"عفاريت تسمانيا" ضد السرطان.. سر خطير يخص لقاحات كورونا
يستعد باحثون أستراليون لاختبار أول لقاح لإحباط انتشار سرطان ورم الوجه في أحد الحيوانات من فئة "الجرابيات"، وتسمى "عفاريت تسمانيا"
يستعد باحثون أستراليون لاختبار أول لقاح لإحباط انتشار سرطان ورم الوجه المميت في أحد الحيوانات من فئة "الجرابيات"، والتي تسمى"عفاريت تسمانيا" أو "الشيطان التسماني"، نسبة إلى جزيرة "تسمانيا"، جنوب شرق البر الرئيسي لأستراليا.
وقتل مرض ورم الوجه، ما يصل إلى 80 في المائة من "عفاريت تسمانيا"، منذ ظهوره لأول مرة قبل ثلاثة عقود، مما أثار مخاوف من انقراض الحيوان.
وتنتشر خلايا الورم في الوجه من حيوان إلى آخر، ويمكنها أن تتخطى جهاز المناعة لدى "عفاريت تسمانيا" لأنها تؤثر على بروتينات ( MHC-1 )، التي يستخدمها الجهاز المناعي للتعرف على الغزاة الضارين، و يهدف اللقاح الجديد ( DFTD )، إلى جعل خلايا الورم أكثر وضوحًا لجهاز المناعة.
واستلهم الباحثون تطوير اللقاح من تقنية لقاحات "كوفيد 19" التي استخدمتها شركتا "أسترازينكا" و "جونسون & جونسون"، حيث منح نجاح تلك اللقاحات للباحثين الثقة للمضي قدما في هذا الإتجاه.
ويقول أندرو فلايس، عالم المناعة في الحياة البرية بجامعة تسمانيا في تقرير نشره موقع "نيتشر" يوم 30 يونيو (حزيران) : " مثل لقاحات كوفيد 19، يتم نقل اللقاح إلى الخلايا عن طريق (فيروس غدي)، وهو فيروس يسبب عادة أعراضا خفيفة شبيهة بالبرد لدى البشر، وتم تعديله وراثيا، بحيث لا يمكن أن يتكاثر أو يسبب المرض، وهذه الفيروسات هي وسائل توصيل مفيدة للقاحات، لأنها تطورت لتقتحم الخلايا".
ويضيف أنه "بعد دخول اللقاح إلى الخلايا، يتسبب في إنتاج البروتينات الموجودة في الخلايا السرطانية ، وتعمل هذه البروتينات على تدريب الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية، وإذا غزا الورم بالفعل، فإن ذاكرة الجهاز المناعي لبروتينات اللقاح ستشجع خلايا الورم على التعبير عن البروتين ( MHC-1)، مما يسهل على الجهاز المناعي اكتشافها وشن هجوم.
ويركز اللقاح على ورم الوجه، والذي تم اكتشافه لأول مرة في عام 1996، وينتشر عندما تعض حيوانات "عفاريت تسمانيا"بعضها البعض أثناء الشجار على الطعام أو الرفقاء ، وينتج عن ذلك أورام منهكة في الوجه والرقبة وداخل الفم.
وكان مكتب منظم تكنولوجيا الجينات (OGTR) الأسترالي، قد أصدر في 14 يونيو (حزيران) ترخيصًا يسمح للباحثين باختبار اللقاح على 22 من الحيوانات الأسيرة السليمة، وستقيّم المرحلة الأولى من التجربة ما إذا كان اللقاح آمنا ويؤدي إلى استجابة مناعية، وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها ، فسيقوم الباحثون بتعريض الحيوانات المحصنة وغير الملقحة للمرض لمعرفة ما إذا كان اللقاح يحميهم.