بوردة في عيد الحب.. متطوعون بالموصل يحاولون علاج ندوب مدينتهم
محلات الهدايا في الموصل تمتلئ بزينة عيد الحب في مشهد نادر بعد نحو عامين على طرد تنظيم داعش الإرهابي من المدينة.
لم يدخر متطوعون شباب في الموصل جهداً للاستمتاع بعيد الحب، ومحاولة علاج ندوب مدينتهم، التي كانت معقل تنظيم داعش الإرهابي في العراق، وذلك من خلال توزيع زهور حمراء على أهل المدينة التي تعاني من كثرة الأنقاض والمباني المدمرة.
وتقمص متطوعون روح عيد الحب، فوزعوا زهوراً على المارة في الشوارع، وسأل متطوع عدة رجال قدم لهم وروداً حمراء عن الشخص الذي سيعطونها له، فقال كل منهم بابتسامة عريضة: "زوجتي".
وامتلأت محلات الهدايا في الموصل بزينة عيد الحب، وظهر محبون يتسوقون هدايا فيها، بحرية واستمتاع، لتقديمها لأحبائهم في مشهد نادر بعد نحو عامين على طرد متشددي تنظيم داعش الإرهابي من المدينة.
وقال متطوع في عيد الحب يدعى علي أمجد: "طبعاً عيد الحب هو أهم يوم هنا، فنعتبره مناسبة ليس فقط للتعبير عن الحب بين شخصين، وبين شاب وبنت، بينما للتعبير عن حب الأهل، وحب المدينة، وحب العائلة، وحب الصديق، وحب الأرض التي نعيش عليها، وحب المجتمع بصورة صحيحة، وحب مدينتنا".
لكن على الرغم من الاحتفال، قال صاحب مقهى ثقافي محلي في قلب الموصل: إن الجروح التي خلفتها جرائم تنظيم داعش الإرهابي من الصعب اندمالها.
وأضاف فهد اليوسف، وهو أيضاً عضو في تجمع للمثقفين: "من الصعب أن تتكلم في عيد الحب مع من فقد ابنه أو أخاه أو زوجته أو حتى حبيبته أثناء الحرب، وبسبب سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، لكننا نستعيد بعض الشيء هذه القيم والمحبة ونبحث عن مشاعر الناس".
وأردف: "تنظيم داعش الإرهابي أحدث جرحاً عميقاً وكبيراً في نفوس أهالي هذه المناطق، ونحاول بجهود كبيرة أن نمحو هذه الذاكرة الأليمة من عقول الأهالي".