الشركات العالمية تعيش في زمن الضبابية.. ترامب ينشر الفوضى بالأسواق

بدأت الشركات في قطاعات عدة رفع أسعارها وخفض توقعاتها المالية والتحذير من تفاقم عدم اليقين في ظل زيادة التكاليف واضطراب سلاسل التوريد والمخاوف إزاء الاقتصاد العالمي بسبب حرب تجارية يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأظهرت نتائج أعمال أعلنت اليوم الخميس أن الشركات حول العالم واجهت حالة من الضبابية في الربع الأول، إذ وجد المسؤولون التنفيذيون أنفسهم في مواجهة موقف متغير باستمرار من إدارة ترامب فيما يتعلق بالسياسات التجارية.
وفقا لرويترز، أبرزت تعليقات صدرت اليوم الخميس عن كبرى شركات الأغذية المعلبة في العالم مخاوف المسؤولين التنفيذيين والمستثمرين من أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب وهجومه على رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول ستؤثر سلبا على ثقة الأسواق.
وبعد أن أعلنت بروكتر آند جامبل عن خطة لرفع الأسعار لتغطية تأثير التكاليف الإضافية الناجمة عن حرب الرسوم الجمركية الشاملة، قال أندريه شولتن المدير المالي للشركة في مكالمة بخصوص نتائج الأعمال "سيتعين علينا استخدام كل ما في وسعنا من أدوات لتخفيف تأثير الرسوم الجمركية على هيكل التكاليف لدينا والأرباح والخسائر".
وقال لوران فريكس الرئيس التنفيذي لشركة نستله للصحفيين في مكالمة لمناقشة نتائج الأعمال "بعض القرارات السياسية والاقتصادية قوضت ثقة المستهلكين الضعيفة في الأساس".
وفي إعلان نتائج أعمالها أيضا، أشارت شركة يونيليفر إلى "تراجع ثقة المستهلكين" في أسواقها في أمريكا الشمالية.
وانخفضت الأسهم اليوم الخميس وتلاشت موجة انتعاش الدولار وسط تقييم المستثمرين تصريحات إدارة ترامب المتغيرة بشأن الرسوم الجمركية ورئيس الاحتياطي الاتحادي.
وأوقفت إدارة ترامب معظم الرسوم الجمركية لمدة 90 يوما تنتهي في الثامن من يوليو/ تموز، لكن الرسوم العالمية البالغة 10% والرسوم على واردات الألمنيوم والصلب والسيارات لا تزال قائمة، وكذلك الرسوم المرتفعة على السلع المستوردة من الصين والتي ردت عليها بكين بإجراءات مضادة.
وقال مصدر لرويترز أمس الأربعاء إن إدارة ترامب ستدرس خفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية في انتظار المحادثات بين البلدين.
ومع دخول موسم نتائح أعمال الربع الأول أسبوعه الثاني المزدحم كانت الشركات تقيم تأثير الفوضى وتحدد خططها لاحتواء التداعيات.
وانضمت بروكتر اند جامبل وثيرمو فيشر ساينتيفيك لتصنيع المعدات الطبية وبيبسيكو العملاقة للمشروبات الغازية والوجبات الخفيفة إلى قائمة من الشركات خفضت توقعات أرباحها السنوية مشيرة إلى الاضطرابات التجارية، كما سحبت أميريكان إيرلاينز توقعاتها المالية للعام الجاري.
وحذرت ثيرمو فيشر من تداعيات قرار خفض تمويل الأبحاث الأكاديمية الذي اقترحته إدارة ترامب.
وأظهر تحليل لرويترز أن ما يقرب من 30 شركة حول العالم سحبت توقعاتها المالية خلال الأسبوعين الماضيين أو خفضتها.
وأعلنت هيونداي موتور تشكيل فريق عمل لمواجهة تداعيات الرسوم الجمركية ونقل إنتاج بعض سياراتها من طراز (توسان كروس أوفر) من المكسيك إلى الولايات المتحدة.
وقالت "نتوقع استمرار التحديات في مستقبل الأعمال بسبب تصاعد الحروب التجارية وعوامل أخرى غير متوقعة تتعلق بالاقتصاد الكلي".
وتدرس شركة صناعة السيارات أيضا نقل إنتاج بعض السيارات الموجهة إلى السوق الأمريكية من كوريا الجنوبية لمواقع أخرى، وذلك في إطار تأكيدها على أهداف أرباحها السنوية.
وتُحقق هيونداي وشركتها التابعة كيا، اللتان تعدان معا ثالث أكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم من حيث المبيعات، نحو ثلث مبيعاتهما العالمية من السوق الأمريكية، بينما تشكل الواردات قرابة ثلثي مبيعاتهما من السيارات الأمريكية.
وأعلنت شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة جيه.دي دوت كوم أن ما يقرب من 3000 شركة قد استفسرت بالفعل عن صندوقها البالغ 200 مليار يوان (27.35 مليار دولار)، والذي أُعلن عنه في 11 أبريل/ نيسان، لمساعدة المصدرين على بيع منتجاتهم محليا خلال العام المقبل.
وزاد من مخاوف ضعف الاقتصاد خفض الحكومة الألمانية اليوم الخميس توقعاتها للنمو لعام 2025، إذ أصبحت تتوقع الآن ركودا بدلا من نمو 0.3% وذلك بسبب عدم اليقين الناجم عن النزاعات التجارية العالمية مما يعرقل النمو ويضعف الاستثمار.
وفي مؤشر آخر على تراجع ثقة المستهلك، قال ماجنوس جروث الرئيس التنفيذي لشركة إيزيتي لرويترز إن شركة تصنيع المناديل الورقية السويدية شهدت انخفاضا في الطلب على منتجات النظافة من الفنادق والمطاعم في أمريكا الشمالية نظرا لتراجع ارتياد الناس للمطاعم واحتمال عدم سفرهم.
وتوافق ذلك مع تحذير أصدرته شركة تشيبوتلي مكسيكان جريل مساء أمس الأربعاء من أن الأمريكيين ينفقون أقل على تناول الطعام في الخارج بسبب تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي، مما دفع سلسلة المطاعم إلى خفض توقعات مبيعاتها.
وأشارت شركة نوكيا، المصنعة للهواتف، إلى تعطل قصير المدى بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية، بينما خفضت شركة داسو سيستمز، التي تبيع برمجيات لشركات صناعة السيارات والطائرات وشركات الدفاع، هامش ربحها المتوقع بسبب تقلبات السوق المرتبطة بالرسوم الجمركية، مما أدى إلى انخفاض أسهمها.
وحققت نستله ويونيلفر مبيعات ربع سنوية أفضل من المتوقع، لكنهما، ومنافساتهما من العلامات التجارية الكبرى، تحد من زيادة الأسعار في الولايات المتحدة لتجنب خسارة المتسوقين الأمريكيين لصالح العلامات التجارية الخاصة الأقل كلفة من شركات البيع بالتجزئة.
وقد يُسهم ذلك في تهدئة المخاوف من أن الرسوم الجمركية ستفاقم ارتفاع التضخم وتبطئ الاقتصاد الأمريكي، على الرغم من أن شركات أخرى، بمن فيها إيسيلور لوكسوتيكا، الشركة المُصنعة لنظارات راي بان، وإل. جي إلكترونكس، وإنتربارفومز، قد أعلنت أنها سترفع أسعارها في الولايات المتحدة أو قد تفعل ذلك.
وقال رامون لاجوارتا رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بيبسيكو اليوم الخميس "ونحن نتطلع إلى المستقبل، نتوقع المزيد من التقلبات وعدم اليقين، لا سيما فيما يتعلق بتطورات التجارة العالمية، والتي نتوقع أن تزيد من تكاليف سلسلة التوريد لدينا".
وفي الوقت نفسه، لا تزال ظروف المستهلكين في العديد من الأسواق ضعيفة، وبالمثل، فإن التوقعات غير مؤكدة.
aXA6IDE4LjIxOC41LjkxIA== جزيرة ام اند امز