ماذا تفعل الصين بمخلفات زيوت الطعام؟.. أرباح طائلة
مخلفات طبق الفوندو في الصين تُستخدم في إنتاج وقود للطائرات، هذا حقيقة في إطار جهود العالم لخفض الانبعاثات، فما هي القصة؟
في مدينة شينغدو الصينية الشهيرة بطبق الفوندو (fondue) يُغمس زبائن المطاعم شرائح اللحم وقطع الخضر في الزيت المغليّ الممتزج بالبهارات، من دون أن يدركوا أن مخلفات وجبة الطعام هذه ستُستخدَم وقوداً للطائرات.
فمطاعم شينغدو، عاصمة مقاطعة سيتشوان (جنوب غرب الصين) التي يشكّل طبق الفوندو مفخرة مطبخها، تنتج سنوياً نحو 150 ألف طن من المخلّفات الناتجة عن هذا السائل الأحمر الدهني.
وتتلقف شركة "غينشانغ" المحلية هذا السائل، فتعالجه وتحقق منه كسباً كبيراً، إذ تُصدّره بعد تصفيته لاستخدامه وقوداً في قطاع الطيران.
- اتفاق بين موسكو وأنقرة لإنشاء مركز للغاز الطبيعي بتركيا
- العراق في عيون «موديز».. انكشاف خطير على النفط لكن مستقبل الدينار بخير
وتنتج الشركة سنوياً ما يصل إلى 150 ألف طن من الزيت ذي النوعية الصناعية، بواسطة الدهون المتجمعة في الزيت المستخدم في الفوندو، وأيضا من زيوت مطاعم أخرى في شينغدو، كشبكة "كاي إف سي" لوجبات الدجاج السريعة.
ويجول مندوبو "جينشانغ" مساء كل يوم على مئات المطاعم في شينغدو.
وبعد أن يغادر الزبائن المطاعم يبادر موظفوها لصب مخلفات القلي والطهي في مرشحات لفصل الزيت عن الماء.
ويرتدون لهذا الغرض ملابس سميكة وقفازات مطاطية بطول الكوع لحماية أنفسهم، ثم يتولى مندوبو الشركة جمع الصفائح المملوءة بهذا السائل.
جبال من المخلّفات
تُنقل هذه المخلفات إلى مصنع "جينشانغ"، في ضواحي مدينة شينغدو.
ثم تُسكَب في أوعية ضخمة قبل أن تخضع لعملية تكرير للتخلص من الماء والشوائب المتبقية، فتأتي النتيجة زيتاً ذا نوعية صناعية من اللون الأصفر الفاتح.
ويُصدّر هذا المنتج بعد ذلك إلى زبائن معظمهم في أوروبا والولايات المتحدة وسنغافورة، فهم الذين يتولون تحويله لوقود طائرات مستدام.
ويمكن أن يسهم هذا النوع من الوقود في الحدّ من البصمة الكربونية لقطاع الطيران الذي يشكل 2 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية المرتبطة باستهلاك الطاقة عام 2022، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
إلا أن وقود الطائرات المستدام لا يتجاوز 0,1 في المئة من أنواع الوقود المستخدمة حالياً في الطائرات، ويعود ذلك إلى تكاليف المعالجة وقلة عدد الشركات التي توفّره.
لكنّه، في حال حصول "زيادة هائلة في الإنتاج"، يمكن أن "يساهم بنحو 65 في المئة في خفض الانبعاثات المطلوب في قطاع الطيران للوصول إلى القضاء على الانبعاثات سنة 2050".
وتطمح "جينشانغ" في الوقت الراهن إلى بناء منشأتها الخاصة لإنتاج وقود الطائرات المستدام.
وتبذل الصين جهوداً كبيرة لمكافحة جبال المخلفات الناتجة عن إهدار الغذاء لدى سكانها البالغ عددهم 1,4 مليار نسمة.
حجم الإهدار
ويصل حجم الإهدار الغذائي السنوي للمطاعم ومتاجر السوبر ماركت والمستهلكين في الصين إلى نحو 350 مليون طن من المنتجات الزراعية، أي ما يفوق ربع الإنتاج السنوي، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة "نيتشر" عام 2021.
وفي مطامر النفايات، ينبعث غاز الميثان، وهو أحد غازات الدفيئة، من مخلفات الطعام المتحللة بشكل أسرع مما ينبعث من معظم المواد الأخرى، وفقا لوكالة حماية البيئة الأمريكية.
ونشرت الصين أخيراً خطة لمكافحة انبعاثات غاز الميثان، من أبرز ما تلحظه إقامة مشاريع مبتكرة لمعالجة مخلفات الطعام.
وتستعين شنغهاي مثلاً بيرقات "ذباب الجندي الأسود" (Hermetia illucens) للإفادة من هذه النفايات.
وفي مصنع لاوغانغ للمعالجة، توجد غرفة ضخمة تضم 500 مليون يرقة تلتهم ما يصل إلى 2500 طن من مخلّفات الطعام يومياً، وفقا لما ذكره نائب مدير الموقع وو يويفنغ.
aXA6IDUyLjE0LjI1Mi4xNiA= جزيرة ام اند امز