داعش في 2017.. وفاة المشروع وتآكل التنظيم
خبراء أجابوا لـ"بوابة العين الإخبارية" عن سؤال: هل حانت لحظة النهاية؟
مع توالي هزائم تنظيم داعش الإرهابي ووصولها للذروة، أصبح التساؤل الأكثر إلحاحا عن صحة توقعات تآكل داعش نهائيا مع نهاية هذا العام
"داعش سيهزم بنهاية 2017"، "2017 عام تآكل "داعش"، "اقتراب نهاية داعش ما دام يخسر المال والأرض"، عناوين مختلفة دونتها صحف عالمية مطلع العام الحالي، بينها تقرير لـ"بوابة العين" الإخبارية، توقع فيها خبراء أن يكون هذا العام هو عام تآكل التنظيم الإرهابي، بعد هزيمته في معاقل رئيسية بالعراق مثل الموصل وتلعفر.
ومع توالي هزائم التنظيم الإرهابي ووصولها لمرحلة الذروة، كان آخرها معركة الحويجة بمدينة كركوك، والتي استمرت قرابة الشهر، قبل أن يعلن تحريرها، ومن ثم كامل شمال العراق، أصبح التساؤل الأكثر إلحاحا عن صحة توقعات تآكل داعش نهائيا مع نهاية هذا العام، خاصة أن التنظيم لم يعد مسيطرا سوى على مناطق منفصلة في العراق.
استطلعت "بوابة العين" الإخبارية، آراء الخبراء ذاتهم الذين استطلعت آراءهم في تقريرها السابق بعد التطورات الأخيرة في كل من سوريا والعراق، ليتراجع اثنان منهم عن فكرة "تلاشي تنظيم داعش الإرهابي"، فيما تمسك الثالث بتوقعه نهاية تنظيم داعش، معتبرا أن التنظيم انتهى دون رجعة، في الوقت الذي اعتبر فيه خبير دولي أن التخلص من تنظيم داعش نهائيا لن يكون سهلا.
ورغم تباين الخبراء حول بقاء التنظيم من عدمه، لكنهم اتفقوا جميعا على تآكل مشروع التنظيم في إقامة دولة الخلافة المزعومة، وكذلك انتهاء سيطرته على المناطق الحضارية، لافتين إلى أن التنظيم سيغير من تكتيكاته المتبعة، فإما سيلجأ إلى سيناريو حرب العصابات أو سيناريو إخفاء عناصره لتحين الوقت المناسب للقيام بعمليات أقرب ما تكون إلى "الذئاب المنفردة".
ويشير الوضع الميداني إلى أن تنظيم داعش أصبح بين فكي كماشة في سوريا والعراق، فمن جهة لم يبقَ أمام الجيش العراقي إلا الشريط الحدودي مع سوريا، لهزيمة التنظيم الإرهابي بعد تحرير مدينة الحويجة العراقية، بحسب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ومن جهة أخرى من المقرر أن تبدأ قوات سوريا الديمقراطية ما أسمته بالمرحلة الأخيرة من عمليتها ضد تنظيم داعش مساء اليوم.
داعش.. انتهاء مشروع الخلافة
الخبير الأردني في الحركات الإرهابية، حسن هنية، قال لـ"بوابة العين" الإخبارية إن "تنظيم داعش انتهت سيطرته على المناطق الحضارية؛ لأن مشروع السياسي لإقامة دولة الخلافة انتهى"، لافتًا إلى أن التنظيم الإرهابي سيعود إلى مشروعه كمنظمة إرهابية.
وفي تصريحات عبر الهاتف، أضاف الخبير الأردني "داعش لم يعد حريصا على اتباع الإستراتيجية القديمة التي تتلخص في السيطرة على مدينة والدفاع عنها حتى الموت، حتى لو كلفه الأمر خسارة جميع عناصره، الأمر تغير حاليا بعد التطورات الأخيرة، وسيعود إلى كونه منظمة بدلًا من مزيد من الهزائم.
متفقا معه، قال حسام سويلم، المدير الأسبق لمركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة المصرية (حكومي)، لـ"بوابة العين" الإخبارية: انحصرت سيطرة داعش على الأرض، ولم يعد هناك ما يسمى بمشروع الخلافة، وهذا كان واضحا في خطاب البغدادي الأخير، وأي حديث عن تهديد داعش بالسيطرة على مدن ومحاولة إقامة ما يسمى بالدولة الإسلامية أمر منتهٍ، ولن يتكرر.
أيضا رأى العميد صفوت الزيات، الخبير العسكري المصري، لـ"بوابة العين"، أن داعش لم يعد متمسكا بمنطق السيطرة ودفع الثمن، خاصة أنه لا يملك المقدرات أو القدرات العسكرية التي تسمح له بمواجهة الجيش العراقي أو التحالف الدولي ضده.
ما بعد الهزيمة.. حرب عصابات وإخفاء الدواعش
دميتري أوفيتسيروف، المحلل السياسي والمحاضر في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو (من أكبر مراكز الأبحاث الروسية المستقلة)، قال لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن خيارات مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي أصبحت محصورة؛ إما الانضمام إلى حرب العصابات أو اختباء عناصره، لافتا في الوقت نفسه إلى أن أزمة وجود داعش لن تنتهي سريعا.
في الاتجاه نفسه تقريبا، يرى الخبير المصري حسام سويلم، أن مرحلة ما بعد الهزيمة هي الأسوأ بالنسبة للتنظيم لأنه سيجد نفسه محصورا ومن ثم لا يملك سوى تحريك عناصره عبر الفضاء الخارجي، من خلال تجنيد الأفراد وإرسالهم لمهام متفرقة، وهو ما يشبه حرب العصابات من جهة، بالتوازي مع تكتيك الاختباء لفترة.
مستكملا الفكرة ذاتها، يقول الخبير الأردني "هنية" إن التنظيم سيركز حرب العصابات على مناطق بعينها مثل غرب الأنبار، والرمادي، فيما سيفضل اختباء عناصره في المناطق الصحراوية، لحين انتظار الفرصة التي تمكنه من إعادة هيكلته مجددا، كاستغلال الظروف السياسية مثل الخلاف العراقي الكردي أو الخلاف الأمريكي الروسي الوشيك، لا سيما بعد توعد موسكو لواشنطن بالرد على أي هجوم قادم من مواقع عسكرية أمريكية في سوريا.
aXA6IDMuMTQ2LjEwNy4xNDQg
جزيرة ام اند امز