بالفيديو.. قصيدة "أنا عربي" تحرج وزيرة الثقافة الإسرائيلية!

قصيدة "أنا عربي" للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، تزعج وزيرة الثقافة الإسرائيلية وتدفعها للانسحاب احتجاجاً على غنائها في مهرجان فني.
الكلمة، وحدها، مرهفة كجناحي فراشة، ناخزة كنصل سكين، توجع بلا عنف وتؤلم بلا سلاح! هذا بالضبط ما ينطبق على ما فعلته أخيراً وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، التي اندفعت منسحبة من مهرجان فني إسرائيلي؛ احتجاجاً على كلمات قصيدة "قديمة" وشهيرة للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، هي قصيدة "سجل أنا عربي" التي غناها مغني الراب تامر نفار خلال الحفل.
المهرجان الذي أقيم في مدينة أسدود، مساء الخميس، مهرجان سنوي، يتخلله توزيع جوائز الأفلام الروائية الإسرائيلية "أوفير"، والتي تنظم سنوياً لاختيار أفضل فيلم روائي يمثل إسرائيل في التنافس على جوائز "أوسكار" العالمية.
وكانت الوزيرة الإسرائيلية المثيرة للجدل، قد عادت إلى قاعة المهرجان، بعدما انتهى المغني من فقرته، وصعدت إلى المنصة لإلقاء كلمتها، وبررت انسحابها بأنها لا تريد أن تكون ضمن جمهور يستمع لقصائد درويش التي يدعو فيها لأكل لحوم الشعب اليهودي.
وتعرضت "ريغيف" لموجة انتقادات كبيرة عقب انسحابها من الحفل، خاصة بعدما انقسم حضور المهرجان بين مؤيد ومعارض لخطوة الوزيرة الإسرائيلية، وقاطعها الكثيرون استهجاناً واحتجاجاً أثناء إلقاء كلمتها التي حاولت فيها تبرير موقفها وانسحابها وأسباب خروجها من القاعة أثناء إلقاء كلمات قصيدة درويش. وناقضت الوزيرة الإسرائيلية في كلمتها نفسها؛ حين قالت إنها لا تعارض الهوية العربية وإنها توافق قول محمود درويش "سجل أنا عربي" لكنها ترفض قوله في نهاية القصيدة "لكني إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي.. حذار حذار من جوعي.. ومن غضبي". وقالت إن هذه الكلمات تحرض على أكل لحوم الشعب اليهودي في إسرائيل.
وفي رد فعل مماثل على الوزيرة الإسرائيلية، خرج المغني تامر نفار، من القاعة، أثناء قيام "ريغيف" بإلقاء كلمتها، بينما سانده زملاؤه الآخرون عندما رفضوا الصعود لمنصة التتويج لاستلام جوائزهم من يد الوزيرة. وركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على ما قامت به "ريغيف" حتى إن بعض نشطاء ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي أكدوا أن الوزيرة خطفت الأضواء في المهرجان من الفنانين، وأصبحت "النجمة المكروهة" بامتياز، بعدما أفسدت الاحتفال بتصرفها.
من جانبها، اعتبرت الأديبة والناقدة الفنية، رجاء بكرية، أن ما قامت به "ريغيف" ليس جديداً عليها، لكنها بتصريحاتها النارية وضحالة ثقافتها عرضتها مجدداً لفضائح إعلامية مهينة، وقالت الأديبة الفلسطينية التي تنحدر من مدينة حيفا، في حديثها لبوابة "العين" الإخبارية، إن وزيرة الثقافة الإسرائيلية أثارت سخطاً كبيراً بعد أسابيع من المواجهة الأخيرة بينها وبين جمهور الفنانين في الوسط اليهودي.
واستغربت "بكرية" من أداء الوزيرة الإسرائيلية، التي لا تتفرغ بعد كل مواجهة لدراسة أخطائها، ولكنها تضيف ملحاً لبرنامج عملها يفقدها شهية البحث عن حلوى لتجميل الروح، حسب تعبيرها. وتابعت: "مأخذنا العميق على تصريحاتها يتلخص بضحالة ما تعرفه عن الثقافة الفلسطينية والعربية عموماً وعن جمالية الرد، (الإتيكا) على جمهورها المثقف".
ولفتت إلى أن الوزيرة الإسرائيلية خرجت محتجة من المهرجان، وعادت وبررت تصرفها، لتناقض نفسها باعترافها ضمناً بأن جيشها جلاد للشعب الفلسطيني، لكنها ترفض سماع مقاومة المجلود لظلمه. وختمت الناقدة الفنية الفلسطينية قائلة: "كلام درويش هذا، ورد في قصيدة، إسقاطاتها مجازيّة بحتة، وتفسيرُها بهذهِ الخفّة، وانمساح المعرفة لدى امرأة تشغل منصب وزيرة ثقافة في دولة إسرائيل يندي جبين الفنّ الجميل، ويثير الخجل. هذا ما يسمّى بالحقد المسيّس في عيوننا".
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تعترض فيها وزيرة الثقافة الإسرائيلية على قصائد محمود درويش، فقد سبق وأن انتقدت بشكل لاذع قبل شهرين من الآن، إذاعة الجيش الإسرائيلي ووصفتها بأنها فقدت صوابها، بعدما بثت برنامجاً إذاعياً خصص للحديث عن قصائد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، ولم تكتفِ بذلك بل انتقدت وزير الجيش الإسرائيلي ليبرمان، ودعته لإغلاق الإذاعة بسبب ما قامت به بعرض سيرة الراحل درويش.