"العين" في سوق "المباركية" بالكويت.. بضائع بنكهة التاريخ
في قلب العاصمة الكويت، وتحديدا في منطقة القبلة، أحد أعرق أحياء المدينة، يقع سوق المباركية.
في قلب العاصمة الكويت وتحديداً في منطقة القبلة، أحد أعرق أحياء المدينة، يقع سوق المباركية وحصل على اسمه نسبة إلى الشيخ مبارك الصباح، الأمير السابع للكويت.
بداية هذا السوق كان مجرد تجمع للتجار، حيث اعتاد البائعون أن يعرضوا منتجاتهم في المنطقة شيئاً فشيئاً، وأصبح السوق مركزاً ثقافياً يُلبِّي احتياجات الزوار، ومع مرور الوقت توسع المكان وزيادة إقبال التجار، أصبح السوق أشبه بملتقى ثقافي يجمع مختلف الطبقات الاجتماعية.
وعلى الرغم من أن الكويت تمتلئ بالأسواق الشعبية والتاريخية القديمة، إلا أن سوق المباركية يحتل مكانة خاصة ومهمة في الكويت، عدا عن كونه أشهر وأقدم أسواقها التاريخية، إذ يمتاز سوق المباركية بعمارته الملفتة ذات الطابع القديم، حيث تصطف الأسواق والدكاكين بأشكال هندسية جميلة، وكانت أسقف المحلات تُغطى بالخشب والجندل عند بنائها للمرة الأولى، وتُغطى ممرات السوق بجريد النخل والعرشان الخشبية لوقاية المارة من حرارة الشمس صيفاً والأمطار شتاءً، فهو مغطى تماماً ولا يتأثر بتقلبات الطقس بالخارج.
يجود بالسوق العديد من المحال والمتاجر المتنوعة، بداية من المتاجر المتخصصة في بيع أنواع اللحوم، الأسماك، وجميع المواد الغذائية، مثل محلات الحلويات الشعبية والتمور والعسل، مروراً بمحلات العطارة والعطور، البهارات، وصولاً إلى محال الملابس النسائية والرجالية، بالإضافة إلى محلات بيع المجوهرات والمصوغات الذهبية.
ينتشر في السوق المقاهي والاستراحات والمطاعم التي تقدم شتى أنواع المشروبات والمأكولات اللذيذة سواء الخليجية أو الإيرانية والهندية، وتتميز المطاعم بتصميمها على الطراز التراثي القديم لتحاكي أزقة وأروقة السوق.
وعلى الرغم من التجديد الذي طال المباني والدكاكين في المكان، إلا أن سوق المباركية لا يزال يحتفظ بطابعه التراثي الأصيل، فلم يؤثر التطوير والتجديد على الجذور التاريخية للمكان، ولا تزال الأدوات المنبثقة من التاريخ الكويتي القديم تُباع في دكاكين خاصة بالسوق وعليها إقبال من المشترين سواء من المواطنين أو من السياح والزوار للمدينة.
اليوم لا يعد سوق المباركية مجرد سوق للتبضع فقط بل أصبح مقصداً لمن يريد التعرف على الروح الأصيلة للكويت ويعد واحداً من أهم أماكن الجذب السياحي في الكويت، وأحد أشهر معالمها وأكثرها قدماً، فسوق المباركية يحمل الزائر إلى حقبة مختلفة من الزمن برائحة البهارات والشاي على الفحم، ويعكس جانباً من تاريخ الكويت.