للعلاج.
القشة
الشبكة نفسها نقلت عن مسؤول أمريكي رفيع قوله إن هجمات المليشيات على السفن في البحر الأحمر يوم الثلاثاء كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لبايدن.
وأضاف أن تلك كانت النقطة المفصلية التي دفعت نحو إعطاء الرئيس الأمريكي الضوء الأخضر للمضي قدما في تنفيذ الضربات، رغم أن الاستعدادات كانت مستمرة منذ بعض الوقت.
والثلاثاء، أسقطت البحرية الأمريكية 21 صاروخا وطائرة مسيرة تابعة للحوثيين انطلقت من اليمن، بحسب بيان للقيادة المركزية الأمريكية، في واحدة من أكبر هجمات المليشيات في البحر الأحمر خلال الأشهر الأخيرة.
وذكر المسؤول أن السفن الأمريكية كانت من بين أهداف هجوم يوم الثلاثاء، فيما قالت القيادة المركزية الأمريكية إنه لم تلحق أي أضرار بالسفن ولم تقع إصابات نتيجة الهجوم الضخم بالمسيرات والصواريخ.
الكلمة الأخيرة؟
مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية قال، وفق المصدر نفسه، إن الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على مواقع الحوثيين قد لا تكون الإجراء الأخير" الذي تم اتخاذه ضد الحوثي.
وخلص إلى أنه قد يكون من الضروري اتخاذ مزيد من الإجراءات لحماية الناس والتجارة في البحر الأحمر، وأضاف: "قد لا تكون هذه الكلمة الأخيرة، وعندما يكون لدينا المزيد لنقوله ونفعله، سوف تسمعون منا".
وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في بيان "بعدم التردد في توجيه المزيد من الإجراءات لحماية شعبنا والتدفق الحر للتجارة الدولية حسب الضرورة".
وقال إن "هذه الضربات رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يتسامحوا مع الهجمات على أفرادنا أو يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر في أحد الطرق التجارية الأكثر أهمية في العالم".
ماذا بعد؟
وأبدى العقيد المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي، سيدريك لايتون، رأيه في الضربات التي شنتتها واشنطن ولندن ضد أهداف متعددة للحوثيين، بحسب مسؤولين أمريكي وبريطاني.
ونقلت الشبكة عن لايتون قوله إن "الحديدة، الميناء الرئيسي غربي اليمن، هدف محتمل بشكل كبير، هناك الكثير من الصواريخ المضادة للطائرات والسفن الموجودة في تلك المنطقة".
وتابع بالقول: "وفيما يتعلق باحتمالات التصعيد المعنية، ما يمكن أن يحدث هنا هو أن الحوثيين سيردون أولاً على السفن الأمريكية والسفن البريطانية في البحر الأحمر".
وأضاف: "بعد ذلك، من المحتمل أن يستهدفوا منشآت في المملكة العربية السعودية".
وأكد لايتون أن ذلك قد يؤدي إلى تأجيج التوترات في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية الجنوبية في هذا الوقت"، معربا عن اعتقاده بـ"أننا سنرى بعض الأنشطة الرئيسية في الـ24 ساعة القادمة أو ما شابه".