تحذير من مسكنات تُباع دون وصفة: خطر صامت يهدد الحياة

حذر خبراء من أن تناول مسكنات الألم الشائعة قد يزيد مقاومة البكتيريا للمضادات، في وقت تتزايد فيه الإصابات بسبب العدوى المقاومة للأدوية.
وأظهرت دراسة أسترالية حديثة أن استخدام الإيبوبروفين والباراسيتامول مع المضاد الحيوي سيبروفلوكساسين لعلاج بكتيريا "إي كولاي" يؤدي إلى زيادة التحورات البكتيرية، ما يجعلها أكثر مقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية.
وقالت البروفيسورة ريتي فينتر، خبيرة علم الأحياء الدقيقة بجامعة جنوب أستراليا والمشرفة على الدراسة: "مقاومة المضادات الحيوية لم تعد مقتصرة على المضادات الحيوية فقط. هذه الدراسة تذكير واضح بضرورة مراعاة تفاعلات الأدوية عند استخدامها معًا، خصوصًا في دور رعاية المسنين حيث تُوصف أدوية متعددة على المدى الطويل".
وأوضحت الدراسة المنشورة في مجلة " المضادات الميكروبية والمقاومة"، أن البكتيريا التي تعرضت للمضاد الحيوي مع الإيبوبروفين والباراسيتامول طورت تحورات جينية أكثر من استخدام المضاد الحيوي وحده، ما ساعدها على النمو بسرعة وأدى إلى مقاومة متعددة للمضادات الحيوية. كما اكتشف الباحثون الآليات الجينية وراء هذه المقاومة، حيث قامت المسكنات بتنشيط دفاعات البكتيريا لطرد المضادات الحيوية وتقليل فعاليتها.
وتشير أحدث الأرقام إلى زيادة حالات العدوى المقاومة للمضادات الحيوية وعدد الوفيات المرتبطة بها، حيث أصيب 66,730 شخصًا في إنجلترا وحدها بعدوى مقاومة للأدوية خلال 2023، متجاوزة مستويات ما قبل الجائحة، وفق وكالة الأمن الصحي البريطانية.
ويشير الخبراء إلى أن مقاومة البكتيريا للأدوية تعد تهديدًا عالميًا خطيرًا، حيث تسببت في وفاة 1.27 مليون شخص مباشرة في 2019، وساهمت في وفاة 4.95 مليون شخص، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية. ويخشى العلماء استمرار هذا الاتجاه وارتفاع حالات الوفاة بين كبار السن بشكل كبير خلال العقود القادمة.
كما أعرب الباحثون عن قلقهم من سلالة نادرة من بكتيريا "إي كولاي" تنتج سم شيغا، والتي قد تسبب متلازمة انحلال الدم اليوريمي (HUS) المهددة للحياة، وتؤدي إلى فشل الكلى، الإنتان، وفي النهاية الوفاة.
وأكد الخبراء أن الدراسة لا تعني التوقف عن استخدام المسكنات، بل ضرورة توخي الحذر عند الجمع بين الأدوية والمضادات الحيوية، وفهم تفاعلاتها لتجنب تفاقم مقاومة البكتيريا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg جزيرة ام اند امز