إن حاضر اليمن ومستقبله لا يشبه أبدًا ذلك الوجه القبيح لجماعة الحوثي الإرهابية، فممارسات هذه المنظمة المتطرفة كأدائها العسكري على الأرض.
مجرد أدلة جديدة على أفكار لا تريد للشعب اليمني أو المنطقة السلام أو الاستقرار. وقد نظر المراقبون للشأن اليمني مبكرًا بكثير من الحذر بعد التعاطي الأمريكي الجديد مع الحوثي، والذي دشنته إدارة الرئيس بايدن حيال الأزمة اليمنية، منذ وصول طاقمها الديمقراطي إلى "البيت الأبيض" مطلع العام الحالي، ولم يكن هناك نتائج تُذكر لذلك التعاطي في الميدان أو حتى ما يتعلق بخدمة المواطن اليمني، رغم كثرة الزيارات المكوكية للمبعوث الأمريكي، ليندركينغ.
ولعل مسارعة واشنطن بإزالة اسم "الحوثي" من قائمة المنظمات الإرهابية الخاصة بوزارة الخارجية الأمريكية كانت خطأً جسيمًا - بحسب وصف العديد من النواب الجمهوريين في الكونغرس- فالخطوة، رغم رمزيتها، كانت رسالة واضحة من الإدارة الأمريكية السابقة بأن "الحوثي" خارج معادلة الوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن، وهو عنصر مليشياوي دخيل على الساحة السياسية والاجتماعية في هذا البلد العربي.
جدير بالذكر هنا، أن مبعوث الرئيس "بايدن" لليمن، قال بصريح العبارة، وهو يجمع أوراقه بعد زيارته الأخيرة لمنطقة الخليج العربي: "الحوثيون يعطّلون عملية السلام أو الدخول إليها في اليمن".
ذلك الموقف اللافت من المسؤول الأمريكي رفيع المستوى اعتبرته كثير من الأوساط المتابعة "تقدماً ملحوظاً في الموقف الأمريكي الجديد"، وربما يمثل بصورة أو بأخرى مرحلة الانتقال إلى الخطة "ب" تجاه الأزمة اليمنية والانقلاب الحوثي بالذات.
ولعل المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية، فيينا، وما يتسرب عنها من معطيات وتصريحات، يأخذ القصة اليمنية نحو فصول غريبة، فالإيرانيون يرون أن الأوراق التفاوضية، التي بحوزتهم حين يجلسون مع الغرب، خاصة الأمريكان، هي أوراق سياسية وعسكرية ذات صلة باليمن شكلاً ومضموناً.
ربما لن يكون من المستحيل سياسيا وتفاوضيا أن تتخلى إيران عن مليشيات الحوثي في اليمن، خاصة إذا تعلق الأمر بمصالح إيران ككل من رفع للعقوبات الأمريكية المفروضة عليه، والتي بدورها أثقلت كاهله اقتصاديا وداخليا، وبات يبحث عن أي وسيلة تخلصه منها.
وقد فعلت السعودية عين الصواب حين طرحت مبادرتها للسلام في اليمن، فالمملكة ليست طرفاً في الحرب اليمنية، كما أنها دولة معنية، بحكم دورها القيادي في العالم العربي والإسلامي، بالاعتراف الكامل بشرعية الحكومة اليمنية، التي تراها كل دول العالم الممثلَ الوحيد للدولة اليمنية.
والمبادرة السعودية كانت ولا تزال موضوعة على الطاولة، وقد رحبت بها أغلب دول العالم، وفي مقدمتها دول التحالف العربي لإعادة الشرعية اليمنية، كالإمارات العربية المتحدة، بصفتها الدولة الخليجية الداعمة دوما لانتهاء الأزمة اليمنية، إذ تقف أبوظبي مع الرياض صفاً واحداً في مواجهة عبث وتشدد الحوثي الانقلابي في اليمن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة