نائب رئيس البرلمان العربي للعين: أزمة ليبيا أعمق من لقاء حفتر والسراج
أبو صلاح شلبي، عضو مجلس النواب الليبي نائب رئيس البرلمان العربي، يكشف عن أزمات يعاني منها المواطن الليبي ورؤيته البرلمانية لحلها
كشف الدكتور أبو صلاح شلبي، عضو مجلس النواب الليبي نائب رئيس البرلمان العربي، عن بعض الأزمات التي يعاني منها المواطن الليبي ورؤيته البرلمانية لحل تلك المشكلات، خاصة الأزمة السياسية في البلاد وإعادة كيان الدولة وتفعيل المؤسسات الأمنية.
"بوابة العين الإخبارية" حاورت عضو مجلس النواب الليبي، الذي أوضح رؤية البرلمان في حل كل تلك المشكلات، معبرًا عن أمنيته أن تنتهي تلك الأزمة التي تعصف بالبلاد وتؤدي بها إلى نفق مظلم.
وفيما يلي نص الحوار:
* ماذا عن المبادرات العربية لحل الأزمة الليبية؟
- الكل يعلم أن دول الجوار الليبي وخاصة مصر والجزائر وتونس، بذلت جهودًا كبيرة لوضع حلول للخلاف والأزمة الليبية، وأعتقد أن هناك مجهودات بُذلت وستظهر نتائجها خلال الأيام القادمة.
لاحظنا فعلا وجود إرادة حقيقية، من هذه الدول لجمع الليبيين على طاولة واحدة، عبر حصر نقاط الخلاف، وبااتالى أعتقد أن النتائج ستظهر فى الأيام القادمة، عبر مبادرة حقيقية تقدم من الدول الثلاث، لليبيين والمجتمع الدولي.
* وماذا عن لقاء حفتر والسراج؟
- المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، قال في آخر لقاءاته الصحفية، إنه يقبل أي رعاية مصرية للتوصل إلى حل في ليبيا وذلك ليس ببعيد (..) أعتقد أن الموضوع في ليبيا أعمق من اللقاء بين المشير حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، فالموضوع يتعلق بلقاء شامل بين كل أطراف الأزمة الليبية.
* ما هي العراقيل التي تواجه الأزمة الليبية؟
- الجميع يتفق على أن اتفاق الصخيرات هو الإطار الأساسي الذي من خلاله يتم التوصل إلى حل في ليبيا (..) هناك عدة مشاكل وخلافات على 4 نقاط أساسية أجمع كل الليبيين والأطراف الأخرى أنها أساس لعدم تطبيق اتفاق الصخيرات، وهي تتعلق بإعادة تشكيل المجلس الرئاسي، وإعادة تشكيل مجلس الدولة، وإعادة تشكيل القيادة العامة والقيادة العليا للجيش.
هذه النقاط الأربع، كل المبادرات العربية وغيرها تصب نحو التوصل لحلول لها، مؤكد أنها منطقية ومقبولة من جميع الأطراف، فهناك مناقشات تتم الآن في مصر وتونس والجزائر، وأظن نتائجها ستعرض على رؤساء الدول الثلاث في القمة المزمع عقدها قريبًا لحل الأزمة الليبية.
* ماذا عن الدور الأميركي في ليبيا، وخاصة بعد القرار الأخير بحظر دخول مواطني 7 دول بينها ليبيا؟
- الإدارة الأمريكية سواء السابقة أو الحالية، مهما كان دورها، فهي ليست ذات تأثير إيجابي أو سلبي (..) الأمر فقط يتعلق بالليبيين وهل يريدون السلام أو التنمية أم يريديون الصراعات.
هذه الدول تؤمن بمصالحها فقط، وبالتالي على الشعوب العربية أن تحل مشاكلها فيما بينها، لأن الأطراف الدولية والغربية بالذات لا تتفهم طبيعة الصراع الموجود، ولدينا تجارب تدل عل ذلك؛ فكل القضايا التي ساعدت الدول العربية في حلها، حُلت.
أعتقد أن الدور العربي حينما يُفعّل سيكون له دور في حل تلك المشاكل بشكل إيجابي، لمعرفة هذه الدول بطبيعة الشعب الليبي وطبيعة الخلاف الموجود على الأرض، لكن التعويل على أميركا لحل الأزمة الليبية لن يكون ذات تأثير، ومن يعول على الأمريكيين في حل مشاكله، فهو خاسر، فلم يثبت للعالم أن هؤلاء ساهموا في حل أية مشكلة.
* الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودوره في الأزمة الليبية؟
- ينطبق على بوتين، ما قلناه عن التدخل الغربي في الأزمة الليبية (..) الحل في ليبيا لن يكون إلا بأيدٍ عربية، لأنهم الأقرب لتفهم حالة ليبيا، فهم يجمعهم مصير واحد وهو الأمن القومي العربي المشترك، والتركيبة الاجتماعية المتناسقة التي تجمع العرب.
* ماذا عن دور الجامعة العربية في حل الأزمة الليبية؟
- شكلنا في البرلمان العربي لجنة للمصالحة، سيتم التعاون بينها والجامعة العربية بشكل جدي، لحلحلة الأزمة الليبية (..) اللجنة بدأت في اجتماعاتها والآن تباشر 3 ملفات رئيسية، وهي الملف الليبي والعراقي واليمني.
أعتقد أننا في إطار البحث عن أسباب الصراع مع الالتقاء بكثير من الأطراف المعنية الليبية أو العراقية أو اليمنية أو السورية، فدور البرلمان العربي، هام، من حيث إنه يمثل الشعوب العربية للبحث عن أرضية مشتركة تعمل بموجبها على تفكيك كل هذه الأزمات والوصول إلى الشعب العربي في مكانه، لتوصيل صوته إلى كل المؤسسات سواء العربية أو الدولية، فمثلا نبحث في هذا الاجتماع كل مطالب الدول العربية لعرضها على القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في الأردن، والآن نسعى لتفعيل دور البرلمان العربي والجامعة العربية، فنجاح هذه المؤسسات سيساهم في حل الأزمات التي يعاني منها الشعب العربي.
* ما هي رؤية البرلمان الليبي لحل الأزمات التي يعاني منها المواطن الليبي؟
- البرلمان الليبي حاول بشكل ما حل تلك الأزمات، لكن الخلاف السياسي والصراع الذي تشهده ليبيا، ربما هو السبب الذي أدى لتفاقم تلك المشاكل التي يعاني منها المواطن الليبي، فلا يمكن تحقيق الاستقرار الاقتصادي بدون أمن.
يجب إعادة بناء المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية، ودمج من يرغب من المجموعات المسلحة ضمن العمل المؤسسي وفقا لشروط معينة، وبالتالي الأمن لن يأتي إلا بمصالحة وطنية شاملة، وفق اتفاق الصخيرات، عبر تعديل بعض نقاط الخلاف التي أشرنا إليها سابقًا.
* ضبط الحدود الليبية مع دول الجوار؟
- الحقيقة ليس هناك ضبط من الجانب الليبي، الضبط يكون من جانب دول الجوار التي نعول عليها في ضبط هذه الحدود، بشكل أكبر من الليبيين، وبالتالي هم يسعون لحل المشكلة الليبية، لأن تأمين هذه الحدود يرهق ميزانية هذه الدول (..) وأعتقد أن هذه الدول تعاني أيضًا من مشاكل، فالأمن في ليبيا سيساعد في توفير هذه النفقات التي تبذل من قبل دول الجوار لحل أزماتها.
* كيف ترون الرؤية المصرية لحل الأزمة الليبية؟
- الجهود التي تبذلها مصر ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر اللجنة التي شكلها ويقودها رئيس الأركان الفريق أول محمود حجازي، أعتقد أنها بذلت جهدًا جبارًا لحل الأزمة الليبية، كما أن الدبلوماسية المصرية والخارجية منذ بدء الأزمة في ليبيا بذلت كل أنواع الجهد لحل الأزمة في ليبيا، وأعتقد الآن أن الجهود المصرية صارت ثمارها تنضج، وقد يكون النتائج في المرحلة القادمة بالتنسيق مع دول الجوار.
* هل هناك آلية يتخذها مجلس النواب لضمان عودة النازحين؟
- ليس بالشكل المطلوب، أعتقد أن الأمور صعبة جدا، فسرت مثلا تحتاج سيطرة جهة ما، لكن مجلس النواب قدم الكثير من الجهد للجاليات الليبية في مصر والتي عادت إلى طبرق، في خطوة إيجابية (..) الموضوع كبير جدًا مرتبط بعملية الإصلاح بين الأطراف الليبية.
* وماذا عن التشكيلات المسلحة؟
- في المنطقة الشرقية تكاد تكون منعدمة، في المنطقة الغربية أعتقد أن هناك بعض المجموعات المسلحة التابعة لبعض الجماعات الإسلامية التي حاولت إعاقة، عمل الدولة (..) الاتفاق السياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة تفعيل دور المؤسسات الأمنية، سيلغي هذه التشكيلات عبر إعادة إدماج بعضهم، بطريقة أو بأخرى، وبعد حديث كبير مع قادة هذه التشكيلات الذين أعلنوا عن رغبتهم في الاندماج، لكنهم فقط يريدون بعض التطمينات، وهذا ما يجب أن يُطرح على طاولة، والجلوس مع هذه الميليشيات لحلها.
aXA6IDE4LjE4OS4xODQuOTkg جزيرة ام اند امز