ليس سرًّا أنّ هناك أحاديث تدور وراء الكواليس عن استئناف واشنطن عمليّة "الخطّة الاولمبيّة"، ضدّ إيران،
هل بدأت المواجهة الأمريكية الإيرانية تنحو منحى أكثر سخونةً في الأسابيع القليلة الماضية؟
ربّما يكون الجواب أكثر إثارة بإلإشارة إلى أنّ القادم قد يكون الهول كلّه، متمثلاً على الأرض في خطط إيرانيّة تبغي الثأر، لكنّها بذلك تكتب نهاية الثورة سيّئة السمعة التي استمرّت لأربعة عقود ونيّف من أسف شديد. ماذا نعني بهذه الكلمات؟
منذ أربعة عشر عامًا، وتحديدًا في 2006، في عهد جورج بوش الابن، رجل اليمين الأمريكي، والمحافظين الجدد بامتياز، أشعلت واشنطن نيران معركة ساخنة في الفضاء السيبرانيّ ضدّ إيران، عُرِفَتْ وقتها باسم "خطة الألعاب الأولمبية"، كان هدفها البرنامج النوويّ الإيرانيّ بنوع خاصّ، وتاليًا أضيفت أهداف أخرى ذات صلة بالمؤسّسة العسكريّة الإيرانية بشكل عام، والحرس الثوريّ الإيرانيّ بنوع خاصّ.
خطّة الألعاب الأولمبيّة الأمريكيّة هذه تجسّدت ذات مرّة في فيروس "ستكسنت"، الذي اخترق منشآت إيران النوويّة في موقع " نطانز"، وكلّفَ الإيرانيّين غاليًا وعاليًا، وبات السؤال في الوقت الحاضر: "هل استأنفت إدارة الرئيس دونالد ترامب عمليّاتها الأولمبيّة ضدّ إيران مرّة أخرى، وذلك كنوع من أنواع الردع الذي يغني عن الدخول في صدام مباشر مع الإيرانيّين إلى أن تحين القارعة؟
يمكن بالفعل أن يكون ذلك كذلك، لا سيّما وأنّ إيران ماضية في غَيِّها، سادرة في إرهابها، لا تلوي عنه أبدًا، ولا تحيد عنه كما يقال قيد أنملة، ومؤخّرًا أشعلت المخاوف لدى الجميع من خلال إطلاقها صاروخًا باليستيًّا "صامد"، يحمل قمرًا اصطناعيًّا عسكريًّا "نور -1"، ضمن إطار أوسع لبرنامج عسكريّ فضائيّ.
خطّة الألعاب الأولمبيّة الأمريكيّة هذه تجسّدت ذات مرّة في فيروس "ستكسنت"، الذي اخترق منشآت إيران النوويّة في موقع "نطانز".
هنا كانت إيران تقوم بخرق قرار مجلس الأمن 2231 لعام 2015، الخاص ببرنامجها الصاروخيّ، وتبدو أنّها غير مبالية بالمجتمع الدوليّ مرّة وإلى الأبد، وفي الوقت عينه تمضي في تهديداتها للإقليم وللعالم دفعة واحدة.
لم تتوقّف إيران عند هذه الحدود الكارثية فقط، إذ تُسارِعُ الزمنَ للحصول على كمّيّات أكبر من اليورانيوم، وتتجاوز ما هو مسموح لها به سواء من حيث الكَمّيّة، أو درجة التخصيب.
وفي مياه الخليج العربي، تجاهر وتفاخر بأنّها باتت تمتلك صاروخ بحر – بحر مداه يصل إلى 700 كيلومتر، ما يعني أنّ شوكتها تقوى في المياه الدوليّة ، وتهدّد الملاحة العالميّة في هذه المنطقة الحيويّة من العالم، معرّضة أمنَ السفن والناقلات للخطر من على مدى بعيد.
هل من جزئيّة ما بعينها تجعل الولايات المتّحدة الأمريكيّة تُفَعِّل كافّة أدواتها في العالم الرقميّ والسيبرانيّ ضدّ إيران، لا سيّما وأنّ الداخل الأمريكي اليوم لديه ما يكفي من ملفّات ساخنة، تشغله عن الاحتكاك بالإيرانيّين بشكل مباشر، مثل انتشار فيروس كورونا من جهة، والاستعداد للانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة في نوفمبر القادم من جهة ثانية؟
في الأسبوع الماضي، طفا على السطح تقرير استخباريّ في الداخل الأمريكي يشير إلى أن إيران وبالتعاون مع حزب الله، تعمل سرًّا وبعزم وحزم على تثبيت وجود خلايا نائمة لها في كبريات المدن الأمريكيّة، والهدف من ذلك، الجهوزيّة لساعة الانتقام، سواء ثأرًا لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، أو عند المواجهة الشاملة التي يمكن أن تحدث في أيّ وقت مع الولايات المتّحدة الأمريكيّة، سيّما وأنّ الرئيس ترامب قد أعطى أوامر ناهية بإغراق أيّ وكلّ قطع بحرية إيرانية تحتك بإلأسطول الأمريكيّ في مياه الخليج العربي في أيّ وقت من الأوقات.
التقرير المشار إليه لصاحبَيْهِ الباحثَيْن في شؤون الإرهاب الدوليّ "آيوان بوب، وميمتشل سيبلر" يلفت إلى "مؤشّرات وعلامات تحذيريّة متزايدة عن احتمال وقوع هجوم في الولايات المتّحدة أو ضدّ المصالح الأمريكية في الخارج.
أخطر ما في التقرير الأخير، أنّه يوضّح درجة الإرهاب التي باتت إيران تتّسم بها، وما حزب الله سوى أحد فَعَلَتِهَا وعُمّالها في حقل الإرهاب الدوليّ، فالجهوزيّة الإيرانيّة اليوم للانتقام والثأر وإثارة الفوضى تمضي عبر سبع نقاط قبل القيام بهجوم إرهابيّ محتمَل وتتراوح بين المراقبة، والتخطيط اللوجستيّ، والعمليات الأماميّة لتمويه الناشطين، وصولاً إلى التسلّل والتجنيد واختيار الهدف.
هل كان للولايات المتحدة أن تقف ساكنة في ظلّ هذا التمادي الإيرانيّ، أم تَوَجَّبَ عليها أن تبعث بعدّة رسائل تذكّر إيران والحرس الثوريّ بما يُعرَف بـ" ميزان الانتباه العسكريّ"، أي قدراتها في مواجهة قدرات الولايات المتّحدة الأمريكيّة الأولى على مستوى العالم؟
ليس سرًّا أنّ هناك أحاديث تدور وراء الكواليس عن استئناف واشنطن عمليّة "الخطّة الاولمبيّة"، ضدّ إيران، وأصحاب هذا الطرح يدلّلون على موثوقيّة طرحهما من خلال بعض المشاهد العلنيّة المعروفة للقاصي والداني، ناهيك عمّا خَفِيَ وكان أهول.
المشهد الأوّل الصواريخ التي طالت الطائرة الأوكرانيّة، والتي تسبّبت في فضيحة دوليّة لإيران، ناهيك عن التبعات الكارثيّة التي حلّت بها من جرّاء هذا الإخفاق غير المسبوق في برنامجها الصاروخيّ، والذي أكّدَ للعالم أنّ مثل تلك الأسلحة الباليستيّة في أيدي الملالي أمرٌ خطير، حتّى ولو كان في سياق الأسلحة التقليديّة، فما بالنا إذا كانت تحمل رؤوس أسلحة دمار شامل.
المشهد الثاني إطلاق قطع البحريّة الإيرانيّة النيرانَ على بعضها خلال المناورات والقصّة معروفة.
هل تمّ اختراق الإيرانيّين سيبرانيًّا من جديد؟ روحاني ألمح لذلك،.فهل وصل الدرس آيات الله؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة